فاروق الباز: الأراضي الزراعية المصرية أجود أراضي العالم والجهات الحكومية هي أول من يعتدى عليها - بوابة الشروق
الخميس 23 يناير 2025 8:17 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فاروق الباز: الأراضي الزراعية المصرية أجود أراضي العالم والجهات الحكومية هي أول من يعتدى عليها

محمد فتحي
نشر في: الخميس 23 يناير 2025 - 4:19 م | آخر تحديث: الخميس 23 يناير 2025 - 4:19 م

حذر العالم المصري الدكتور فاروق الباز من التعدي على الأراضي الزراعية، مؤكدا أنها جريمة كبيرة في حق مصر وحق الأجيال القادمة.

يأتي ذلك خلال الندوة التي نظمتها نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع مجموعة المجتمعات الخضراء البحثية بالجامعة البريطانية في مصر وجمعية أشري بالقاهرة، مستضيفة العالم المصري الدكتور فاروق الباز عبر تقنية "زووم"، وحملت الندوة عنوان "استثمار خواص طبيعة الأرض المصرية".

وقال الباز، إن الأراضي الزراعية المصرية هي أجود أراضي العالم، فتربتها الخصبة تكوّنت من خلال ترسيبات حملتها مياه نهر النيل من جبال أفريقيا، ونقلتها إلى مصر عبر 6 ملايين سنة، وبالتالي لا يمكن تكرار هذه الأراضي مرة أخرى ولو بعد 6 ملايين سنة أخرى، بسبب السد العالي الذي يحجز طمي النيل أمامه".

وأضاف أن مصر منذ قديم الزمان كانت تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وتُصدّر طعامًا لأوروبا، وكل الدول العربية المحيطة بها، أمّا الآن وبسبب البناء على الأراضي الزراعية، تستورد مصر غذائها وهذا خطأ كبير.

وأوضح الباز، أن ممر التنمية غرب النيل الذي طرح فكرته قبل سنوات، كان الهدف منه هو توفير مكان بديل لإقامة مجتمعات جديدة في الصحراء الغربية بدلًا من البناء على الأراضي الزراعية في الوادي والدلتا، لافتا إلى أن الصحراء الغربية أراضيها مستوية وممتدة على مساحات شاسعة، وتصلح لإقامة 20 وادي مثل وادي النيل القديم، وبها أراضي تصلح للزراعة يجب أن نحافظ عليها ونزرعها، وباقي الأراضي نقيم عليها مجتمعات عمرانية متكاملة تضم مباني ومستشفيات ومدارس وملاعب ونوادٍ وطرق وغيرها.

وأضاف أن أراضي الصحراء الغربية تستوعب كل المصريين، كما تستوعب أيضًا سكان 5 أو 6 دول أخرى، وبها مزايا بيئية ومناخية تتيح إقامة مجتمعات في أفضل الأماكن بيئيًا، كما يمكن إقامة مشروع ضخم لتوليد الكهرباء بطول 150 كيلومترا وعرض 150 كيلومترا، ومثل هذا المشروع سيولد طاقة كهربائية من الشمس تكفي كل الاستهلاك المحلي ويتم تصدير الباقي لأوروبا وليبيا.

وانتقد الباز بناء النوادي والملاعب والمباني على جانبي النيل، قائلا: "الجهات الحكومية هي أول من يعتدي على الأراضي الزراعية، فعندما تقرر جهة حكومية أن تقيم ناديًا لها فإنها تقيمه على أحد ضفاف النيل، وهذه جريمة في حق الأراضي الزراعية، وعلى كل الجهات أن تتوقف عن مثل هذا، ولاسيما أن الحكومة هي المسئولة عن حماية الأراضي الزراعية".

وأشاد الباز بمشروع شرق العوينات، مؤكدًا أن نصف القمح المصري حاليًا يخرج من شرق العوينات، مشيرًا إلى أن المياه التي تستخدم في ري تلك الأراضي تحمل معها طمي النيل إلى تلك الأراضي، لأنه يتم سحبها من بحيرة ناصر أي قبل السد العالي.

وحول جدوى مشروع منخفض القطارة، قال الدكتور فاروق الباز: "مشروع منخفض القطارة مطروح منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وعدم البدء في تنفيذه حتى الآن سببه وجود أمر خطير لم يحسم علميًا حتى الآن، وهو مدى تأثير وصول المياه المالحة إلى المنخفض على المياه الجوفية في مصر، وطالما أن هذه القضية لم تحسم علميًا فلا يجب أن نخاطر بتنفيذ مشروع منخفض القطارة، فهو من المشروعات التي تحتاج مزيدا من الأبحاث والدراسة، كي لا نخاطر بانتقال ملوحة مياه البحر للمياه الجوفية لأن مياه الواحات والمياه الجوفية في الصحراء الغربية تكوّنت فيما بين 13 – 18 ألف سنة، ولهذا يجب الحفاظ عليها وعدم هدرها، أو المخاطرة بتلويثها بالمياه المالحة.

وأكد الدكتور فاروق الباز، أن ممر التنمية في الصحراء الغربية لا يعتمد على المياه الجوفية في زراعة الأراضي القابلة للزراعة في الصحراء الغربية، وإنما سيتم زراعة هذه الأراضي من مياه النيل، أما المياه الجوفية فلا تستخدم إلا للشرب فقط.

وعن تأثير سد النهضة على حصة مصر من مياه النيل أكد الباز أن أثيوبيا لا يمكنها المساس بحصة مصر من مياه النيل، قائلا: "حصتنا من مياه النيل تصل إلينا، ولا يمكن لأثيوبيا أن تقلل منها نقطة واحدة، فهناك اتفاقيات قانونية معترف بها دوليًا، وبالتالي لا تستطيع أثيوبيا أن تقلل منها، وهي لن تستطيع المساس بحصة مصر من مياه النيل التزامًا بالاتفاقيات بينها وبين مصر".

وعن الأراضي المصرية التي لا تزال بحاجة لمسح جيولوجي لكشف ما بها من كنوز قال: "هيئة المساحة الجيولوجية في مصر تقوم بدورها وتؤدي مهامها بشكل متميز، وهي تعلم جيدًا ما تم مسحه جيولوجيًا ومالم يتم مسحه حتى الآن".

وأردف، "كل الأراضي المصرية تم مسحها جيولوجيًا ما عدا الأراضي البعيدة جدًا عن نهر النيل في الصحراء الغربية، وبعض مناطق خليج العقبة".

ودعا الباز إلى التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة في الري والزراعة وقال: "لازلنا نزرع بنفس الطريقة التي كان المصري القديم يزع بها منذ آلاف السنين، وعلينا أن نتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والري لنزيد الانتاجية، ونقلل تكلفة الزراعة"، كما تلقى الباز عددا من الاستفسارات حول اختياره محور التعمير غرب النيل، وكيفية ربط المشروعات الجديدة غرب النيل مع محور التعمير، وما تحتاجه مصر من أدوات تكنولوجية لتحقيق الحلم في الامتداد إلى الصحراء وربطه بمشروع محور التعمير.

من جهته أكد نقيب المهندسين طارق النبراوي، خلال كلمته، أن من بين أهداف النقابة التي توليها اهتمامًا كبيرًا تطوير التعليم الهندسي والتدريب، مشيرا إلى سعي النقابة الدائم في تقديم كل ما هو أفضل من خدمات لأعضائها الذين يصل عددهم إلى 900 ألف عضو، مُعبرًا عن سعادته بما يقدمه الدكتور فاروق الباز من خبرات لعلماء مصر.

وقال النبراوي: ينبغي علينا التكاتف مع أجهزة الدولة في نقل كل المنشآت بعيدًا عن وادي النيل للحفاظ على المناطق الزراعية، مشددا على ضرورة وضع خطة لتنفيذ ذلك من قبل الدولة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك