فوز ماريا كورينا بنوبل للسلام يعيد التساؤل: هل الجوائز العالمية مسيسة وأداة من أدوات النفوذ الغربي؟ - بوابة الشروق
السبت 18 أكتوبر 2025 5:53 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

فوز ماريا كورينا بنوبل للسلام يعيد التساؤل: هل الجوائز العالمية مسيسة وأداة من أدوات النفوذ الغربي؟

شيماء شناوي ومنى غنيم
نشر في: الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 6:49 م | آخر تحديث: الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 6:49 م

• الغرب هيمن على جوائز نوبل الأدبية.. 20 كاتبًا فقط غير غربى حصل عليها مقابل 120 فائزا
• كتاب عباس العقاد كشف مبكرًا عن سيطرة معايير الغرب على نوبل فى مجالى الأدب والسلام..
• جائزة نوبل للسلام أكثر تنوعًا فى توزيعها الجغرافى برغم أن الأسماء غير الغربية ما زالت تمثل نسبة محدودة مقارنة بالحضور الأوروبى والأمريكى
• اتهامات التحيز طاردت نوبل للسلام بعد تكريم أوباما واستقالة عضوين منها احتجاجًا لمنحها لكيسنجر
• هل يمكن للأدب والإنسانية أن يتحررا تمامًا من السياسة حتى فى أرفع الجوائز العالمية؟
• يرى بعض النقاد أن الجائزة تميل إلى مكافأة الأدب الذى يتقاطع مع الفكر الأوروبى أو يعيد إنتاج قيمه حتى وإن كان بلغة غير أوروبية
• كثيرًا ما اعتُبر منح الجائزة لكُتّاب من العالم الثالث نوعًا من «الاستثناء الرمزى» أكثر منه اعترافًا حقيقيًا بالتعدد الثقافى
• تظل جائزة نوبل رغم كل ما يحيط بها من جدل وشبهات رمزًا للتقدير الإنسانى للأفكار والإبداع الأقوى
• ذكر «العقاد» أن أربعة من أعلام الأدب العالمى حُرموا جائزة نوبل رغم شهرتهم ومكانتهم الفريدة وهم الروسى ليو تولستوى، والنرويجى هنريك إبسن، والفرنسى إميل زولا، والإنجليزى توماس هاردى.

منذ تأسيس جوائز نوبل فى مطلع القرن العشرين، ظلت محاطة بهالة من التقدير العالمى، لكنها فى الوقت نفسه لم تنجُ من اتهامات متكررة بالتحيّز والتسييس، بل وصل الأمر أحيانًا إلى اتهامها بأنها أداة من أدوات النفوذ الغربى والصهيونية العالمية لتكريس صورة ثقافية وسياسية بعينها.

ولم تكن هذه الاتهامات وليدة السنوات الأخيرة، بل تمتد جذورها إلى منتصف القرن الماضى، حين تناول المفكر والأديب الكبير عباس محمود العقاد، هذه القضية فى كتابه الشهير «جوائز الأدب العالمية: مَثَل من جائزة نوبل»، الذى أصدره فى ستينيات القرن العشرين.

وانتقد «العقاد» فى هذا الكتاب ما أسماه بـ«المعايير غير الفنية» التى تتحكم أحيانًا فى منح الجوائز الأدبية الكبرى، ورأى أن جائزة نوبل للأدب – على وجه الخصوص – لا تُمنح دائمًا على أساس الإبداع الخالص، بل تتأثر بالعلاقات السياسية، والاتجاهات الفكرية السائدة فى أوروبا.

