شهد شاطئ أبو تلات غرب الإسكندرية واقعة استثنائية، بعدما فوجئ المصطافون بتمساح صغير يطفو على سطح المياه، ما أثار حالة من الذعر والجدل حول كيفية وصوله إلى البحر المتوسط، فيما تدخل المنقذون للسيطرة عليه.
وأكد خبراء البحار أن الحادث لا يعكس ظاهرة طبيعية، وإنما ناتج عن تدخل بشري.
وقال الدكتور أحمد رضوان، أستاذ علوم البحار الفيزيائية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في الإسكندرية، إن التمساح الذي ظهر لم يأتِ من البحر، وإنما أُدخل بفعل فاعل، موضحًا أن التماسيح لا يمكنها العيش في المياه المالحة، ولم يتم رصد أي فصائل منها في البحر المتوسط.
وأوضح رضوان، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن جميع التماسيح من الفصائل النهرية مثل تمساح النيل أو الأمازون، ولا يوجد أي نوع بحري منها، وبالتالي فإن ما حدث لا يمثل ظاهرة طبيعية، وإنما واقعة استثنائية نتيجة تدخل بشري.
وأشار إلى أن التمساح الذي عُثر عليه صغير الحجم، لا يتجاوز طوله المتر تقريبًا، وهو من نوع التمساح النيلي، ما يجعل نقله أو إطلاقه في المياه أمرًا سهلاً، مضيفًا أنه لا يتغذى إلا على الأسماك والكائنات الحية، وحتى إذا تُرك في البحر فلن يتمكّن من التأقلم مع الملوحة العالية، وسيسعى سريعًا إلى الاتجاه نحو الشاطئ.
وأضاف رضوان أن قوة التمساح تتركز في فكِّه وذيله، وهو ما يفسر أن الإمساك به من الذيل كان تصرفًا صحيحًا، مشيرًا إلى أن الواقعة تُعد الأولى من نوعها في الإسكندرية. ولفت إلى أن ما يمكن أن نراه طبيعيًا في البحر المتوسط يقتصر على السلاحف البحرية وبعض الثعابين البحرية، أما التماسيح فبيئتها مرتبطة بالأنهار والبحيرات فقط.
ومن جانب آخر، حذّرت الدكتورة إيمان أبو السعود، الطبيبة البيطرية، من خطورة تداول أو تربية التماسيح والزواحف المفترسة في المنازل، مؤكدة أنها كائنات غير أليفة ولا يمكن استئناسها بسهولة، كما تمثل تهديدًا محتملاً لحياة الإنسان عند نموها.
وأوضحت إيمان أن أخطر ما في التمساح هو فكه، مشددة على ضرورة ربطه بإحكام ثم تثبيت ذيله في حال العثور عليه، نظرًا لاعتماده على الذيل في توجيه ضربات قوية.
وأضافت إيمان أن التماسيح الكبيرة أشد خطورة لصعوبة السيطرة عليها، وقد تلتهم أطراف الإنسان، مؤكدة ضرورة إبلاغ وزارة البيئة أو حديقة الحيوان فور العثور على أي منها، صغيرًا كان أو كبيرًا، ليتولى المتخصصون التعامل معها.