من الأحدب إلى ولاد الشمس.. لم تخلُ صناعة الفن المصرية من الحديث عن ذوي الهمم؟ - بوابة الشروق
السبت 24 مايو 2025 2:07 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

من الأحدب إلى ولاد الشمس.. لم تخلُ صناعة الفن المصرية من الحديث عن ذوي الهمم؟

سلمى محمد مراد
نشر في: الجمعة 23 مايو 2025 - 6:04 م | آخر تحديث: الجمعة 23 مايو 2025 - 6:04 م

ناقشت السينما المصرية بأفلامها ومسلسلاتها أدوارًا متنوعة تتناول قضايا ذوي الهمم والصعوبات التي يواجهونها، كما تسلّط الضوء على المميزات الكبيرة التي يتمتعون بها، فهم يشكلون وفقًا لبيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء حوالي ١١% من سكان مصر عام ٢٠٢٢.
وقد كرّمت قرينة رئيس الجمهورية السيدة انتصار السيسي، أول أمس، عددًا من الفنانين عن تقديمهم أدوارًا مميزة سلّطت الضوء على قضايا ذوي الهمم، خلال احتفالية بعنوان "أسرتي.. قوتي"، وفي هذا التقرير نعرض لكم مجموعة من الأعمال الفنية المصرية التي تناولت قضايا لذوي القدرات الخاصة.

فيلم "الأحدب"


إنتاج عام 1946 بطولة الراحل محمود إسماعيل، وهو من الأفلام المهمة التي لم تُعرض كثيرًا، وتدور القصة حول فؤاد الذي ينشأ مُعاقًا فيعتاد على الانطواء واعتزال الناس، وتقوده ظروف حياته إلى الأدب، لكن الإعاقة لا تصل إلى قلبه فينبض بالحب لفتاة جميلة اسمها وداد، يشعر أنه امتلك العالم بين يديه، وتشعر هي بالشفقة ليس إلا، يظهر شقيقه جميل، وهو شاب وسيم ينبض بالحيوية والشباب، طائش فلا يلبث أن ينشغل بوداد وتنشغل وداد به.

فيلم "أغلى من عينيّ"


هو فيلم درامي ورومانسي إنتاج 1955 للراحل عمر الحريري، الذي قام بدور ضرير، فكمال شاب وسيم وله خطيبة، وفي أحد الأيام تندلع النيران في المسكن الذي تُقيم فيه والدته، فيهرول عبر النيران لإنقاذ حياتها، ويتشوه وجهه بسبب الحريق، فتقرر خطيبته أن تهجره، وتنهال المصائب فوق رأسه ويفقد عمله، ويتعرف على فتاة ضريرة يعطف عليها ويحبها، وكذلك هي تبادله نفس الشعور.

فيلم "باب الحديد"


صدر في عام ١٩٥٨، وهو فيلم درامي مصري تدور أحداثه حول قناوي (يوسف شاهين)، بائع جرائد صعيدي يعاني من اضطرابات عقلية ويعمل في محطة قطار القاهرة، يقع في حب هنومة (هند رستم) بائعة زجاجات المياه الغازية، الفتاة الجميلة المليئة بالحياة، ولكن عندما يعلم بأنها ستتزوج من أبو سريع (فريد شوقي) يقرر قتلها، ولكنه يقتل فتاة أخرى عن طريق الخطأ، ويتم إلصاق التهمة بأبو سريع، ويعد أول فيلم عربي وإفريقي يُطرح للتأهل لجائزة الأوسكار.

فيلم "الخرساء"


صدر في عام ١٩٦١، من أفلام الجريمة والدراما، ويعد من الأفلام المهمة جدًا في السينما المصرية، بطولة الفنانة القديرة سميرة أحمد، التي سلطت الضوء على قضايا الفتيات الخرساء وما تعرضن له من اضطهاد واستغلال، من خلال شخصية نعيمة الفتاة الخرساء التي تُتوفى والدتها وهي صغيرة، يتزوج والدها من امرأة ظالمة تكرهها، كما يكرهها عتريس كبير القرية، في حين يترصد ابنه لها ويغازلها كلما رآها.
ثم يصل للقرية حسين الطبيب، الذي كان والده على خلافٍ شديد مع عتريس، ويقابل نعيمة ويعطف عليها ويأخذها لتعمل عنده كممرضة، ثم يُفاجأ أهل القرية بأنها حامل، فيُتَّهم فيها الطبيب، ويطاردها أهلها، فيحاول حسين إنقاذها.

فيلم "الوديعة"


من إنتاج عام 1965، وتدور أحداثه حول حمدي حسان، صحفي معروف، تعجب به فتاة قعيدة تُدعى نهى، والتي تجسد شخصيتها الفنانة هند رستم، أُصيبت في حادث سير، وتحب القراءة، وتتحدث إليه هاتفيًا وتحاول أن تتودد إليه رغم أنها تنتحل شخصية أخرى، وتساعده على النجاح وهي تتواصل معه باسم مستعار.
ويحاول الوصول إليها للزواج منها، ولكن القدر يقوده للزواج من شقيقتها، التي تحمل بابنة جميلة، ولكن مرضها يتسبب في موتها أثناء الوضع، فيتزوج الصحفي ونهى، وتقوم الأخيرة بمساعدة حمدي على تربية الابنة الصغيرة.

فيلم "العمياء"


وفي عام ١٩٦٩، قامت الفنانة سميرة أحمد بدور نعيمة الضريرة، التي تعيش مع اثنين من الشباب، خليل وأديب، تود رتيبة خطيبة الأخير أن تصبح ممثلة، وتُصاب بالغيرة من وجود نعيمة، يعمل أديب بائع صحف، ويبيع خليل أوراق اليانصيب، ويعمل في تجارة المخدرات، يحب أديب رتيبة ويود أن يحدد الزواج، ويقنع عبود نعيمة ببيع الزهور في الروشة، وهي في الحقيقة هيروين.
وهو من الأدوار الناضجة في هذا المجال، لأنه لاقى نجاحًا كبيرًا جدًا، لدرجة أن أكثر من جمعية للصم والبكم من أغلب محافظات مصر كانوا يعرضونه.

فيلم "قاهر الظلام"


تم إنتاجه عام 1978، وجسد الفنان محمود ياسين فيه دور عميد الأدب طه حسين، ويروي الفيلم قصة حياته منذ طفولته في إحدى قرى المنيا، حيث استطاع تخطي كافة الصعوبات رغم كونه كفيفًا، ليترك بصمته على الأدب والمشهد الثقافي والنظام التعليمي.

مسلسل "الأيام"


أما عام 1979، فقد جسد النمر الأسود "أحمد زكي" دور عميد الأدب العربي طه حسين، في واحد من أهم المسلسلات على الشاشة المصرية في 13 حلقة، وتتناول أحداث المسلسل قصة حياة طه حسين منذ نشأته المبكرة في الريف وفقدانه بصره، مرورًا بفترة دراسته الجامعية، وابتعاثه إلى فرنسا، وزواجه من سوزان.

فيلم "أمير الظلام"


من إنتاج عام 2002، وقام ببطولته الزعيم عادل إمام، وجسد فيه شخصية الكابتن عز الدين، الطيار الحربي الذي أصيب بالعمى نتيجة انفجار طائرته، ليُودع إحدى دور رعاية المكفوفين، وهناك يصطدم بعدة قضايا خاصة بالمقيمين، كما يطور علاقتهم بالحياة من خلال وضع برامج وطرق تأهيل تساعدهم على التفاعل مع المجتمع. يسلط الفيلم الضوء على قدرة ذوي الهمم على الاندماج والإبداع، ويُظهر كيف يمكنهم تجاوز العقبات والتفاعل بإيجابية رغم الإعاقة.

مسلسل "الضوء الشارد"


رغم أن قضية ذوي الهمم لم تكن محور العمل، فإن المسلسل الذي أُنتج عام 1998، بطولة ممدوح عبد العليم، قدم نموذجًا مهمًا من خلال شخصية "يوسف"، الذي جسده الفنان رياض الخولي، حيث كان يعاني من إعاقة ذهنية، وقدّم أداءً لافتًا ومؤثرًا أبرز من خلاله معاناة هذه الفئة من التنمر الاجتماعي، كما عكس احتياجها للدعم الأسري والمجتمعي.

مسلسل "ليه لأ؟" (الجزء الثاني)


عُرض عام 2021، وتطرّق إلى تبنّي الأطفال من ذوي الإعاقات، من خلال قصة الطفلة "ياسمين"، التي كانت تعاني من إعاقة سمعية، وقد أدت شخصيتها الطفلة "منى أحمد زاهر"، واستعرض العمل كيف تبنتها الدكتورة ندى (أمينة خليل) وواجهت تحديات دمجها في التعليم والحياة اليومية، بأسلوب إنساني جذب اهتمام المشاهدين.

فيلم "ولاد الشمس"


من إنتاج وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع وزارة الثقافة عام 2023، وهو أول فيلم تسجيلي عن الأشخاص ذوي الإعاقة الحاصلين على بطولات محلية وعالمية في مختلف المجالات، وقد أخرجته المخرجة ساندرا نشأت، وسرد قصص أبطال حقيقيين نجحوا في كسر الحواجز وإثبات ذواتهم، ويُعد أحد أبرز النماذج الداعمة لقضية دمج ذوي القدرات الخاصة، لا سيما وأن عرضه تزامن مع احتفالات اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.

دراما "ريفو 2"


تناول الموسم الثاني من مسلسل "ريفو"، الذي عرضته منصة "WATCH IT" عام 2023، قصة "مريم" – إحدى بطلات المسلسل – وهي تعاني من ضعف في السمع، وقامت بدورها الفنانة الشابة ملك الحسيني، ونجح المسلسل في تقديم شخصية متكاملة تتحدى الإعاقة، وتسعى لتحقيق ذاتها دون اختزالها في جانب الضعف، كما استعان فريق العمل بخبيرة لغة إشارة لتدريب الفنانة على إتقان الدور.

أعمال تستحق الإشادة


لم يكن حضور ذوي الهمم في الأعمال الفنية مجرد أدوار ثانوية أو رمزية، بل أدوار محورية ناقشت همومهم وطموحاتهم، وساعدت في تغيير الصورة النمطية عنهم لدى الجمهور، وقد باتت هذه الأعمال اليوم مرجعًا توثيقيًا مهمًا لما مرت به هذه الفئة على مدار عقود من التحديات والنجاحات، وهو ما تؤكده إشادات المؤسسات المعنية بذوي الإعاقة، وتكريمات الدولة للفنانين المشاركين في تلك الأعمال، في توجه يعكس إيمان الدولة المصرية بأن الفن رافدٌ مهم لتعزيز الوعي المجتمعي وحقوق الإنسان.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك