أفادت تقديرات عسكرية إسرائيلية أن حزب الله يواصل إعادة بناء قوة "الرضوان" النخبوية بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال الحرب، لكنه يستعد لتغيير أسلوب الهجمات عبر تنفيذ عمليات تسلل محدودة باتجاه مزارع شبعا (جبل دوف)، في ظل فقدانه قدرات ميدانية أساسية.
ووفق مصادر في قيادة المنطقة الشمالية بجيش الاحتلال، وفق ما نقلت صحيفة "معارف" العبرية، يبني حزب الله خطوط دفاع جديدة شمال نهر الليطاني، ويحاول منع أي تحرك من الحكومة اللبنانية لنزع سلاحه، وسط مخاوف إسرائيلية من أن تسعى إيران إلى تنفيذ عملية مفاجئة خلال الفترة القريبة لفرض "رواية جديدة" حول إنهاء الحرب، حتى قبل بدء المناورة الإسرائيلية في مدينة غزة.
وتشير المعطيات إلى أن 74% من سكان مستوطنات خط المواجهة في الجليل عادوا إلى منازلهم منذ إخلائهم في 7 أكتوبر 2023، فيما سجلت مستوطنات مثل شلومي عودة كاملة للسكان، مقابل نسب عودة منخفضة في بلدات أخرى كالمطلة ومنارة.
وبحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية، تكبد حزب الله ضربات قاسية في جميع مجالاته القتالية، حيث قُتل أو أُبعد نحو 5 آلاف قائد من أصل 9 آلاف كانوا في مواقع القيادة عشية الحرب، ما دفعه لتعيين قادة جدد يفتقرون للخبرة الميدانية.
كما يعاني الحزب من انهيار في منظومة الاحتياط، إذ لم يلتحق سوى 10% منهم بالقتال، إلى جانب فرار مقاتلين من الصفوف الأمامية في وحداته النظامية، حسب ادعاء الجيش الإسرائيلي.
قوة "الرضوان"، التي كانت تضم نحو 6 آلاف مقاتل كوماندوز، تقلصت وفق التقديرات الإسرائيلية إلى ما بين 2500 و3000 مقاتل فقط.
وفي غضون ذلك، يواصل سلاح الجو الإسرائيلي استهداف معسكرات تدريب القوة في البقاع اللبناني، في محاولة لعرقلة إعادة تنظيمها.
وتستعد إسرائيل لاحتمال تنفيذ الحزب لعمليات محدودة أو محاولات أسر جنود في "يوم الأوامر".
أما "الجبهة الجنوبية" لحزب الله، فقد تعرضت لضربة كبيرة في قدراتها الدفاعية والهجومية، وهي الآن تعيد تموضعها شمال الليطاني، مع إنشاء مواقع مدفعية ومخابئ ومرافق تحت الأرض، لكنها لا ترقى إلى مستوى شبكة الأنفاق المعقدة لحركة حماس في غزة.
كما انخفضت قدرات الحزب الصاروخية بشكل حاد، إذ تراجع عدد منصات الإطلاق إلى مستويات محدودة، خصوصًا تلك القادرة على استهداف وسط إسرائيل، وسط صعوبات في توزيعها وتشغيلها، ما قلّص فاعلية نيران الحزب مقارنة بفترات ما قبل الحرب.