وعاد الجدل للظهور بقوة عام 1988 بعد عقود من صدور الكتاب السابق الذكر، حين فاز الكاتب الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل فى الأدب؛ فبينما احتفت الأوساط المصرية والعربية بهذا الإنجاز التاريخى، خرجت أصوات أخرى تتحدث عن تواطؤ صهيونى وراء الجائزة، بسبب مواقف «محفوظ» المعتدلة من اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، غير أن «محفوظ» نفسه نفى تلك الادعاءات مؤكدًا أنه لم يسع للجائزة، ولم يتواصل مع أى جهة غربية، بل وقال إن «اللغة العربية هى الفائز الحقيقى بالجائزة»، وقد أشاد به العديد من معاصريه من كبار الكُتّاب والمفكرين؛ على غرار الشاعر السورى، أدونيس، والروائى السورى الراحل، حنا مينا اللذين اعتبرا أن التكريم «تقدير للأدب العربى كله، لا له بشكل شخصى».

♦ اتهامات بالتسييس والانحياز

 

على مدى أكثر من قرن، أظهرت الإحصاءات أن الغرب ظل مهيمنًا على جوائز نوبل الأدبية؛ فمن بين أكثر من 120 فائزًا، لم يتجاوز عدد غير الغربيين عشرين كاتبًا فقط؛ ومن بين أبرز هؤلاء: رابندرانات طاغور من الهند، وهو أول أديب آسيوى يفوز بالجائزة عام 1913، و وول سوينكا من نيجيريا، وهو أول كاتب إفريقى يحصل عليها عام 1986، ونجيب محفوظ، من مصر وهو أول عربى يدخل سجل نوبل عام 1988، وجاو شينجيان من الصين الذى حصد الجائزة عام 2000، وأخيرًا عبد الرزاق قرنح، من تنزانيا الذى فاز بنوبل عام 2021.
وفى المقابل، كانت جائزة نوبل للسلام أكثر تنوعًا فى توزيعها الجغرافى، إذ حصل عليها عدد كبير من الشخصيات غير الغربية مثل الدالاى لاما عام 1989، وزعيمة المعارضة فى ميانمار أونج سان سو تشى عام 1991، والأمين العام السابع للأمم المتحدة كوفى عنان عام 2001، والاقتصادى البنجلاديشى محمد يونس عام 2006، والناشطة الباكستانية ملالا يوسفزى عام 2014، والناشطة العراقية نادية مراد عام 2018.
كما حصل عليها الرئيس الراحل أنور السادات، والجنوب إفريقى نيلسون مانديلا، والناشطة الكينية، وانجارى ماثاى، وفى عام 1994، مُنحت جائزة نوبل للسلام للرئيس الفلسطينى الراحل، ياسر عرفات، وإسحاق رابين، وشمعون بيريز بسبب مفاوضات أوسلو، ولكن الأسماء غير الغربية ما زالت تمثل نسبة محدودة مقارنة بالحضور الأوروبى والأمريكى.
ومع ذلك، لم تسلم نوبل للسلام من اتهامات مشابهة؛ خاصة حين تم تجاهل أسماء عدة نادت فعلًا بالعدالة والمساواة، وتم منحها لقادة سياسيين مرتبطين باتفاقات أو مواقف تصبّ فى مصلحة الغرب؛ كما حدث فى منحها للرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، عام 2009 بعد أشهر قليلة من توليه المنصب، ووزير خارجية الولايات المتحدة، هنرى كيسنجر، الذى فاز بهام عام 1973 فى أجواء مثيرة للجدل بسبب الجرائم التى ارتكبها أثناء وجوده فى منصبه، وقد استقال عضوان من لجنة نوبل احتجاجًا على ذلك.
وفى ضوء هذه الوقائع، يمكن القول إن ما طرحه «العقاد» قبل أكثر من نصف قرن ما زال يحتفظ بصدى كبير فى عصرنا الحالى؛ فمسألة التحيّز الثقافى والسياسى فى الجوائز العالمية لا تزال مثار نقاش دائم، والواقع يُظهر أن معايير الغرب تظل مهيمنة فى الأدب، بينما تتسم جوائز السلام بانفتاح أكبر على الرموز العالمية، وإن كانت بدورها لا تنفصل عن التوازنات السياسية الدولية.

♦ هيمنة المركزية الغربية على جوائز نوبل

 

أما القول بوجود تواطؤ صهيونى مباشر فى منح الجوائز، فلا تؤيده الأدلة المباشرة، وفى الوقت ذاته، لا يمكننا أن نغفل أبدًا عن هيمنة الغرب على اختيارات الأكاديمية السويدية، خصوصًا فى فرعى الأدب والسلام؛ فالنسبة الكبرى من الفائزين تنتمى إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، ما يعكس رؤية ثقافية غربية لمفهوم «الإبداع» و«الإنسانية».
ويرى بعض النقاد أن الجائزة تميل إلى مكافأة الأدب الذى يتقاطع مع الفكر الأوروبى أو يعيد إنتاج قيمه، حتى وإن كان بلغة غير أوروبية. ولذلك، كثيرًا ما اعتُبر منح الجائزة لكُتّاب من العالم الثالث نوعًا من «الاستثناء الرمزى» أكثر منه اعترافًا حقيقيًا بالتعدد الثقافى.
ولهذا كله، فليس من المستغرب أن يمنح ذلك شعورًا عربيًا متجذرًا بعدم الثقة فى المنظومة الغربية وهيمنتها الثقافية، وبين هذا الشك المشروع والرغبة فى الاعتراف الدولى، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يمكن للأدب والإنسانية أن يتحررا تمامًا من السياسة حتى فى أرفع الجوائز العالمية؟

♦ العقاد وموقفه من الجوائز العالمية

 

وقد تناول الكاتب والمفكر عباس محمود العقاد فى كتابه المذكور آنفًا هذه الإشكالية بوضوح؛ حيث قال إن الجوائز ليست معيارًا نهائيًا للعبقرية، بل تخضع فى كثير من الأحيان لحسابات سياسية وثقافية.
ورأى «العقاد» أن التحيز فى منح الجوائز الأدبية ظاهرة لا يمكن إنكارها، فقرارات لجان التحكيم كثيرًا ما تتأثر بعوامل خارجية لا تمت بصلة إلى القيمة الفنية أو الفكرية للعمل الأدبى، وأشار إلى أن التفاوت فى الأحكام ناتج عن ارتباط اللجان بالحكومات والظروف السياسية، وعن رغبتها فى تجنب الحرج أمام الدول الكبرى أو مراعاة مصالح دبلوماسية معينة. لذلك، فإن بعض الجوائز تُمنح بدافع المجاملة أو الترضية، لا عن استحقاق فنى خالص، بينما يُحرم منها أدباء كبار لأن آراءهم أو مواقفهم السياسية لا توافق هوى اللجنة أو اتجاه دولتها.
وتابع «العقاد» طرحه فى الكتاب مبينًا أن اختلاف الأذواق والمقاييس بين أعضاء اللجان، وتغيّر الأجيال والمناهج الفكرية، كلها تجعل التفاوت فى التقدير أمرًا حتميًا، وذكر «العقاد» أن أربعة من أعلام الأدب العالمى حُرموا من جائزة نوبل رغم شهرتهم ومكانتهم الفريدة؛ وهم الروسى ليو تولستوى، والنرويجى هنريك إبسن، والفرنسى إميل زولا، والإنجليزى توماس هاردى، ورأى أن لكل منهم قضية خاصة تعكس طبيعة التحيز والتردد فى أحكام اللجنة.
فقد كان «إبسن» عند مطلع القرن العشرين عَلَمًا لا يُنازع فى المسرح الأوروبى، إذ انتشرت مؤلفاته فى أرجاء العالم وشاع اسمه بين النقاد، وكان مرشحًا طبيعيًا للجائزة فى سنتها الأولى، ولكن اللجنة السويدية عدلت عنه لتتفادى أن تبدو الجوائز محصورة فى أبناء الشمال، فاكتفت بمنحها للشاعر الفرنسى «برودوم»، ثم عاد اسم «إبسن» إلى قائمة الترشيح مع زميله النرويجى "بجورنسون"، إلا أن موقف الأخير الوطنى فى قضية استقلال النرويج عن السويد جعل منحه الجائزة أمرًا حساسًا سياسيًا، فآثرت اللجنة الحذر، واختارت أن ترجّح كفة «بجورنسون» على زميله، مع الاعتراف بأنهما كانا يستحقانها معًا.
أما «تولستوى»، فكان اسمه الأبرز فى القارة الأوروبية، واعترض كثير من الأدباء السويديين على تجاهله، حتى كتب اثنان وأربعون كاتبًا وشاعرًا سويديًا رسالة مفتوحة للجنة احتجاجًا على إهماله، ولكن اللجنة، بعد أن علمت بأنه سيرفض الجائزة إذا مُنحت له، عدلت عن ترشيحه، إذ كان «تولستوى» قد أعلن صراحة رفضه الجوائز المالية، وعدَّها تعارض مبادئ الإصلاح والإنسانية التى يدعو إليها. وكان أيضًا معارضًا للحكومة القيصرية، مما جعل تكريمه يُعد تحديًا سياسيًا قد يثير الأزمات بين السويد وروسيا.
وفى حالة «زولا»، أوضح «العقاد» أن ترشيحه كان مستوفيًا للشروط القانونية ومدعومًا بتزكية من عالم الكيمياء الشهير، بيير برتلو، لكن اللجنة رفضته منذ البداية بسبب مواقفه الصريحة من قضية «دريفوس»، ومناصرته العلنية للحرية والعدل، إذ كان موقفه تحديًا للسلطة الفرنسية التى لم تكن المحكمة قد برأت «دريفوس» بعد. كما كان ألفريد نوبل نفسه يكره «الطبيعيين» الذين ينتمى إليهم «زولا»، ويرى فى أدبهم خشونة لا تتفق مع الذوق المثالى الذى أراده للجائزة.
أما توماس هاردى، فقد تكرر اسمه فى الترشيحات عامًا بعد عام، لكن اللجنة كانت تعدّ تشاؤمه ونزعته الساخرة خروجًا على روح التفاؤل والمثالية التى اشترطها «نوبل» فى وصيته، فاستبعدته مرارًا، ثم عدلت لاحقًا هذا الموقف حين منحت الجائزة لأناتول فرانس الذى لم يكن أقل تشاؤمًا منه.
وخلُص «العقاد» إلى أن حرمان هؤلاء الأربعة لم يكن لقصور فى موهبتهم أو إبداعهم، بل لأسباب فكرية وسياسية وأخلاقية متشابكة، جعلت من جوائز نوبل أحيانًا مرآة لتحيزات عصرها أكثر من كونها مقياسًا للفن الخالص.
كما أشار «العقاد» إلى أن التحيز القومى واضح فى توزيع جوائز نوبل؛ إذ حظيت دول الشمال الأوروبى بنصيب وافر منها على حساب الأمم الأخرى؛ ففاز بها عدد من أدبائها لمجرد قربهم الثقافى من السويد، بينما حُرم منها من هم أعمق أثرًا فى الأدب الإنسانى.
ومع ذلك أكد «العقاد» أن الجائزة لا تفقد قيمتها إذا التزمت بروحها الأصلية فى خدمة السلام والمثل العليا والضمير الإنسانى، واستشهد بإنصاف اللجنة لبعض الكاتبات مثل السويدية سلمى لاجرلوف (أول امرأة تحصد نوبل فى الأدب)، والإيطالية جرازيا ديليدا، والنرويجية سجريد أونست، والأمريكية بيرل بك، اللواتى قدّمن أدبًا إنسانيًا مثاليًا بعيدًا عن الابتذال التجارى.

