توصيات طبية جديدة: إدخال الأطعمة المثيرة للحساسية للرضع يدرب الجهاز المناعي - بوابة الشروق
السبت 25 أكتوبر 2025 10:01 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

توصيات طبية جديدة: إدخال الأطعمة المثيرة للحساسية للرضع يدرب الجهاز المناعي

سلمى محمد مراد
نشر في: السبت 25 أكتوبر 2025 - 11:25 ص | آخر تحديث: السبت 25 أكتوبر 2025 - 11:25 ص

لم تعد حساسية الطعام حالة نادرة كما كان يعتقد سابقا، بل أصبحت من أكثر المشكلات الصحية شيوعا بين الأطفال حول العالم.
وتحدث حساسية الطعام عندما يتعامل الجهاز المناعي مع بعض مكونات الطعام على أنها مواد ضارة فيبدأ بمحاربتها؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض تتراوح بين الحكة والطفح الجلدي وصعوبة التنفس، وتتطور أحيانا إلى تفاعل تحسسي حاد يعرف باسم التأق، وهو حالة مهددة للحياة تتطلب علاجا فوريا.
وأوضحت تقديرات كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، أن نحو 8% من الأطفال دون الخامسة يعانون نوعا من حساسية الطعام، مقابل 4% من البالغين، ورغم عدم وجود علاج نهائي حتى الآن، فإن بعض الأطفال قد يتغلبون على الحساسية تدريجيا مع التقدم في العمر.


- أكثر المسببات شيوعا


بحسب "كليفلاند كلينك"، تعود معظم حالات حساسية الطعام إلى مجموعة محدودة من الأطعمة، أبرزها البيض، والحليب، والقمح، وفول الصويا، والفستق، والجوز، والسمك، والروبيان.
حتى الكميات الصغيرة من هذه الأطعمة قد تسبب ردود فعل تحسسية قوية لدى بعض الأشخاص؛ ما يجعل قراءة المكونات الغذائية على الملصقات أمرا ضروريا وحيويا.


- عندما تتحول الحساسية إلى طارئ


في بعض الحالات، قد تؤدي الحساسية إلى تفاعل تحسسي شديد يتمثل في تورم الحلق وضيق التنفس وانخفاض ضغط الدم السريع، وهي حالة تستدعي تدخلا طبيا عاجلا باستخدام حقنة الإبينيفرين (الأدرينالين) التي قد تنقذ حياة المصاب.


- التعرض المبكر يغير قواعد اللعبة


لطالما كانت التوصيات القديمة تشجع على تجنب الأطعمة المثيرة للحساسية خلال مرحلة الرضاعة لتفادي التحسس، إلا أن الدراسات الحديثة قلبت هذه الفكرة رأسا على عقب.
وأظهرت أبحاث حديثة، أن إدخال الأطعمة المسببة للحساسية للرضع في عمر 4 إلى 6 أشهر يمكن أن يدرب الجهاز المناعي على تقبلها دون ردود فعل تحسسية مفرطة؛ مما يقلل خطر الإصابة بالحساسية بشكل ملموس.
وأحدث هذه الدراسات، التي أجراها باحثون في مستشفى الأطفال بفيلادلفيا، ونشرت في دورية Pediatrics، أكدت أن إدخال الفول السوداني مبكرا للأطفال المعرضين لخطر مرتفع (مثل المصابين بالإكزيما أو حساسية البيض) يقلل احتمالية الإصابة بحساسية الفول السوداني بنسبة تصل إلى 81%.
وأظهرت البيانات، انخفاضا عاما في معدلات حساسية الفول السوداني من 0.79% إلى 0.45%، وحساسية الأطعمة المعتمدة على IgE من 1.46% إلى 0.93%، أي ما يقارب النصف منذ تطبيق توصيات الإدخال المبكر.


- نصائح حديثة للآباء والأمهات


دفعت هذه النتائج الأطباء، إلى إعادة النظر في الإرشادات القديمة التي كانت توصي بتأخير إدخال الأطعمة المثيرة للحساسية إلى ما بعد السنة الأولى من عمر الطفل.
فبحسب بيان حديث صادر عن الجمعية الكندية لطب الأطفال، لا يوجد دليل علمي يثبت أن تأخير تقديم أي نوع من الطعام بعد عمر ستة أشهر يساعد على الوقاية من الحساسية.
بل على العكس، تشير الدراسات الحديثة، إلى أن التقديم المبكر قد يسهم في تقوية جهاز المناعة ويقلل من احتمالات التحسس مستقبلا.


- نصائح للأهل والمصابين


1. قراءة ملصقات الأطعمة بعناية والانتباه لأي مكونات قد تسبب الحساسية.
2. للأطفال ذوي المخاطر العالية، ينصح باستشارة الطبيب قبل إدخال أي طعام جديد.
3. حمل حقنة الأدرينالين الذاتية واستخدامها فورا عند حدوث تفاعل تحسسي شديد.
4. في المطاعم، التأكد من خلو الوجبات من الأطعمة المسببة للحساسية، وإبلاغ العاملين بحالة الطفل أو الشخص المصاب.
ورغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات، فإن الاتجاه الطبي الحديث يشجع على إدخال الأطعمة المحتملة للحساسية تدريجيا وتحت إشراف الطبيب؛ لما لذلك من أثر إيجابي في تدريب الجهاز المناعي منذ الصغر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك