أكد الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية، أن خطة السلام الجاري تنفيذها في غزة تسير بشكل مرحلي طبيعي، موضحًا أن هذا التدرج لا يعني فشلًا، بل هو سمة من سمات أي تسوية في صراعات معقدة وطويلة الأمد مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال حمزاوي، خلال مداخلة عبر تطبيق “زووم” مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج “حديث القاهرة” على قناة القاهرة والناس، مساء السبت، إن المرحلة الأولى من الخطة تشمل وقف العمليات العسكرية، والإفراج عن الرهائن والأسرى الفلسطينيين، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، على أن تتطور هذه المرحلة لاحقًا إلى جهود لإعادة الإعمار، تمهيدًا لانسحاب إسرائيلي منظم وتشكيل إدارة مدنية مستقلة للقطاع لا تضم حركة حماس، وفق توافق إقليمي ودولي.
وأوضح أن مصر دعت بالفعل إلى مؤتمر لإعادة إعمار غزة خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن نجاح تنفيذ الخطة مرهون بالتزام الولايات المتحدة بالضغط المستمر على إسرائيل، كونها الطرف الذي اعتاد خرق الاتفاقات.
وأضاف حمزاوي أن إسرائيل تعيش عزلة دولية غير مسبوقة منذ عام 1948، إذ تُصنف اليوم من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها كـ"دولة مارقة"، مؤكدًا أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة اضطراب جماعي منذ هجمات 7 أكتوبر، ولم يعرف الاستقرار أو الأمن منذ ذلك الحين.
وأشار إلى أن مصر حققت نجاحًا دبلوماسيًا واضحًا في الدفاع عن أمنها القومي من خلال تثبيت مبدأ عدم تهجير الفلسطينيين من غزة، وضمان تغيير إدارة معبر رفح والمنطقة الحدودية بما يمنع الوجود العسكري الإسرائيلي المكثف، مؤكدًا أن هذه الترتيبات نوقشت في اتفاقات شرم الشيخ الأخيرة وجرى التوافق عليها بين الأطراف الثلاثة: المصري والإسرائيلي والفلسطيني.
وشدد حمزاوي على أن الاتفاق الحالي لا يقتصر على وقف الحرب، بل يفتح الباب أمام تسوية سياسية أوسع تشمل نزع سلاح حماس تدريجيًا، وإعادة هيكلة الإدارة الأمنية والمدنية في غزة بمشاركة عربية ودولية.
وفي رده على سؤال حول الخطة المقترحة لإدارة غزة، أوضح حمزاوي أن كل المقترحات المتعلقة بالمرحلة الانتقالية لا تزال قيد التفاوض، مؤكدًا أنه "لا توجد أي ترتيبات نهائية أو أسماء محددة حتى الآن"، وأن المبادئ الكبرى فقط هي محل التوافق.
وشدد أن الجهد المصري والعربي والأمريكي يجب أن يستمر بنفس الزخم لضمان التزام جميع الأطراف بالاتفاق، مؤكدًا أن الخروج من الحرب واستعادة أدوات السياسة والدبلوماسية يمثلان فرصة حقيقية للسلام إذا توافرت الإرادة الدولية.