نجح رجال الإسعاف المصري في محافظة الجيزة في إنجاز مهمة إنقاذ معقدة ونادرة، تمثلت في إخراج وإسعاف سائحة إسبانية أصيبت بكسر في القدم داخل ممرات هرم سنفرو المنحني الأثري بمنطقة دهشور.
وجاءت البداية باستغاثة على الخط الساخن 123 تفيد بوجود مصابة بمحيط الهرم، وعلى الفور، تم الدفع بمركبة إسعافية (كود 2399) وعلى متنها المسعف أحمد علي حمودة وزميله فني القيادة علي حسن عبد المجيد.
وفور وصول الطاقم، تبين أن المصابة تقع في عمق الهرم، وواجه الفريق تحديا فرضه البناء القديم، إذ يتطلب الوصول للحالة النزول عبر منحدر خشبي ضيق شديد الانحدار (بزاوية تقارب 26 درجة وطول 80 مترا)، وسط إضاءة خافتة ونقص في الأكسجين.
واضطر المسعفان لبدء رحلة النزول الشاقة التي بلغت 80 مترًا بين الجدران الحجرية، وعند الوصول إلى موقع الإصابة، وجد الطاقم السائحة الإسبانية مصابة باشتباه كسر في القدم نتيجة سقوطها أثناء تفقدها الهرم، حيث كانت تستلقي عند مدرج خشبي يليه المنحدر.
وشكلت عملية الإخراج الجزء الأصعب في المهمة، حيث باشر رجال الإسعاف العمل على تأمين السيدة باستخدام "البوردة الصلبة" (لوح التثبيت) و"الحزام العنكبوتي"، ثم بدأوا رحلة الصعود بمساعدة حراس الهرم.
ووصفت العملية بأنها "رحلة مستحيلة لولا الإصرار"، حيث وصلت مراحل الصعود عبر المنحدر الضيق إلى درجة الزحف لمنع أي انزلاق، في جهد متواصل لم يترك مجالًا لالتقاط الأنفاس.
وتكللت جهود رجال الإسعاف بالنجاح، وتم تتويج المهمة على عتبات الهرم بإيصال السائحة بسلام خارج الممر الضيق لنقلها إلى المستشفى لاستكمال العلاج، وتعد هذه الواقعة اختبارا عمليا لمهارة وكفاءة فرق الإسعاف المصري في التعامل مع الحالات الطارئة في أصعب التضاريس.