• المعارضة الفنزويلية تفوز بنوبل للسلام 2025

 

فى أكتوبر 2025، مُنحت جائزة نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية، ماريا كورينا ماتشادو، تقديرًا لما وصفته اللجنة بـ«كفاحها الدءوب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان فى بلادها»، وقد أصبحت «ماتشادو» رمزًا لمقاومة النظام الاستبدادى فى فنزويلا بعد أن مُنعت من الترشح فى الانتخابات الرئاسية عام 2024، وتعرّضت لملاحقات قضائية وتهديدات، وجاء اختيارها بعد عام شهد احتجاجات واسعة وأزمات سياسية واقتصادية خانقة، مما جعل الجائزة الممنوحة يُنظر لها باعتبارها «رسالة سياسية» فضلا عن تكريم إنسانى.
وقد قوبل هذا القرار بترحيب دولى من العواصم الغربية، لكنه أيضًا أثار جدلا واسعًا فى أمريكا اللاتينية؛ حيث رأى البعض أن نوبل استخدمت مرة أخرى كأداة ضغط سياسى على حكومة رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو.
وقد واجهت «ماتشادو» انتقادات قوية من العالم أجمع بسبب مواقفها العلنية تجاه إسرائيل ونتنياهو، ويُقال إنها فى عام 2020 وقعّت اتفاق تعاون مع حزب ليكود الذى يقوده نتنياهو، وأعلنت رغبتها فى نقل سفارة فنزويلا من تل أبيب إلى القدس إذا انتُخِبت.
كما أن عبارتها «نضال فنزويلا هو نضال إسرائيل» قد انتشرت كثيرًا واستُخدمت كدليل على تأييدها لقضايا إسرائيل الأمنية والسياسية، والأمر أثار جدلاً لا سيما بين المدافعين عن حقوق الإنسان الذين رأوا أن الخطاب يجب أن يكون أكثر حيادية لمن يفوز بجائزة تحمل اسم «السلام».

• ترامب والجدل الدائم حول نوبل

 

وفى المقابل، عاد اسم دونالد ترامب للظهور هذا العام وسط توقعات بأنه قد يُرشّح للجائزة، بعد محاولاته التوسط فى وقف إطلاق النار فى غزة، ولكن اللجنة تجاهلته تمامًا، فى قرار رآه البعض بوصفه رفضًا ضمنيًا لنهجه الشعبوى، وللسياسات المثيرة للجدل التى اتبعها فى فترته الرئاسية، من بينها التضييق على المهاجرين، ومحاولات استغلال السلطة القضائية ضد خصومه.
وأعاد هذا التناقض بين تجاهل «ترامب» وتكريم «ماتشادو» طرح سؤال «العقاد» القديم فى صيغة جديدة: «هل الجوائز العالمية تُمنح للجهود الإنسانية حقًا، أم تُستخدم لتوجيه رسائل سياسية باسم الإنسانية؟».

• الانحياز كحقيقة ثقافية

 

إن الوقائع التاريخية تشير إلى أن التقدير الأدبى لا ينفصل تمامًا عن الجغرافيا أو النفوذ، فكل جائزة كبرى هى انعكاس لرؤية عالمية يصوغها الأقوى. ومع ذلك فإن ظهور أسماء غير غربية على قوائم الفائزين هو تذكير دائم بأن الإبداع الحقيقى قادر على اختراق الحدود، مهما كانت معايير العالم الغربى ضيقة أو متحيزة.
وفى الختام، تظل جائزة نوبل، رغم كل ما يحيط بها من جدل وشبهات، رمزًا للتقدير الإنسانى للأفكار والإبداع؛ حيث إن القيمة الحقيقية للجائزة لا تكمن فى الميدالية أو المبلغ المالى الضخم، بل فى بقاء الكلمة الحرة قادرة على تحدى التحيّز، ومواجهة القوى التى تسعى لتوجيه دفة العالم باسم السلام أو الأدب أو أى فرع آخر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك