سلوى السنيورة بمعرض بيروت الدولي: لابد للثقافة أن تتصدر المشهد العام لتصحيح المسار - بوابة الشروق
السبت 17 مايو 2025 1:45 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

سلوى السنيورة بمعرض بيروت الدولي: لابد للثقافة أن تتصدر المشهد العام لتصحيح المسار


نشر في: الخميس 15 مايو 2025 - 8:44 م | آخر تحديث: الخميس 15 مايو 2025 - 8:44 م

قالت سلوى السنيورة رئيسة النادي الثقافي العربي: "في خضم التحولات الكبرى التي نشهد داخل لبنان وخارجه وعلى الصعد كافة، لا سيما الأمنية والسياسية والاقتصادية، تتنامى قناعتنا والإدراك بأنه لا بد للثقافة أن تأخذ مكانها ومكانتها في المشهد العام – نهجا بينا، من شأنه أن يؤنسن الأمن والسياسة والاقتصاد، ويصحح مساراتها انسجاما مع رؤى العهد الإصلاحي الجديد وتطلعاته والتي عُبر عنها ركنا أساس في خطاب القسم والبيان الوزاري".

جاء ذلك على هامش فعاليات انطلاق الدورة الـ66 لمعرض بيروت الدولي للكتاب، الذي يعد من أبرز الفعاليات الثقافية في العالم العربي.

وأضافت: "نقول للثقافة مكانها ومكانتها لأنها لم تكن يوما مجرد كلمة تقال أو شعارا يرفع، بل هي فعل إنساني ونبض حياة ونسق عيش نراه يتفلت من براثن السكون والاستكانة، ليرسِ وشائج التداخل المعرفي وتكامله لدى الفرد والجماعة بغية تحقيق كينونة الإنسان وتطوره".

وتابعت: "لذا فالثقافة، بما تمثل من وعي وتبصر وتجدد، تدعونا إلى التنقيب في أحوالنا وأفكارنا جاعلة العقل فينا ناقدا شجاعا في قراءة الذات ومتبحرا في الماضي ومجريات الحاضر ليجترح رؤية متسعة وممتدة لتفكيك القيود المعيقة للتقدم، بل وللسير في حركة التغيير والتحول وصولا بها إلى حقول المعرفة والإبداع والعدالة والإنسانية والاستدامة مشكلة هذه في اجتماعها وتداخلها وتفاعلها مجتمع المواطنة الرحبة".

وأضافت: "الثقافة في كل ذلك تستمد قوتها وقدرتها على الانتشار والتوسع من قيم الانفتاح والتواصل والحوار والتسامح بشأن المغايرة والاختلاف، باعتبار أن هذه القيم هي لصيقة بمفهوم الثقافة وأبعادها، وهي المسئولة عن ارتقاء العقل البشري وترفع الذات الإنسانية".

وقالت: "من هذا المنظور، تستدعي الثقافة للتعبير عن ذاتها واحة نهضوية رحبة، لذا تطوع النادي الثقافي العربي على مدى ثمانية عقود ونيف ان يكون عاملا متفانيا في جهود ترسيخ جذور هذه الواحة وتوسعة ارجائها، وسيلا متدفقا في سبيل ازدهارها وتجددها، فكان هو اول من استحدث معرضا للكتاب في لبنان والعالم العربي منذ العام 1956، ليكون حاضناً للإبداع ومسهماً في تشكيل المحتوى الثقافي لمجتمع يتطلع إلى الخروج من الأنفاق الضيقة إلى الآفاق الواسعة، لتتوالى بعده سلسلة المعارض وصولاً إلى النسخة 66 التي نحتفي بافتتاح فعالياتها اليوم بوجود هذا الحضور المميز الذي نؤكد واياه المرة تلو الأخرى على العلاقة العضوية التي تربط بين الكتاب وجمهوره والعاصمة بيروت، علاقة التزام وتطور ومرونة وريادة وهوية وانتماء وتجدد".

وأردفت: "أقول تجدد لأننا نجهد في أن لا يقتصر الكتاب في عيده السنوي هذا على كونه منصة للكتاب بل أيضاً مساحة مفتوحة لفنون الكتاب وما يدور في فلكه، وما يهدف الكتاب إلى تحقيقه من توسعة لآفاق المعرفة، فإذا بمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، إلى كونه أجنحة لعرض المؤلفات وأحدث الإصدارات، بمختلف مضامينها والإبداعات، هو أيضاً ندوات تعالج موضوعات الساعة، مستذكرة ما أوصلنا إليها، ومستشرفة ما يجب أن تقودنا إليه".

وأردفت: "وإذا هو أيضا معارض فنية مختصة لتكون ملهمة لصناعة الكتاب كما عاكسة لما يمكن أن تبتدعه الكتب من أفكار وموضوعات واستشراف لمسيرة الغد ومآلاته. وإذا المعرض أيضاً مساحة رحبة للتفاعل والتكامل مع سائر أنواع الإبداعات الإنسانية من موسيقى وشعر وغناء ومسرح وسينما وغيرها من النتاج الإنساني الرفيع".

وقالت: "لم يكن لهذا المعرض أن يكون على ما هو عليه لولا التعاون البناء الذي طبع كل جوانبه والمكونات، من دور نشر آمنت برسالة النادي الثقافي العربي وتاريخ عطاءاته، ومن مفكرين ورواد ثقافة وابداع وجدوا في المعرض منبرا حيا لطرح الأفكار والحوار بشأنها، ومدخلا لتعزيز الدور التاريخي للبنان الحضارة وعاصمته بيروت، واستقطابا للجيل الشاب ليكون عنصرا فاعلا في حمل رسالة التآخي والعيش الواحد في وطن التنوع الخلاق".

وأضافت: "الشكر لهؤلاء جميعا كما لوسائل الإعلام بوسطائها كافة، والتي اعتبرت معرض بيروت العربي الدولي للكتاب حدثا ثقافيا سنويا يستأهل الاحتفاء به وتسليط الضوء على غاياته والاهداف. والشكر موصول لكل من قدم مختلف أنواع الدعم والتعاون، وهم كثر يتعذر في هذه العجالة ذكرهم بالاسم والموقع".

واختتمت قائلة: "واسمحوا لي أن أتوجه بالشكر أيضا لرئيس الحكومة الدكتور نواف سلام الذي منح رعايته لهذا الحدث المميز وخصه بحضور وكلمة منه، كما الشكر لوزير الثقافة الذي يؤمن بأن الثقافة عامة والكتاب خاصة عامل جمع لا شرذمة وتفرقة وانقسام وهو الذي يدفع الى جعل ذلك أمرا محققا. والشكر لوزير الإعلام الذي عمل لكي تواكب القنوات الإعلامية المتاحة هذا الحدث وتمنحه الأهمية التي يستحق، إن ما يجمعنا هو الكتاب الذي لا نطوي صفحة منه إلا لنفتح أخرى، فإلى اللقاء في النسخة الآتية لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، الدورة 67 بإذن الله، وكل منكم بخير ولبنان والعاصمة بيروت بألف خير".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك