محمود الطاهري.. المهندس الذي غيّر وجه مصر مع أول نسمة تكييف - بوابة الشروق
الخميس 14 أغسطس 2025 7:31 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

محمود الطاهري.. المهندس الذي غيّر وجه مصر مع أول نسمة تكييف

محمد حسين
نشر في: الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 3:59 م | آخر تحديث: الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 3:59 م

تصاعدت التحذيرات من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد، حيث أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن يوم الخميس سيكون ذروة هذه الموجة، متوقعة أن تصل درجات الحرارة في القاهرة الكبرى إلى 42 درجة مئوية، وفي جنوب الصعيد إلى 49 درجة، ما يزيد من أهمية أجهزة التكييف التي أصبحت ملاذًا للكثيرين.

في خضم هذا الطقس اللاهب، نسترجع قصة المهندس المصري الرائد محمود سعد الدين الطاهري، الذي يُنسب إليه الفضل في إدخال أجهزة التكييف إلى مصر، وذلك وفقًا لما جاء في حوار أجراه أحد أقاربه مع الكاتب عمر طاهر، ونُشر ضمن كتاب صنايعية مصر.

من رملة بولاق إلى "كولدير"

يقول طاهر إن محمود سعد الدين الطاهري، هربًا من حياة الرفاهية التي وفرها له والده، سافر إلى إنجلترا وعاد في بداية الأربعينيات حاملًا شهادة في هندسة الميكانيكا. فور عودته، التحق بشركة تسوّق أجهزة تكييف "كاريير"، وهناك تلقى خبراته الأولى.

في عام 1947، سافر إلى أمريكا، وأبلغ زوجته بقراره شراء مستلزمات مصنع لأجهزة التبريد والتكييف. بدأ الطاهري مشروعه في ورشة صغيرة بمنطقة رملة بولاق لصناعة أبراج التبريد، ثم عثر على قطعة أرض في جزيرة الدهب، واختارها لتكون مقرًا لمصنعه الذي أطلق عليه اسم "كولدير".

بدأ "كولدير" بتصنيع الثلاجات الضخمة للمتاجر والمستودعات، ثم انتقل لإنتاج المراوح. لكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، إذ كان مشغولًا بفكرة التكييف المحلي الصنع، معتمدًا على خامات محلية لتناسب البيئة المصرية المليئة بالأتربة، بهدف فتح أسواق جديدة في الدول العربية.

سينما مترو.. الانطلاقة الكبرى

كانت اللحظة الفارقة في مسيرة الطاهري عندما أُسند إليه مشروع تكييف قاعة سينما "مترو" الشهيرة. كان هذا المشروع إنجازًا ضخمًا، فبفضل الطاهري، أصبحت "مترو" أول سينما في مصر تحمل لافتة "مكيّفة الهواء"، لتضيف إلى جمالها الفني لمسة من الانتعاش، ويتحول حديث الرواد من روعة الأفلام إلى نسمة الهواء البارد التي كانت تداعب قلوبهم.

لم يتوقف طموح الطاهري عند تكييف الأماكن العامة، بل سعى لإيصال التكييف إلى المنازل. كان حجم الأجهزة في ذلك الوقت ضخمًا، أقرب إلى "دولاب متوسط"، فكرّس وقته وجهده لتصميم تكييف "الشباك" بحجم أصغر ومكوّنات محلية.

انتقل للإقامة في ورشة المصنع، وعمل لساعات طويلة حتى أبصر النور أخيرًا "تكييف شباك كولدير" مع نهاية عام 1956، ليصبح نقلة نوعية في حياة المصريين.

تفانٍ وإخلاص.. أكثر من 18 ساعة عمل يوميًا

كان محمود سعد الدين الطاهري مثالًا للتفاني والإخلاص في عمله. لم يقتصر دوره على الإدارة، بل كان عضوًا في جمعية مهندسي التبريد والتكييف الأمريكية، وسجّل بها أكثر من ستة ابتكارات. كان يعمل لأكثر من 18 ساعة يوميًا، ويتابع بنفسه كل تفاصيل العمل من تركيب وصيانة وشكاوى العملاء، ليترك خلفه إرثًا هندسيًا لا يزال تأثيره ملموسًا حتى اليوم، خاصة مع تصاعد درجات الحرارة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك