انتشرت خلال الأيام الماضية عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تزعم تعرض أحد التماثيل الأثرية المكتشفة في منطقة سقارة للكسر أثناء عملية استخراجه، مما أثار جدلًا واسعًا بين المهتمين بالآثار المصرية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار الشهير، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن هذه الادعاءات غير دقيقة، مشيرًا إلى أن التمثال لم يُصب بأي ضرر خلال عملية استخراجه.
تمثال خشبي يعود إلى الأسرة الخامسة
وأوضح حواس أن التمثال المكتشف يعود إلى الأسرة الفرعونية الخامسة، التي حكمت مصر قبل أكثر من 4300 عام. ويجسد التمثال، المصنوع من الخشب والمطلي بطبقة من الجبس، أحد الشخصيات المهمة في المجتمع المصري القديم، وهو يُعد من القطع النادرة التي تسلط الضوء على مهارة الفنانين المصريين القدماء في النحت والتلوين.
عوامل التعرية وتأثيرها على التمثال
وفيما يتعلق بحالة التمثال، أوضح حواس أن العوامل البيئية، مثل الرطوبة ودرجات الحرارة المتغيرة، أدت إلى تمدد بعض أجزاء الجبس الذي يغطي التمثال. ومع ذلك، تم التعامل مع هذه المشكلة على الفور من قبل فريق الترميم، مؤكدًا أن التمثال استُخرج بحالة جيدة جدًا دون أي كسر أو تلف.
اكتشافات سقارة.. كنز لا ينضب
تعد منطقة سقارة من أبرز المواقع الأثرية في مصر، حيث كشفت الحفريات الأخيرة عن العديد من القطع الأثرية المهمة، بما في ذلك توابيت حجرية وتماثيل نادرة. ويواصل علماء الآثار أعمال التنقيب للكشف عن المزيد من أسرار هذه المنطقة، التي كانت بمثابة مقبرة ملكية ونخبوية في العصور الفرعونية القديمة.
وأكد حواس أن تداول المعلومات المغلوطة عبر الإنترنت قد يساهم في نشر الشائعات حول الاكتشافات الأثرية، مشددًا على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة للحصول على المعلومات الصحيحة حول التراث المصري العريق.