غرف للغضب.. فش غلك بمقابل مادي.. والطب النفسي: الغضب مفيد عند إدارته بشكل صحيح - بوابة الشروق
الثلاثاء 24 يونيو 2025 7:31 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

غرف للغضب.. فش غلك بمقابل مادي.. والطب النفسي: الغضب مفيد عند إدارته بشكل صحيح

سوزان سعيد
نشر في: الإثنين 23 يونيو 2025 - 11:51 ص | آخر تحديث: الإثنين 23 يونيو 2025 - 11:51 ص

يعتبر الغضب عاطفة إنسانية معقدة للغاية إلى الحد الذي دفع بعض علماء النفس لاعتباره أكثر المشاعر الإنسانية خطرًا على صحة الإنسان، ويمكن أن يسبب الموت؛ لأن الجسم يفرز هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين بمعدلات كبيرة عند الشعوربالغضب، مما يعرض الشخص لخطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية، وفقًا لموقع"BBC".

وبالرغم من أن التحضر والعيش في المدن الكبرى، يزيد من فرص حصول الأشخاص على وظائف مرموقة، ومستوى دخل أفضل، إلا أنه فاقم شعور الأشخاص بالقلق والاكتئاب ومن ثم الغضب؛ نظرًا للتفاوت الاجتماعي الكبير بين فئات المجتمع، وفقًا لموقع "Psychology Today".

ولذا فإنه ليس مستغربًا أن ينتشر مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات عن "غرف الغضب" بالقاهرة، فما هي غرف الغضب؟ وهل هي مفيدة لصحة الشخص النفسية؟.. نجيب خلال التقرير التالي على هذه الأسئلة.

- ما هي غرف الغضب؟

تعتمد فكرة "غرف الغضب" على أن يعبر الشخص عن غضبه مقابل أجر مادي متفق عليه مسبقًا، داخل غرفة تمتلئ بمواد قابلة للكسر، مثل شاشات تلفاز قديمة، وأواني زجاجية وفخارية.

ويدخل الشخص الغاضب إلى هذه الغرفة، ممسكًا عصا أو مضرب يشبه ذلك المستخدم في لعبة البيسبول، ثم يبدأ بتكسير كل محتويات الغرفة القابلة للكسر، إلى أن يهدأ.

ومن خلال رصد التعليقات على مقطع فيديو قصير دعائي لأشخاص يخوضون تجربة الكسرداخل غرفة، على صفحة إحدى "غرف الغضب" بالقاهرة، نشر على منصة التيك توك، تساءل الكثير حول إمكانية الصراخ أثناء القيام بالتكسير، فيما طلب البعض الآخر تفاصيل أكثر عن العنوان والأسعار؛ مما يشير إلى أن الفكرة تلقى رواجًا لدى بعض قطاعات المجتمع.

- ما رأي الطب النفسي في غرف الغضب؟

قالت الدكتورة رحاب عبدالفتاح الطبيبة والمعالجة النفسية، لـ"الشروق"، إن الغضب مشاعر طبيعية تحدث للشخص عندما يتعرض للظلم أو يحدث تعدي على حقوقه أو انتهاك لحدوده الشخصية، مضيفة أن هناك تغيرات فسيولوجية تصاحبه مثل زيادة الأدرينالين، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، بالإضافة إلى إحساس أقل بالألم.

وأضافت أن الغضب شعورصحي وليس سيئًا في المطلق؛ لأنه يدفع الشخص لرفع الظلم عن نفسه واسترداد حقوقه أو حماية نفسه من التهديدات، موضحة أن المشكلة تكمن في المشاعر التي يشعر بها الشخص عند الغضب والتي تؤدي بدورها إلى أن يتصرف الشخص بسلوك عدواني؛ مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلًا من حلها.

وأشارت إلى أن التربية وثقافة المجتمع تلعب دورًا كبيرًا في كيفية إدارة الشخص لغضبه، والتنفيس عنه، منوهة بأن سرعة استثارة الشخص وسلوكه العدواني بشكل مبالغ فيه، قد تشير إلى إصابته ببعض الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.

وعن "غرف الغضب" ودورها في تقليل حدة شعورالشخص به، قالت إن هذه التجربة تتيح للشخص تفريغ الطاقة الجسدية الناتجة عن الغضب، ولكن تبقى الأفكار التي تسببت في هذا الشعور بحاجة إلى علاج.

وتساءلت هل تكسير الأشياء عند الشعور بالغضب سيحل المشكلة التي يمر بها الشخص والتي تسببت في هذا الشعور؟، مضيفة أن الغضب إشارة إلى وجود خطأ ما، وينبغي إدارته من خلال الوعي بالموقف، لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أهمية تعلم الدرس من هذا الموقف، لكي لا يتكرر في المستقبل، وهو ما يتطلب أن يفكر الشخص في الموقف الذي يمربه ويتأمله جيدًا.

وأشارت إلى أن إدارة الغضب، تعني فهم هذه المشاعر، وكيفية توجيهها والتعامل معها وليس كتمها أو تنفيسها بشكل مضر، موضحة أن هذا يتطلب أن يقيم الشخص الموقف الذي يمر به، ويتساءل هل التنفيس عن الغضب في هذه اللحظة مفيد أم سيترتب عليه نتائج أسوأ؟.

وأكدت أهمية استخدام وسائل تهدئة الإفكار عند الشعور بالغضب، مثل ممارسة تمارين التنفس، والاسترخاء، وتغيير درجة حرارة الجسم عن طريق الاغتسال أو الوضوء، أو اللجوء إلى تغيير المكان كلية.

وأوضحت أن أفضل طريقة للتعامل مع الغضب تختلف باختلاف الموقف، أحيانًا يكون من الحكمة أن تحييد مشاعرالغضب باستخدام وسائل التهدئة، والانسحاب من الموقف، ثم استرداد الحق بطريقة أخرى؛ لتقليل الخسائر الناجمة عن مشاعر الغضب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك