خبراء: سن السبعين هو الوقت المثالي لبداية جديدة مليئة بالنضج والطاقة - بوابة الشروق
الخميس 23 أكتوبر 2025 5:24 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

خبراء: سن السبعين هو الوقت المثالي لبداية جديدة مليئة بالنضج والطاقة

سلمى محمد مراد
نشر في: الأحد 19 أكتوبر 2025 - 10:45 ص | آخر تحديث: الأحد 19 أكتوبر 2025 - 10:45 ص

لم يعد سن السبعين نهاية الطريق، بل هو بداية مختلفة لحياة يمكن أن تكون أكثر وعيًا وصحة وهدوءً، وبحسب تقرير مترجم من صحيفة الجارديان البريطانية، يؤكد الخبراء من جامعات ماساتشوستس، كورنيل، وستانفورد أن الحركة المنتظمة، والنوم الجيد، والغذاء المتوازن، والعلاقات القوية هي مفاتيح حقيقية لجعل الشيخوخة مرحلة من النضج، لا التراجع.

 

-جيل مختلف في عمر السبعين

بحسب جيفري ستوكس، الأستاذ المشارك في جامعة ماساتشوستس بوسطن والمتخصص في دراسات الشيخوخة، فإن التحولات التي يمر بها جيل السبعينيات اليوم تشبه ما كان يعيشه الناس في أوائل الستينيات من أعمارهم قبل عقود.

ويقول ستوكس: "السبعون عامًا فرصة مثالية لتجربة شيء جديد، وقد تكون هناك فوائد كثيرة غير مرئية"، ويشير إلى أن أفراد هذه الفئة أصبحوا يتقاعدون في وقت متأخر، ويعيشون حياة أطول وأكثر نشاطًا مقارنة بأجيال سابقة.

 

-الشيخوخة الطبيعية بين الواقع والتنوع

ووفقًا للدكتور مارك لاكس، رئيس قسم طب الشيخوخة والرعاية التلطيفية في كلية طب وايل كورنيل بالولايات المتحدة، فإن بعض المشكلات الصحية مثل ضعف الحركة واختلال التوازن تزداد مع التقدم في العمر، إلا أن الفروق بين الأفراد تظل كبيرة.

ويقول لاكس: "يمكنك أن ترى أشخاصًا في السبعين يبدون وكأنهم في الخمسين، وآخرين في السبعين يبدون وكأنهم في التسعين"، ويضيف أن العمر الزمني لا يعكس بالضرورة العمر البيولوجي، فالأعضاء قد تشيخ بمعدلات مختلفة لدى الشخص نفسه، تبعًا للعوامل الوراثية ونمط الحياة.

 

-تغيرات الجسم بعد السبعين

بحسب كلية طب وايل كورنيل، يتلقى الأشخاص في السبعينيات من أعمارهم عادة ما بين تشخيصين إلى 3 تشخيصات طبية في المتوسط، أبرزها التهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم وفقدان السمع.

كما تشير بيانات المعهد الوطني للصحة الأمريكي "NIH" إلى أن واحدًا من كل 3 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا يعاني من فقدان السمع، وترتفع النسبة إلى النصف لمن تجاوزوا 75 عامًا.

وتوضح الدراسات أيضًا أن جودة النوم تنخفض مع العمر، إذ أفادت أبحاث منشورة في دورية Nature Aging أن البالغين فوق 60 عامًا يفقدون نحو 70% من النوم العميق مقارنةً بالشباب.

أما الدكتورة ديبورا كادو، أستاذة الطب والمديرة المشاركة لمركز ستانفورد لطول العمر، فتؤكد أن السبعينيات تُعد مرحلة مستقرة صحيًا نسبيًا، خاصة لدى النساء بعد تجاوز سن اليأس، وتشدد على أن أهم ما يحدد جودة الشيخوخة هو الالتزام بالعادات الصحية قبل السبعين والاستمرار عليها بعدها.

 

-الفحوصات الدورية الموصي بها

وتوصي المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية "NIH" وهيئة الخدمات الصحية البريطانية "NHS" بعدة فحوصات دورية للأشخاص فوق الخامسة والستين، أبرزها: فحص كثافة العظام للكشف عن هشاشة العظام مبكرًا، فحص الأداء البدني لتحديد احتمالية السقوط أو ضعف التوازن، فحوصات السرطان التي تشمل القولون والمستقيم والرئة والثدي ضمن الفئات العمرية المستهدفة.

