أعلن الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، انطلاق التنفيذ الميداني لمبادرة «القرية الصحية النموذجية» بقرية بخانس التابعة لمركز أبوتشت، اعتبارا من الأول من أكتوبر المقبل، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية التي تضع القضية السكانية على رأس أولوياتها باعتبارها أحد أبرز التحديات أمام التنمية المستدامة.

جاء ذلك خلال الاجتماع التنسيقي الذي ترأسه المحافظ، بحضور الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة للسكان وتنمية الأسرة، واللواء سامي علام سكرتير عام المحافظة، وعدد من القيادات التنفيذية ومديري المديريات وممثلي الأزهر والكنيسة والجهات الشريكة في المبادرة.

وأوضح محافظ قنا، أن المبادرة تعتمد على معايشة ميدانية وحملات مكثفة داخل القرية لمدة شهر كامل، تتضمن أنشطة توعوية في مجالات الصحة العامة، وصحة الأم والطفل، والتغذية، والرياضة، والنظافة، وإدارة المخلفات، إلى جانب برامج لمحو الأمية وورش تدريبية للشباب لخلق فرص عمل، فضلاً عن فعاليات ثقافية وفنية ورياضية تستهدف رفع الوعي وتنمية القدرات.

وأكد عبد الحليم أن المبادرة تستهدف تحسين المؤشرات السكانية والارتقاء بجودة حياة المواطن الريفي عبر تغيير السلوكيات المجتمعية وتعزيز مفهوم التنمية المستدامة، لافتًا إلى أن نجاح التجربة في بخانس سيمهد لتطبيقها تدريجيًا في قرى مركزي أبوتشت ودشنا.

وأشار إلى أنه تم طرح عدد من الأفكار المحفزة لضمان مشاركة فعالة من الأهالي، من بينها تقديم جوائز للمشاركين في الأنشطة، وتوفير فرص عمل بالتعاون مع مؤسسات وشركات مختلفة، وتنظيم برامج تدريبية لتأهيل الشباب لسوق العمل، إلى جانب تخصيص مساحة بجوار وحدة طب الأسرة ومركز تنمية الأسرة والطفل لتكون ملتقى للأهالي ومتنزهًا ترفيهيًا يخدم المجتمع المحلي.

وتابع أن اختيار مركزي أبوتشت ودشنا كنقطة انطلاق جاء لكونهما من المناطق ذات المؤشرات السكانية السلبية، مشيرًا إلى أن الخطة تستهدف تنفيذ البرنامج في خمس قرى بكل مركز خلال ستة أشهر، مع تشكيل فرق عمل ميدانية تتابع التنفيذ بالتنسيق مع الجهات التنفيذية المعنية.

من جانبها، أكدت الدكتورة عبلة الألفي أن الزيادة السكانية تمثل تحديًا رئيسيًا يعرقل جهود التنمية ويؤثر على جودة الخدمات الأساسية، مشيرة إلى أن المبادرة تعتمد على معايشة ميدانية مستمرة وليس على القوافل أو الندوات المؤقتة. وأضافت أن الدراسات الميدانية أوضحت أن 20% فقط من السيدات عاملات، و10% يبحثن عن عمل دون جدوى، بينما 70% لا يعملن ولا يسعين للعمل، ما يستدعي حلولًا عملية ومستدامة.

وشددت الألفي على أن اختيار قرية بخانس كبداية يهدف إلى تقديم نموذج قابل للتكرار مع مراعاة الاستدامة، بما يضمن تحقيق نتائج ملموسة ضمن مستهدفات رؤية مصر 2030، خاصة في المناطق الريفية بصعيد مصر.

وفي ختام الاجتماع، أكد محافظ قنا أن القضية السكانية تمثل أحد أبعاد الأمن القومي والفكري، مشددًا على ضرورة تضافر جهود جميع المؤسسات لوضع وتنفيذ خطط متكاملة تضمن نجاح المبادرة وتحقيق أثر حقيقي على أرض الواقع.