أكد خبراء ومستثمرون بقطاع السياحة أن تنمية الوعى السياحى لدى المواطنين المصريين سيكون سبيلنا لزيادة معدل تكرار السائحين وتحقيق المستهدف المطلوب بالوصول بعدد السائحين إلى 30 مليون سائح سنويا يجلبون ما يزيد على 30 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة.
ودشنت جمعيات الاستثمار السياحى بالمحافظات مبادرات لتدريب وتأهيل طلاب المدارس والجامعات فى مجال الوعى السياحى بهدف الاهتمام بالتعامل مع السائحين واعتبار السياحة مشروعًا قوميًا يسهم فى توفير العديد من فرص العمالة، وكذلك زيادة حصيلة الدخل القومى من العملات الأجنبية.
وأطلقت وزارة السياحة والآثار منذ أيام قليلة حملة ترويجية سياحية تحت شعار «إحنا مصر»، والتى تهدف إلى تعزيز الوعى السياحى لدى كل فئات الشعب المصرى، كما تهدف إلى تحسين تجربة السائح عبر تعزيز السلوك الإيجابى تجاههم من المواطنين المصريين. بالإضافة إلى توعية المواطنين بالآثار الاقتصادية المباشرة للتجربة السياحية من خلال التعامل الإيجابى مع السائحين، وأهمية تفاعل المواطنين كسفراء للسياحة المصرية.
وتتضمن أنشطة الحملة تنظيم ندوات وورش عمل وزيارات ميدانية تستهدف المتعاملين مع السائح فى المجتمع المحلى والمؤسسات المعنية، مع التركيز على نشر ثقافة السلوك الإيجابى وتعزيز دور المواطن فى تقديم صورة حضارية عن مصر. كما تهدف المبادرة إلى توعية المواطنين بالآثار الاقتصادية المباشرة للتجربة السياحية، وتشجيعهم على التفاعل الإيجابى مع الزوار بما ينعكس على مكانة مصر عالميًا. وتركز الحملة بشكل خاص على فئة الشباب المتعاملين مع السائح، من خلال حثهم على تبنى التصرفات الإيجابية والوعى بأهمية السياحة كأحد أهم ركائز دعم الاقتصاد الوطنى، الأمر الذى يسهم فى تعزيز صورة مصر كوجهة سياحية متميزة.
وأكد الخبير السياحى هانى بيتر، عضو غرفة شركات السياحة، أن تنمية الوعى السياحى لدى المواطنين المصريين سيكون سبيلنا لزيادة معدل تكرار السائحين وتحقيق المستهدف المطلوب بالوصول بعدد السائحين الى 30 مليون سائح سنويًا يجلبون ما يزيد على 30 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة. لافتًا الى ضرورة تنفيذ عدة اشتراطات حتى يكون قطاع السياحة أكبر مساهم فى الاقتصاد القومى وتحقيق المستهدف منه لكى يتصدر القطاعات الاقتصادية المصرية يأتى على رأس هذه الشروط والأولويات هو تحسين تجربة السائح وزيادة وعى المواطنين بأهمية السياحة باعتبارها القاطرة الاولى للتنمية الاقتصادية فى مصر وكذا تحسين الصورة الذهنية للبلاد.
وأشار إلى أن جمعيات الاستثمار السياحى بالمحافظات دشنت مبادرات لتدريب وتأهيل طلاب المدارس والجامعات فى مجال الوعى السياحى بهدف الاهتمام بالتعامل مع السائحين واعتبار السياحة مشروعًا قوميًا يسهم فى توفير العديد من فرص العمالة، وكذلك زيادة حصيلة الدخل القومى من العملات الأجنبية.
وأضاف عضو غرفة شركات السياحة أن الدولة المصرية لديها خطة للنهوض بالقطاع السياحى تهدف إلى زيادة الدخل القومى من عائداته من خلال الوصول بالحركة السياحية الوافدة إلى 30 مليون سائح سنويًا خلال عام 2030، وهذه الخطة تحتاج إلى خطوات وإجراءات وقرارات سريعة حتى تحقق مستهدف الدولة، لافتًا إلى أن مصر تستحق أكثر من هذا العدد نظرًا لما تتمتع به من مقومات لا توجد فى أى مقصد سياحى آخر بل إن الدولة قامت خلال الأعوام الماضية بالكثير من مشروعات البنية التحتية التى تسهم فى تحقيق هذه الخطة، لكنها تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات السياحية
وأكد شريف فتحى وزير السياحة والآثار أن القضاء على السلوكيات السلبية تجاه السائح يحتاج إلى سنوات طويلة من العمل والتوعية المستمرة، مضيفًا أن الحملة الحالية تستمر لمدة ثلاثة أشهر عبر المنصات الرقمية، ما يتيح قياس مستوى التفاعل بشكل مباشر وشفاف مع الجمهور. وأوضح الوزير أن حملة «إحنا مصر» لا تستهدف التعميم على التجارب السلبية، وإنما تهدف بالأساس إلى تذكير المواطنين بالسلوكيات الإيجابية وأهمية السياحة كركيزة محورية للاقتصاد الوطنى وللمواطن نفسه.وأشار فتحى إلى أن الحملة تسعى إلى إبراز الدور الحيوى لصناعة السياحة، باعتبارها «صناعة البهجة»، ما يستدعى التركيز على الجوانب الإيجابية فى سلوكيات الشعب المصرى عند التعامل مع السائحين، لافتًا إلى أن تعزيز الأمن الاقتصادى للسائح ينعكس مباشرة على العاملين بالمجتمع السياحى.
من جانبها دشنت جمعية تسويق السياحة الثقافية بالتعاون مع منطقة الأزهر التعليمية بمحافظة الأقصر مبادرة لتدريب وتأهيل طلاب وطالبات المنطقة الأزهرية بالأقصر «المرحلة الثانوية» فى مجال الوعى السياحى.
وقال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية المنوط بها الترويج السياحى للأقصر وأسوان، إن تلك المبادرة تٌعد الأولى من نوعها لتعليم طلاب الأزهر آليات التعامل مع السياح وكيفية زيادة الوعى السياحى، فضلًا عن تأهيل عدد منهم للعمل بقطاع السياحة سواء بصفة دائمة أو موسمية.
وأضاف أن تلك المبادرة يشارك بها نحو 60 طالبًا وطالبة من منطقة الأزهر التعليمية بالأقصر، موضحًا أن الطلاب المشاركين بتلك المبادرة يتحصلون عن تدريب نظرى يشمل تعريفهم بصناعة السياحة والأهمية الإقتصادية لها، وأيضًا تعليمهم كيفية الدفاع عن الهوية المصرية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، فضلًا عن آليات العمل السياحى وكيفية رفع درجات الوعى بأهمية السياحة وطرق التعامل مع السياح، وكيفية اجتياز المقابلات للعمل بالمجال السياحى.
وأشار رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إلى أن الجانب العملى من المبادرة يشمل تنظيم زيارات إلى المناطق الأثرية والسياحية بالمحافظة للتعرف على كيفية التعامل مع السياح، فضلًا عن تعليم اللغة الإنجليزية، لافتًا إلى أن الطلاب الذين سيجتازون تلك التدريبات سيتم اختيار 6 منهم للعمل بالقطاع السياحى، فضلًا عن اختيار البعض منهم للعمل بالفنادق والمراكب النيلية العائمة خلال فترة الإجازات الرسمية.