ويشير الدكتور لاكس إلى أن قرار إجراء أي فحص يجب أن يُتخذ بالتشاور مع الطبيب، لتحديد ما إذا كانت الفائدة تفوق المخاطر، خاصة في الأعمار المتقدمة.

أما كلية الطب بجامعة هارفارد، فتؤكد أن الفحوصات بعد سن الخامسة والسبعين يجب أن تُخصص لكل حالة على حدة، نظرًا لتباين الاحتياجات الصحية.

 

-اللقاحات درع مناعي ضد الزمن

ووفقًا لتوصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" في الولايات المتحدة، يُنصح كبار السن بالحصول على لقاحات كوفيد-19، والإنفلونزا، والالتهاب الرئوي، والقوباء المنطقية، بالإضافة إلى لقاح الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي "Tdap".

كما توصي المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية بلقاح الفيروس المخلوي التنفسي "RSV" لمن تجاوزوا 75 عامًا، أو للأشخاص من 60 إلى 74 عامًا المعرّضين لمخاطر أكبر.

وفي إنجلترا، توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" بتطعيم من تجاوزوا 65 عامًا ضد الإنفلونزا والقوباء المنطقية والالتهاب الرئوي، وتطعيم من تتراوح أعمارهم بين 75 و79 عامًا ضد الفيروس المخلوي التنفسي.

 

-مفاتيح العمر الطويل

ويقول الدكتور لاكس، إن الحركة المنتظمة هي أساس طول العمر، لكنه يحذر من الاعتقاد بأن ذلك يعني ممارسة تمارين شاقة، ويضيف أن الأنشطة البسيطة مثل المشي، والرقص، وصعود السلالم، واليوجا، قادرة على تحسين التوازن والمرونة والمزاج العام.

أما من الناحية الاجتماعية، فيؤكد جيفري ستوكس من جامعة ماساتشوستس أن العلاقات الإيجابية تقوّي الصحة الجسدية والعقلية، وتطيل العمر من خلال الشعور بالهدف والارتباط بالآخرين، ويختتم الدكتور لاكس بالقول: "لا يوجد دواء أستطيع وصفه أفضل من النوم الجيد ليلاً".

 

-هل يمكن استعادة اللياقة بعد السبعين؟

تشير أبحاث المعهد الوطني للشيخوخة "NIA" إلى أن تبني نمط حياة صحي بعد السبعين يمكن أن يعكس آثار الشيخوخة البيولوجية.

وتقول الدكتورة كادو، إن حتى المقيمين في دور رعاية المسنين يمكنهم زيادة كتلة عضلاتهم بنسبة تصل إلى 170% عند ممارسة تمارين مكثفة على فترات.

كما أظهرت دراسة نُشرت في مجلة الطب الباطني "JAMA" عام 2009 أن كبار السن الذين بدأوا ممارسة الرياضة بين سن 70 و78 عامًا عاشوا لفترة أطول وكانوا أقل عرضة للشعور بالوحدة.

في المقابل، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية "WHO" إلى أن 30% من الأشخاص فوق السبعين يعانون صعوبة في الحركة نتيجة ضعف العضلات، وهي مشكلة يمكن الحد منها بالتمارين المنتظمة.

 

-التفكير الإيجابي سر الشباب الدائم

يؤكد ستوكس أن الخوف من الشيخوخة غالبًا ما يرتبط بالتمييز العمري والصور النمطية، وتشير أبحاث جامعة ستانفورد إلى أن الأشخاص الذين يحتفظون بنظرة إيجابية تجاه التقدم في العمر يعيشون حياة أطول وأكثر سعادة.

كما أظهرت الدراسات أن السبعينيين أكثر رضا وسلامًا نفسيًا من الأشخاص في الأربعينيات والخمسينيات، بعدما تراجعت عنهم ضغوط العمل والأسرة، ويقول الدكتور لاكس: "ابحث عن قدوات أكبر منك سنًا، تعلم منهم، وستدرك أن العمر ليس عائقًا بل مرحلة جديدة للنضج".

     



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك