المفتي يوجه من تايلاند سبع رسائل جامعة عن إنسانية الإسلام وبناء الأوطان - بوابة الشروق
الأربعاء 27 أغسطس 2025 2:47 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

المفتي يوجه من تايلاند سبع رسائل جامعة عن إنسانية الإسلام وبناء الأوطان

آلاء يوسف
نشر في: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 2:47 م | آخر تحديث: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 2:47 م

أكد الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، سبع رسائل جامعة لخَّصت منهج الإسلام في التعامل مع الإنسان والبناء والعمران ونشر القيم، موضحا أن هذه الرسائل تمثل أساسًا راسخًا لبناء مجتمع إنساني متماسك ومزدهر.

جاء ذلك خلال زيارته لمسجد "طونسون" العريق في إطار زيارته إلى مملكة تايلاند، وهو أقدم مسجد سُنّي في المملكة الذي يعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من ثلاثمائة عام، حيث التقى نخبة من العلماء والدعاة ورجال الدين والشخصيات الإسلامية البارزة في البلاد، وسط أجواء عكست عمق العلاقات الأخوية والروحية التي تربط مصر بالأمة الإسلامية في مختلف بقاع العالم

وقال إن أول تلك الرسائل أن يكون العلماء والدعاة إلى الله بحق سفراء لدينهم في كل مكان يحملون رسالته السمحة وصورته الناصعة ويجسِّدون مبادئه في حياتهم ومعاملاتهم باعتبار أن الله تعالى أراد لأتباع هذا الدين أن يبلغوا دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يكونوا لسان صدقٍ يخبر الناس بحضارة الإسلام وعدله ورحمته.

وأوضح أن ثانيها ضرورة التعامل مع الإنسان باعتبار إنسانيته المطلقة دون نظر إلى جنس أو لغة أو دين أو معتقد، فالناس جميعًا أسرة إنسانية واحدة، وكرامة الإنسان أصلٌ ثابتٌ من أصول الإسلام، ولا تفاضل بين البشر إلا بالتقوى والعمل الصالح.

وذكر أن ثالث تلك الرسائل هي المشاركة الفاعلة في البناء والتشييد والعمران، بوصفها مسؤولية دينية وحضارية، تنفيذًا لمبدأ الاستخلاف الذي أعلنه القرآن الكريم في قوله تعالى «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها» فالمسلم الحق شريك في إعمار الأرض، يسهم في نهضة أوطانه، ويعمل على تحقيق الخير للبشرية جمعاء.

أما رابع تلك الرسائل التي أوضحها المفتي فتمثلت في التمسك بالكلمة الطيبة، فهي مفتاح العبور إلى القلوب و المحبة بين الناس، وبها تُشيَّد جسور التواصل وتُطفَأ نيران الخصومة، فالكلمة الطيبة صدقة، ولها من الأثر ما لا يبلغه السيف ولا السلطان.

وجاءت الرسالة الخامسة بالتأكيد على التوافق بين القول والفعل، بحيث تكون السلوكيات اليومية انعكاسًا صادقًا للمبادئ التي نؤمن وننادي بها، فالمسلم يُقاس صدقه بعمله، ويُوزن أثره بقدر ما يترجمه واقعه من قيم وأخلاق.

وبين المفتي أن الرسالة السادسة، تمثلت في إرساء ثقافة التسامح والاحترام المتبادل، بحسبانهما حجر الزاوية في التعايش الإنساني، وضمانة لحفظ السلم الأهلي والمجتمعي، فالتسامح لا ينفي الاعتزاز بالهوية، بل يثبتها في إطار من الرحمة والعطف والاحترام المتبادل بين الشعوب والأمم.

وكان سابع تلك الرسائل وآخرها هو الحرص على كل ما هو نافع من الأعمال الصالحة والمشروعات النافعة التي تجلب الخير للبلاد والعباد، وتسهم في رفعة الأوطان، وتعود بالثمرات على الفرد والمجتمع، تحقيقًا لمقاصد الشريعة التي جاءت لرعاية مصالح الناس وجلب المنافع لهم ودفع المضار عنهم.

واختتم المفتي كلمته بالتأكيد على أن هذه الرسائل تمثل جوهر رسالة الإسلام، ومفتاح قوته الناعمة التي تجعل من المسلمين جسورًا للتواصل الحضاري والإنساني، مشيرًا إلى أن الالتزام بها كفيل ببناء أوطان راسخة، ومجتمعات تتسع للجميع في أمن ووئام.

من جانبهم، عبَّر العلماء والدعاة عن عميق اعتزازهم وتقديرهم لهذه الزيارة التاريخية لمفتي الجمهورية، مؤكدين أنها تمثل دعمًا روحيًّا ومعنويًّا بالغ الأثر لمسلمي تايلاند، وتجسيدًا لرسالة مصر الأزهر ودار الإفتاء في التواصل مع المسلمين في مختلف بقاع الأرض، معربين عن شكرهم العميق له على ما قدَّمه من رسائل سبع جامعة، وصفوها بأنها دستور للأخلاق ومبادئ للعيش المشترك، لما تحمله من معانٍ راقية ترسخ قيم الرحمة والإنسانية والتسامح، وتفتح أمام الأجيال آفاقًا واسعة للتعاون والتعايش.

وأكدوا أن هذه الكلمات ستظل علامة مضيئة ومصدر إلهام لكل من يسعى في خدمة الإسلام وخدمة الأوطان، آملين في تكرار مثل هذه اللقاءات التي تفتح قنوات للحوار، وتعمق جسور الأخوة بين مصر وتايلاند وسائر شعوب العالم الإسلامي.

وحضر اللقاء تاناوات سيريكول، سفير مملكة تايلاند لدى القاهرة، وهالة يوسف، السفيرة المصرية بتايلاند، إلى جانب عدد من المسؤولين الدينيين وكبار الشخصيات الدينية في البلاد.

وتأتي زيارة مفتي الجمهورية إلى مملكة تايلاند في إطار تعزيز جسور التواصل بين مصر والعالم الإسلامي، وترسيخ دور دار الإفتاء المصرية في نشر قيم الإسلام السمحة، والتواصل الفعال مع المؤسسات الدينية والإسلامية في مختلف بقاع الأرض.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك