لليوم الثاني، تشهد مدينة غزة، الخميس، انقطاعا كاملا لخدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتواصل للبنية التحتية في المدينة، ما يعمق عزلة الفلسطينيين وسط عدوان إسرائيل المستمر ومساعيها لاحتلال غزة وتهجير الفلسطينيين منها.
والأربعاء، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية (حكومية)، انقطاعا في خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في مدينة غزة وشمال القطاع نتيجة تضرر عدة مسارات رئيسية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.
هذا الانقطاع الذي يستمر عادة لعدة ساعات أو أيام ويعزل القطاع بشكل كامل عن العالم الخارجي، يمس بشكل مباشر القطاعات الحيوية التي تعمل أصلا في حدها الأدنى، مثل الدفاع المدني والإسعافات والمستشفيات، بالإضافة إلى تعطيل توزيع المساعدات الإنسانية وشل مظاهر الحياة اليومية.
وتعمدت إسرائيل، على مدار نحو عامين من حرب إبادتها المتواصلة على قطاع غزة، قطع شبكة الاتصالات والإنترنت بشكل كلي ومتكرر ولأوقات طويلة.
ورغم الإدانة الأممية والحقوقية لهذه السياسة التي توصف بأنها "خطيرة وغير أخلاقية"، إلا أن إسرائيل تواصل تنفيذها دون أي اعتبار للقانون الدولي، ما يعزز من تجاهلها التام للمعايير الإنسانية وحياة المدنيين في غزة.
ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنساني أكثر من 12 حالة انقطاع كامل للاتصالات والإنترنت في غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، معتبرا أن هذه السياسة "ممنهجة وتهدف إلى عزل القطاع عن العالم الخارجي والتغطية على الجرائم الإسرائيلية".
وفي 8 أغسطس الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.
وبدأ الجيش في 11 أغسطس الماضي، الهجوم على المدينة انطلاقا من حي الزيتون (جنوب شرق)، في عملية أطلق عليها لاحقا "عربات جدعون 2"، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و141 شهيدا و165 ألفا و925 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 432 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.