توقع عدد من العاملين بمجال قطع غيار السيارات، أن تتراجع الأسعار بنسبة تتجاوز الـ10% بنهاية العام الجاري، مدفوعة بانخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه، وارتفاع حجم المعروض بالسوق المحلية، فضلا عن دخول استثمارات جديدة في الصناعات المغذية للمركبات خلال الفترة الأخيرة.

ويقول دسوقي سيد، رئيس شعبة قطع غيار السيارات بغرفة القاهرة التجارية، إن السوق المحلية تشهد حاليا، حالة من الاستقرار في الأسعار، ولكن من المتوقع أن تتراجع في نهاية العام الجاري.

وأرجع دسوقي توقعه بانخفاض أسعار قطع الغيار إلى هبوط الدولار، مشيرا إلى أن استيراد البضاعة الجديدة بالأسعار المنخفضة للعملة يستغرق بين 3 و 6 أشهر حتى تصل البضاعة للمستهلك النهائي بالسوق المحلية.

وأضاف دسوقي لـ«الشروق» أن الدولة تتجه حاليا إلى تعميق الصناعات المغذية للسيارات محليا، من خلال جذب المستثمرين الأجانب، وتشجيع المستثمرين المحليين، لافتا إلى أن هناك عدة مصانع لإنتاج فلاتر الزيت، وفلاتر التكييف، ستبدأ إنتاجها العام المقبل، بطاقات إنتاجية تغطي معظم الاحتياجات المحلية.

واتفق معه، علاء السبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، قائلا: «سعر الدولار وآليات العرض والطلب هما المحددان الرئيسيان لأسعار قطع الغيار بالسوق المحلية»، لافتا إلى أن انخفاض الدولار سيخفض أسعار القطاع ولكن بنسبة قليلة.

وأضاف السبع لـ«الشروق» أن أسعار السيارات بالسوق المحلية هبطت بأكثر من 25% خلال الشهر الماضي، بسبب شدة التنافسية وزيادة المعروض، مقارنة بحجم الطلب، وليس بسبب تراجع الدولار، لذلك فهو لا يتوقع انخفاض أسعار قطع الغيار بنفس النسبة.

ورجح أن تتراجع الأسعار بنسبة تتراوح بين 7 و10% فقط، مع دخول البضائع الجديدة في نهاية العام الجاري.

وتستورد مصر 98% من احتياجها من قطع غيار السيارات، ولا يتم تصنيع سوى 2% فقط، بحسب تصريحات سابقة لشلبي غالب، نائب رئيس شعبة قطاع غيار السيارات باتحاد الغرف التجارية لـ«الشروق».

وشهد قطاع قطع غيار السيارات أزمات عنيفة خلال الـ3 سنوات الماضية، تتلخص فى النقص الشديد بالمعروض، والارتفاع المبالغ به فى الأسعار، حيث ارتفعت أسعار بعض القطع بنسبة تتجاوز الـ800 و900%، بحسبب عدد من العاملين بالقطاع خلال تصريحاتهم لـ«الشروق».

ومن جانبه، يقول محمد مجدي، مدير أحد مراكز صيانة السيارات بالقاهرة، إن توافر الدولار في البنوك المحلية، سمح للمستوردين بإدخال كميات كبيرة من البضاعة خلال الفترة الماضية، وهو ما ساعم في تراجع الأسعار بنسبة تتجاوز الـ50% مقارنة بعام 2023.

وأضاف مجدي خلال تصريحاته لـ«الشروق» أن المستوردين كثفوا من حجم وارداتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، تزامنا مع انخفاض الدولار، وهو ما يُبشر بزيادة حجم المعروض من البضاعة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وبالتبعية تراجع الأسعار.

وتوقع أن تهبط أسعار قطع الغيار بنسبة تصل إلى 10% بنهاية العام الجاري، على أن تواصل انخفاضها خلال العام المقبل، بنسبة تتجاوز الـ20%، مرجعا ذلك إلى زيادة حجم المعروض، مع انخفاض الطلب نسبيا.