التقى الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل بالمهندس صالح بن ناصر الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، في بداية زيارته للمملكة العربية السعودية، وذلك لبحث تدعيم التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف مجالات النقل.
حضر اللقاء كل من اللواء نهاد شاهين نائب وزير النقل للنقل البحري والسفير إيهاب أبو سريع، سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية والمهندس محمد فتحي معاون الوزير للنقل البحري.
وأكد الوزير، على عمق العلاقات التي تربط بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وبين الشعبين الشقيقين، لافتا إلى أنها تتجاوز كونها علاقات دبلوماسية أو اقتصادية، بل هي علاقات راسخة وعميقة في قلب التاريخ الطويل، أسسها قادة ملهمون، ورعتها أجيال متعاقبة من أبناء الشعبين الشقيقين، واستندت دائما إلى وحدة الهدف والمصير.
وأضاف أن رؤية مصر التنموية في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورؤية المملكة العربية السعودية الطموحة 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تفتحان آفاقاً رحبة لمزيد من التكامل القائم على شراكات استراتيجية في قطاعات الصناعة، النقل، اللوجستيات، الطاقة، والتكنولوجيا، وغيرها من القطاعات الحيوية التي تمثل قاطرة النمو والتنمية خلال المرحلة المقبلة.
كما أكد تنفيذ الحكومة المصرية لخطة شاملة لتوطين مختلف الصناعات في مصر ومنها صناعة النقل تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، مشيرا الى دور كل سيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع والشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية (نيرك) في تصنيع الوحدات المتحركة حيث قامت الأخيرة بإنشاء مصنع بشرق بورسعيد لإنتاج قطارات مترو الأنفاق و تم التعاقد مع الهيئة القومية للأنفاق على تصنيع وتوطين صناعة 40 قطار مترو بإجمالي 320 عربة لخطوط مترو القاهرة الكبرى الثانى والثالث، وجار التعاقد مع نيرك لتصنيع 21 مترو خاص بمترو الإسكندرية.
ونوه بأن مصنع نيرك لديه القدرة على تصنيع عربات السكك الحديدية كما قام مصنع سيماف بتجميع مكونات مترو الأنفاق الواردة من كوريا الجنوبية وتجميعها وإنتاج عدد من قطارات مترو الأنفاق المميزة بالإضافة إلى أنه جار إنشاء مجمع الستوم الصناعي الضخم بمدينة برج العرب بالإسكندرية على مساحة 40 فدانا لإنتاج الوحدات المتحركة ومدخلات إنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية (إشارات – مكونات – لوحات ودوائر كهربائية للتحكم – ضفائر كهربائية) وغيرها، وبعض مهمات البنية التحتية.
وذكر أن المصنع الأول والذي سيقام على مساحة 13 فدانا يستهدف إنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية ( إشارات – مكونات – لوحات ودوائر كهربائية للتحكم – ضفائر كهربائية……وغيرها ) كما يستهدف المصنع الثاني إنتاج كافة أنواع الوحدات المتحركة (LRT- – مونوريل – قطار سريع …الخ) وهو ما يعكس إمكانية تلبية الشركات والمصانع المصرية التي تنطلق بقوة في هذا المجال لتلبية احتياجات السوق السعودي والعربي، خاصة وأن مصر تولي اهتماما كبيرا بتحقيق التكامل في الصناعة ومنها صناعات النقل، بالإضافة إلى التعاون في مجال صناعة الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكذلك صناعة تحلية ومعالجة المياه وتصنيع مكوناتها، وكذلك هناك أهمية كبيرة للتكامل بين الموانئ البحرية والربط البحري بين الجانبين.
كما ناقش الجانبان تدعيم التعاون المشترك في مجال النقل البرى بما يسهل حركة نقل الركاب والبضائع بين الجانبين وكذلك تم التباحث حول التعاون البري القائم بين الجانبين ونتائج اجتماعات اللجان الفنية المشتركة لتدعيم هذا التعاون.
وتطرقت المباحثات إلى أهمية قيام الشركات المصرية بتنفيذ مشروعات البنية التحتية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من كبريات الشركات المصرية المتخصصة في مجال البنية التحتية والجسور والأنفاق على استعداد تام للتعاون مع الجانب السعودي الشقيق في تنفيذ المشروعات بالمملكة العربية السعودية في هذا المجالات، خاصة وأن الشركات المصرية أصبح لها خبرة واحترافية كبيرة في تنفيذ المشروعات العملاقة في مصر والدول العربية والافريقية وفقا لأعلى مقاييس الجودة العالمية حيث تنفذ مشروعات عملاقة في العراق وليبيا وتنزانيا وغير ها من الدول العربية والإفريقية.
وأشار الوزير، إلى تنفيذ الشركات المصرية الوطنية المتخصصة أنفاق قناة السويس وكذلك تنفيذ أعمال إنشاء الخط الرابع لمترو الأنفاق من أكتوبر مرورا بالمتحف المصري الكبير وشارع الهرم حتى الجيزة ثم الملك الصالح ليمتد بعد ذلك مستقبلا إلى الرحاب والعاصمة، مضيفا أن الشركات المصرية تنفذ مشروع المونوريل (شرق وغرب النيل) والقطار الكهربائي الخفيف LRT حيث تم الانتهاء من تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من محطة عدلي منصور المركزية التبادلية حتى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية، وجار تنفيذ المرحلتين الثالثة والرابعة.
ومن جانبه رحب وزير النقل السعودي بالفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل المصري، مؤكدا أهمية هذه الزيارة لتدعيم التعاون المشترك في جميع مجالات النقل كما نقل تحيات وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف والمتواجد خارج المملكة العربية السعودية حاليا في مهمة عمل رسمية.
وأشار وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي إلى أن المملكة العربية السعودية لديها صناعات هامة في مجال النقل البحري حيث يوجد ترسانة ضخمة في المنطقة الشرقية والتي تنتج منصات بترولية، كما أن هناك اهتماما كبيرا ومشروعات ضخمة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وكذلك طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر وأن هذه المجالات من الممكن أن تشكل مجالا للتعاون المشترك، بالإضافة إلى أن مجال إنشاء مشروعات الطرق والكباري والأنفاق (مستعرضا عددا كبيرا من تلك المشروعات) من الممكن أن تشكل تعاونا مميزا بين الجانبين، مشيدا بما نفذته مصر من مشروعات طرق وكباري من خلال تلك الشركات.
وأكد نائب وزير رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أن مصر تشهد نهضة كبيرة في مختلف المجالات ومنها قطاع الطرق والكباري في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرا الى مشروعات طريق (الجلالة - الصعيد الصحراوي الغربي - الإقليمي - الأوسطي) وإلى اهتمام مصر بفصل حركة الشاحنات عن الحركة المرورية في الطرق الرئيسية بإنشاء طرق خدمة جانبية من الخرسانة.
وأشار الوزير إلى أن مصر تولي أهمية كبيرة لمشروع طريق "الربط البري" بين البلدين عبر طريق (مصر -ليبيا – تشاد)، والذي يمثل شريانًا حيويًا للتنمية والتجارة البينية، ومحورًا أساسيًا في تعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وتشاد والذي سيحدث نقلة نوعية في حركة التجارة وسيسهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى معيشة المواطنين في الدول الثلاث وسيكون نقطة اتصال استراتيجية لدول الجوار بالمشروع.