دراسة جديدة: إدمان تطبيقات التواصل الاجتماعي يمثل تهديدا أكبر من إدمان الكحوليات - بوابة الشروق
الإثنين 24 مارس 2025 9:06 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

دراسة جديدة: إدمان تطبيقات التواصل الاجتماعي يمثل تهديدا أكبر من إدمان الكحوليات


نشر في: الأحد 23 مارس 2025 - 8:53 ص | آخر تحديث: الأحد 23 مارس 2025 - 8:53 ص

تمثل التطبيقات الإلكترونية مثل تيك توك، وانستجرام، ويوتيوب، والألعاب الإلكترونية تهديدا أكثر خطورة بالنسبة للمراهقين مقارنة بالمشروبات الكحوليات وتعاطي القنب، حسبما أظهر بحث جديد في ألمانيا، يسلط الضوء على عدد المراهقين الذين لديهم عادات إدمانية و خطيرة تتعلق بوسائل الإعلام الرقمية.

وقال رينير توماسيوس المدير الطبي للمركز الألماني لحالات الإدمان في الطفولة والبلوغ في جامعة المركز الطبي هامبورج-إيبيندروف، التي أجرت الدراسة بالتعاون مع شركة التأمين الصحي " دي ايه كيه"" نحن نواجه تسونامي من اضطرابات الإدمان بين صغار السن، والتي أعتقد أننا نقلل من شأنها بصورة كاملة ".

 وخلصت الدراسة  إلى أن أكثر من ربع من يبلغون من العمر من 10 إلى 17 عاما  يظهرون استخداما خطيرا أو كبيرا لوسائل التواصل الاجتماعي، في حين يعتبر 7ر4% مدمنين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وفقا للخبراء.  وقال توماسيوس لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) " الأرقام المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي المثير للمشاكل أعلى بواقع خمسة إلى خمسين مرة مقارنة بالاستهلاك الخطير للقنب والكحوليات في هذه الفئة العمرية".

وعلى الرغم من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على عكس الكحوليات أو القنب، له تأثير غير مباشر فقط على الجهاز العصبي المركزي للمرء، فإن نفس التأثيرات تنطبق على ما يعرف علميا بـ"نظام   المكافأة في الدماغ( Braib Reward (.

وأضاف توماسيوس  أنه في كلا الحالتين، توجد خطورة الإدمان " حيث يحدث سعي نحو المزيد والمزيد من الأمر ويحدث فقدان السيطرة". وأوضح" المقدار الكبير من الوقت الذي يتم استهلاكه في استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي يؤدي لإهمال جوانب أخرى من الحياة".

ويشار إلى أن فقدان السيطرة على سلوك المرء في التعامل مع تطبيقات التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على حياة صغار السن. وفي الكثير من الحالات، يمكن أن يؤدي ذلك لتراجع الأداء الدراسي، وغالبا يصل الأمر إلى الفشل. وعلاوة على ذلك، يحدث الانعزال الاجتماعي وفقدان الاهتمام بالوسائل الترفيهية والخلافات العائلية.

ووفقا للدراسة يعد الصبية هم الأكثر تضررا بوجه خاص، حيث ينطبق على 6% منهم معيار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المرضي، في حين أن الرقم بالنسبة للفتيات يبلغ نحو 2ر3%.

ويقول توماسيوس إن الفتيات غالبا ما يتمتعن بمهارات اجتماعية أكبر  خلال فترة البلوغ.  فهن يمارسن المهارات الاجتماعية بصورة مختلفة وفقا لدورهن القائم على النوع، ويعزلن أنفسهن بوتيرة أقل من الصبية، وهذا يعد عاملا رئيسيا عندما يتعلق الأمر بالإصابة بالإدمان القوي.

وأشار توماسيوس إلى أن الفرق بين استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي الخطير والمرضي ليس دائما واضحا. وقال " من الأعراض المعتادة المبكرة تراجع الأداء الدراسي وفقدان الاهتمام بالدروس". مع ذلك فإن أزمة البلوغ أو الاضطراب العاطفي الناجم عن الضغط بين أصدقاء المدرسة يمكن أن يكون السبب وراء حدوث مثل هذه المشاكل.

ويصنف استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي على أنه مرضي عندما تستمر الأعراض لنحو 12 شهرا على الأقل. وقد استخدمت الدراسة عن عمد معيار الـ12 شهرا من أجل تجنب التشخيصات المبكرة ولضمان التمييز عن الأزمات المؤقتة خلال فترة البلوغ.

ويوضح توماسيوس أنه على الآباء التدخل سريعا، قبل أن يتطور الإدمان، في حال استخدم صغار السن وسائل التواصل الاجتماعي بصورة خطيرة. ومن المهم أن يستخدم الآباء حدسهم وأن تربطهم علاقة جيدة مع الأبن أو الأبنة.

وبجانب التنظيم المستمر لوقت ومحتوى استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي، من المهم بصورة خاصة أن يظهر الآباء اهتماما بأنشطة أبنائهم الإلكترونية، حسبما قال توماسيوس. وأضاف " عليهم أن يقدموا الارشاد. يتعين أن يكونوا معلمين ومشرفين جيدين".

ولكن الكثير من أولياء الأمور يشعرون بضغط بسبب تطبيقات التواصل الاجتماعي الحالية، ولا يعلمون كيف يمكن التعامل معها. وهناك الكثير الذي يلزم القيام به في حال أراد الآباء أن يتمكنوا من توجيه استخدام صغار السن لتطبيقات التواصل الاجتماعي.

وأوضح توماسيوس أن المرء في حاجة لمهارات إعلامية بالإضافة إلى درجة عالية من الاتساق عندما يتعلق الأمر بتعليم الابن. وأضاف" هذه عملية تستغرق وقتا وتتطلب الصبر و التفوق المعرفي على أطفالك- خاصة عندما يتعلق الأمر بتقييم المخاطر الإعلامية".

ويواجه الكثير من اولياء الأمور صعوبة ولا يتمكنون من إظهار هذه المهارات. فنحو 40% لا يولون اهتماما كافيا لتقييد استخدام أطفالهم لتطبيقات التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالوقت. من ناحية اخرى، لا يشرف ربع أولياء الأمور على المحتوى الذي يطلع عليه أطفالهم على شبكة الانترنت. وقال توماسيوس " هذه بالفعل  نتائج مقلقة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك