برز اسم سافانا دي ميلو كأحد الوجوه الصاعدة، في الدوري الأمريكي للكرة النسائية (NWSL)، مع فريق ريسينج لويزفيل، الذي انتقلت له في عام 2022، لتصبح أحد العناصر الأساسية في خط وسط الفريق، كما ارتدت قميص المنتخب الأمريكي، وشاركت مع منتخب بلادها في كأس العالم للسيدات 2023، لتؤكد مكانتها كواحدة من أبرز لاعبات الوسط الواعدات.

بداية المشوار الكروي

بدأت مسيرة صاحبة الـ27 عاماً، الكروية مبكرًا، حيث التحقت بفريق جامعة جنوب كاليفورنيا، وعلى مدار خمس سنوات لعبت خلالها في صفوف الجامعة، شاركت في أكثر من 75 مباراة، سجلت 17 هدفًا وقدمت العديد من التمريرات الحاسمة، وخلال هذه الفترة تعرضت "دي ميلو" لإصابة قوية في "وتر أكيليس" كادت أن تُنهي مسيرتها.

الاحتراف مع لويفيل

وشهد عام 2022 نقطة التحول الكبرى في حياة سافانا، حيث انتقلت لنادي ريسينج لويزفيل، في الدوري الأمريكي للمحترفات (NWSL)، ولم تحتاج دي ميلو سوى لوقت قصير لتثبت أنها صفقة ناجحة.

بفضل مرونتها التكتيكية وقدرتها على اللعب في أكثر من مركز في خط الوسط، أصبحت ركيزة أساسية في تشكيل الفريق، وسرعان ما خطفت أنظار الجماهير والنقاد، هذا الأداء المميز فتح أمامها أبواب المنتخب الأمريكي الأول، حيث شاركت مع منتخب بلادها، لتكمل قصة الصعود من الملاعب الجامعية إلى المونديال العالمي.

لحظة الانهيار 

تحمل قصة سافانا، أيضًا لحظات قاسية لا تنسى، ففي صباح اليوم 15 سبتمبر 2025، وأثناء مباراة فريقها أمام سياتل رين، انهارت دي ميلو فجأة داخل أرضية الملعب، وتوقفت المباراة لعدة دقائق وسط حالة من الصدمة والقلق بين الجماهير واللاعبات، حيث هرع الطاقم الطبي لإسعافها قبل نقلها إلى المستشفى.

لاحقًا، أعلنت إدارة النادي أن دي ميلو تعاني من مرض جريفز، وهو اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، الخبر شكل صدمة لمحبيها، لكنه في الوقت نفسه كشف جانبًا إنسانيًا جديدًا من قصتها، إذ أصبحت معركتها الصحية حديث الصحافة الرياضية والطبية.

ما هو مرض جريفز؟

يُعرف مرض غريفز باسم الغدة الدرقية السامة المنتشرة، وهو من أمراض المناعة الذاتية النادرة نسبيًا، لكنه يُعدّ السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية، في هذا المرض، يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة تُشبه في عملها الهرمون المحفّز للغدة الدرقية، هذه الأجسام ترتبط بالغدة وتجعلها في حالة نشاط مفرط دائم، ما يؤدي إلى زيادة إفراز هرموني T3 وT4، وهما الهرمونان المسؤولان عن تنظيم الأيض والطاقة في الجسم.

الأعراض الشائعة تشمل:

• فقدان الوزن رغم تناول الطعام بكثرة.
  
  
• خفقان القلب وعدم انتظام ضرباته.
  
  
• رعشة اليدين والشعور بالتوتر والعصبية.
  
  
• التعرق الزائد وعدم تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
  
  
• تضخم الغدة الدرقية في الرقبة.
  
  
• اعتلال العين الدرقي، حيث قد تصاب العين بالجحوظ أو الازدواجية في الرؤية.
  
  

هذه الأعراض قد تكون مرهقة لأي شخص عادي، لكنها مضاعفة التأثير على الرياضيين المحترفين الذين يعتمدون على لياقة بدنية عالية ونبض قلب منتظم لتحمل التدريبات والمباريات.

التحديات التي تواجه الرياضيين المصابين بالمرض

الإصابة بمرض جريفز، تضع الرياضي في موقف شديد التعقيد، بسبب زيادة معدل الأيض تجعل الجسم يحترق الطاقة بسرعة، ما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب بسرعة أكبر، كما أن خفقان القلب السريع قد يزيد من مخاطر التعرض لمشكلات قلبية خلال التمارين المكثفة.

إضافة إلى ذلك، فإن العلاجات المستخدمة، سواء الأدوية المضادة للغدة الدرقية أو اليود المشع أو حتى الجراحة، تتطلب فترات من الراحة وإعادة التأهيل، وهو ما قد يبعد اللاعب عن الملاعب لفترات طويلة، ومع ذلك، فإن العديد من الرياضيين تمكنوا من العودة بعد السيطرة على المرض، مما يبعث الأمل في أن دي ميلو قادرة على استعادة مكانتها في الملاعب.