«كتالوج».. مسلسل درامي يلامس وجدان الجمهور بقصة فقد واقعية - بوابة الشروق
السبت 19 يوليه 2025 6:05 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

«كتالوج».. مسلسل درامي يلامس وجدان الجمهور بقصة فقد واقعية

إيناس عبدالله
نشر في: السبت 19 يوليه 2025 - 1:45 م | آخر تحديث: السبت 19 يوليه 2025 - 1:48 م

نجح مسلسل "كتالوج" في كسب رهان المشاعر والقلوب، بعدما استطاع أن يلمس وجدان الجمهور بقصته الإنسانية العميقة، وتفاعله الصادق مع موضوع الفقد. ورغم عرضه حصريا عبر منصة نتفليكس الرقمية، فقد تصدر النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث المشاهدين نظرا لتناوله واحدة من أكثر التجارب القاسية التي يمر بها الإنسان "فقد الأحبة".

وتنقلت القصة بصدق بين مشاعر الألم والوحدة، ولمست وجدان كل من مر بتجربة مشابهة، ما جعلها تحظى بتفاعل كبير، واعتبرها كثيرون تجربة علاجية أكثر من كونها عملًا دراميًا، إذ رأى كثيرون وجعهم الخاص على الشاشة، ولكن بصوت آخر.

وشهد المسلسل مفارقة لافتة، حيث لم تكن تجربة الفقد جزءًا من الحكاية فقط، بل تحولت إلى تجربة شخصية لمخرجه وليد الحلفاوي، الذي بدأ تصوير العمل بدعم كبير من والده، الفنان الراحل نبيل الحلفاوي. وفي سابقة نادرة، طلب وليد من والده التدخل لإقناع شخصية عامة بالمشاركة كضيف شرف، وهو ما تحقق حين توسط نبيل الحلفاوي لدى صديقه كابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، ليظهر في أحد مشاهد المسلسل.

وما إن مرت شهور قليلة حتى تلقى وليد ضربة القدر، بفقد والده أثناء استكمال التصوير، ليجد نفسه وجها لوجه أمام نفس الألم الذي تناوله في السيناريو، ولكن هذه المرة في حياته الواقعية.

وفي لفتة مؤثرة، كتب وليد في الحلقات الأخيرة من المسلسل إهداءً خاصا لوالده جاء فيه: "إلى أبي الحبيب الذي علمني كل شيء في الحياة.. فقدانك صعب، لكنك معنا على طول.. إلى أن نلتقي".

وهكذا، تحول "كتالوج" من مجرد عمل فني إلى سجل شخصي من المشاعر بين الأب والابن، بين الحزن والفرج.

وشهد المسلسل إضافة مؤثرة تمثلت في ظهور الفنان محمد محمود عبدالعزيز بشخصيته الحقيقية في مشهد جلسة علاج نفسي، تحدث خلالها عن تجربة فقدان والده، الفنان محمود عبدالعزيز. ورغم أن المشهد خلا من التمثيل التقليدي، فإنه شكل لحظة إنسانية صادقة، أبكت المشاهدين، وأصبحت من أبرز لحظات العمل.

وكانت الدموع ضيفًا دائمًا على جمهور "كتالوج"، الذي امتلأ بالمشاهد المؤثرة، وجسدها فريق العمل ببراعة. ورغم الأداء اللافت للجميع، وفي مقدمتهم محمد فراج وريهام عبد الغفور وبيومي فؤاد ودنيا سامي، برزت أسماء نالت تقديرًا خاصًا، في مقدمتهم: سماح أنور التي جمعت بين خفة الظل والعمق، ونجحت في موازنة الحزن والفرح، الغضب والتسامح، خالد كمال: الشقيق الأكبر الذي حمل عبء الأسرة بصمت نبيل، وضحى بأحلامه من أجل حماية أخيه، أحمد عصام السيد: الذي قدم نموذجا مختلفا عن كيفية التعامل مع المواقف الحزينة بكبت مشاعره بداخله،

الطفل علي البيلي: الذي خطف القلوب بموهبته الاستثنائية، ونال إشادة واسعة من النقاد والجمهور.

ولا يمكن إغفال ما حققه أيمن وتار، مؤلف المسلسل، الذي انتقل من كتابة الكوميديا إلى دراما الوجدان، مؤكدًا قدرته على اقتحام عوالم جديدة بثقة وبراعة.

"كتالوج" لم يكن مجرد مسلسل، بل كان دفتر مشاعر مفتوحا، كتب فيه كل من شارك لمسته الخاصة، ليبقى أثره طويلًا في القلوب تمامًا كما يفعل الفقد حين يأتي بلا موعد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك