عمليات تبادل الأسرى.. كيف أدارت وحدة الظل القسامية صفقات التبادل بعد طوفان الأقصى؟ - بوابة الشروق
الجمعة 17 أكتوبر 2025 3:06 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

عمليات تبادل الأسرى.. كيف أدارت وحدة الظل القسامية صفقات التبادل بعد طوفان الأقصى؟

أدهم السيد
نشر في: الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 12:01 م | آخر تحديث: الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 12:19 م

عادت وحدة الظل القسامية إلى واجهة المشهد من جديد مع بدء جولة جديدة من عمليات تبادل الأسرى في إطار أحداث طوفان الأقصى، لتتوج بذلك عامين من العمل السري المتواصل. فالوحدة التي تمكنت من إخفاء المحتجزين الإسرائيليين رغم الحرب الشرسة والتوغلات المتكررة ومحاولات "الموساد" الفاشلة لإنقاذهم دون تفاوض، فرضت معادلتها على جيش الاحتلال الذي وجد نفسه في النهاية مضطرًا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.

وتعرض الشروق أبرز المعلومات المتوافرة عن وحدة الظل المسئولة عن إخفاء المحتجزين الإسرائيليين، استنادًا إلى ما ورد في قناة الأقصى الفلسطينية، وهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وموقع لونغ وور جورنال الأمريكي، وصحيفة هيوم العبرية.

دروس من تجارب الماضي

اعتمدت فصائل المقاومة الفلسطينية على احتجاز الجنود الإسرائيليين كورقة ضغط لتحرير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وبينما نجحت منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية في إخفاء المحتجزين الإسرائيليين بسهولة في الأراضي اللبنانية والسورية، واجهت كتائب القسام صعوبات أكبر داخل الأراضي المحتلة، ما أدى إلى فشل بعض العمليات مثل أسر الرقيب آفي سبوركس والعريف إيلان سعدون اللذين قُتلا قبل مبادلتهما. ولم تكن القسام آنذاك قد أنشأت وحدة متخصصة في إخفاء المحتجزين، مما كشف الحاجة إلى تشكيل جهاز استخباراتي خاص يتولى هذا الملف بكفاءة.

عملية الوهم المتبدد وبداية وحدة الظل

ارتبط تأسيس وحدة الظل بعملية الوهم المتبدد عام 2006 التي أسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ورغم مشاركة 3 فصائل في العملية، تولت كتائب القسام مسئولية إخفائه، وأسندت المهمة إلى وحدة جديدة قرر قائد الكتائب محمد الضيف تشكيلها، لتُعرف منذ ذلك الوقت باسم وحدة الظل، في إشارة إلى طبيعة عملها السري، وفق ما ورد في فيلم تسجيلي أنتجته الكتائب لاحقًا.

مواصفات أفراد الوحدة

حددت كتائب القسام مجموعة من المعايير الصارمة لاختيار عناصر وحدة الظل، في مقدمتها الإيمان العميق بالقضية الفلسطينية وسرعة البديهة، نظرًا للطبيعة المستقلة لعمل الوحدة خلال الحروب وضعف الاتصال في الميدان. كما يشترط تمتع أفرادها بقدرة عالية على استشعار الخطر عن بعد، وهي صفة حاسمة في مواجهة محاولات العدو لإنقاذ أسراه. وإلى جانب ذلك، يتحلى عناصر الوحدة بأقصى درجات السرية والكتمان، ما يجعلهم يعملون في الخفاء بعيدًا عن الأضواء.

5 سنوات من المراوغة

أثار أسر الجندي جلعاد شاليط اهتمامًا غير مسبوق في إسرائيل، ما دفع جيش الاحتلال إلى شن عمليتين واسعتين: أمطار الصيف عام 2006، والثاني عام 2008، وهو أكبر عدوان على غزة آنذاك. ورغم التوغلات المتكررة، فشل الجيش في العثور على أي معلومة عن شاليط، ليعود بعد 5 سنوات إلى التفاوض الذي انتهى بإطلاق سراحه مقابل تحرير 1027 أسيرًا فلسطينيًا.

أداة للحرب النفسية

رغم طبيعتها السرية، استخدمت وحدة الظل نشاطها في إطار الحرب النفسية ضد أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي، من خلال نشر مقاطع مصورة للمحتجزين تُظهر مدى سيطرة المقاومة على الوضع الأمني. وأسهمت هذه المقاطع في تشكيل ضغط شعبي واسع داخل إسرائيل، ما دفع حكوماتها إلى القبول بصفقات تبادل. وتكرر هذا الأسلوب خلال قضية شاليط، ثم بعد أسر الجنديين هدار جولدن وأورون شاؤول في عدوان 2014.

عامان من إخفاء أسرى الطوفان

أسفرت عملية طوفان الأقصى عن احتجاز نحو 250 إسرائيليًا بين جنود ومستوطنين، وتسلّمت وحدة الظل مسئولية الغالبية منهم، حيث تم إيواؤهم داخل شبكة أنفاق معقدة تحت حراسة عناصرها، بحسب روايات الأسرى المفرج عنهم لاحقًا.

وخلال عامين من الحرب، لم يتمكن جيش الاحتلال من تحرير سوى 6 منهم فقط، باستثناء من أُطلق سراحهم ضمن صفقات تبادل شملت 62 أسيرًا، استخدمتها المقاومة كأداة للحرب النفسية، إذ انتشرت مقاطع تسليم المحتجزين على نطاق واسع وأثارت تفاعلًا داخل المجتمع الإسرائيلي.

محاولات فاشلة لهزيمة الوحدة

بذل جيش الاحتلال خلال اجتياحه لقطاع غزة جهودًا مكثفة للتغلب على وحدة الظل وتنفيذ عمليات إنقاذ بالقوة، لكنها باءت بالفشل. ففي 8 ديسمبر 2023 قُتل عدد من جنوده، بينهم ضابطة كانت محتجزة لدى المقاومة، خلال عملية فاشلة لتحريرها. وفي منتصف الشهر نفسه، تسبب هجوم آخر في مقتل 3 محتجزين إسرائيليين بنيران جيشهم بعد إخفاق الجنود في التعرف عليهم، ما أثار موجة من الجدل والغضب داخل المجتمع الإسرائيلي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك