25 يناير.. يوم روت دماء أبطال الشرطة تراب الإسماعيلية دفاعا عن الوطن - بوابة الشروق
الأحد 2 فبراير 2025 8:06 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

25 يناير.. يوم روت دماء أبطال الشرطة تراب الإسماعيلية دفاعا عن الوطن

أدهم السيد
نشر في: السبت 25 يناير 2025 - 9:51 ص | آخر تحديث: السبت 25 يناير 2025 - 9:51 ص

يحتفل المصريون في ٢٥ يناير كل عام بالشرطة المصرية؛ تخليدا لإحدى بطولاتها التي سطرها رجال بواسل دافعوا عن مسئوليتهم نحو المواطنين حتى الطلقة الأخيرة، يوم خاضت الشرطة المصرية حربا طاحنة مع قوات بريطانية تفوقها عددا 10 أضعاف.

لتشعل بطولات الشرطة في ذلك اليوم ثورة وطنية لم تنطفئ حتى رحل البريطانيون والحكم الملكي عن مصر تاركين المجال لولادة جمهورية مصر العربية.

وتسرد جريدة الشروق أحداث معركة قسم الإسماعيلية التي خاضها رجال الشرطة بأعداد قليلة أمام قوات بريطانيا إحدى أقوى الدول في عصرها، وذلك نقلا عن كتاب "العلاقات المصرية البريطانية بين عامي ١٩٥٢ و١٩٥٦" وموقعي المتحف الحربي المصري وميلتري هيستوري.

- التوترات وتصاعد الأحداث

كان الضباط البريطانيون يعانون وضعا صعبا بداية الخمسينات، حين كان نحو ٨٠ ألف من جنودهم في منطقة القناة، محاصرين بين عزوف العمال عن خدمتهم، والتجار عن بيع السلع الغذائية لهم، بجانب عمليات الفدائيين المصريين التي أوقعت عشرات البريطانيين بين قتيل وجريح.

وتصاعدت حدة التوتر بعملية فدائية يوم الـ١٥ من يناير خلفت قتيلين وعدة جرحى بين البريطانيين خرجت على إثرها عمليات تمشيط ومداهمات بحثا عن الفدائيين دون جدوى؛ لتقرر القوات البريطانية الانتقام من الدولة المصرية بزعم مساعدتها للفدائيين لتكون الشرطة أول من يتلقي انتقام البريطانيين نظرا لتمثيلهم الحكومة المصرية بمدينة الإسماعيلية.

- حصار وصمود

وخرج صباح الـ٢٥ من يناير الجنرال البريطاني جورج إيرسكين، على رأس ٧٠٠٠ جندي بريطاني مسلحين ب٦ـ دبابات وعدد من المصفحات نحو قسم شرطة الإسماعيلية مطالبين إياهم بالاستسلام وإدخال القوات البريطانية المقتحمة، فتواصل رجال الشرطة مع وزير الداخلية المصري فؤاد سراج الدين، الذي أمرهم بالصمود وحماية مواقعهم بأي ثمن.

- مقاومة حتى النهاية

وقاد النقيب صلاح ذو الفقار، ٨٠٠ شرطي مصري، لا يملكون سوى السلاح الشخصي الخفيف في معركة غير متكافئة مع القوات البريطانية المدججة بمختلف الأسلحة الثقيلة لتندلع حرب طاحنة، استمرت على مدى ساعتين، استطاع أبطال الشرطة خلالها تكبيد البريطانيين ٣٥ جنديا بين قتيل وجريح، بينما فقد رجال الشرطة ٥٦ شهيدا سقطوا مضحين بدماءهم حفاظا على الواجب والمسئولية لتقتحم القوات البريطانية القسم بعد نفاد ذخيرة الشرطة؛ ليأسر البريطانيون مئات الشرطيين المتبقين في حادثة أثارت موجة عارمة من الغضب الشعبي.

وتعد موقعة اقتحام قسم الإسماعيلية من الأسباب المؤدية لثورة يوليو ١٩٥٢ من نفس العام، حين خرجت المظاهرات المصرية يوم ٢٦ يناير بعد انتشار الخبر ليشارك بها رجال الشرطة جنبا إلى جنب مع طلبة الجامعات المحتجين لتتصاعد التوترات والغضب حتى نجم عنها وقوع حريق القاهرة الذي نفذته بعض العناصر المندسة لإفساد المظاهرات الوطنية المنددة بالاستعمار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك