دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى اعتماد حزمة من الإجراءات للحد بسرعة من اعتماد أوروبا على واردات المواد الخام من الصين.
وخلال فعالية "حوار برلين العالمي"، قالت فون دير لاين في العاصمة الألمانية اليوم السبت:" كلنا نعلم مدى أهمية العناصر الأرضية النادرة لصناعتنا – سواء تعلق الأمر بالسيارات أو أشباه الموصلات أو المعدات العسكرية".
وأضافت السياسية الألمانية المنتمية إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي، أن القيود التي أعلنتها الحكومة الصينية مؤخرًا على الصادرات تهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
ورأت أن من المتوقع أن تكون لها تأثيرات مباشرة على الشركات الأوروبية.
وقالت:" نركز على المدى القصير على إيجاد حلول مع نظرائنا الصينيين، لكننا مستعدون لاستخدام جميع الأدوات المتاحة لدينا للرد إذا لزم الأمر".
وشددت فون دير لاين، على أن الأمر يتطلب أيضًا حلولًا هيكلية شبيهة بتلك التي تم اتخاذها لإيجاد بديل لإمدادات الطاقة الروسية، مشيرة إلى أن أحد هذه الحلول يتمثل في إعادة التدوير لاسترجاع المواد الخام الثمينة.
وأوضحت فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي يعمل على زيادة الاستثمارات في المشاريع الاستراتيجية الخاصة بإنتاج ومعالجة المواد الخام المهمة داخل دول الاتحاد، إلى جانب تسريع عقد شراكات مع دول مثل أوكرانيا وأستراليا وكندا وكازاخستان وأوزبكستان وتشيلي وجرينلاند.
وذكرت فون دير لاين، أنه نظرا لأن البيئة الدولية تغيرت بالكامل، فإنه لم يعد من الممكن للاتحاد الأوروبي أن يتحرك بنفس الوتيرة التي كان يتحرك بها في السابق.
وقالت: "سواء تعلق الأمر بالطاقة أو المواد الخام أو الدفاع أو المجال الرقمي، على أوروبا أن تسعى إلى تحقيق استقلاليتها، والآن هو الوقت المناسب لذلك".
وخلال المؤتمر، حظي رينيه أوبرمان، رئيس مجلس الإشراف على شركة "إيرباص"، بتصفيق من الحاضرين بعد أن دعا كبار المديرين المشاركين في المؤتمر إلى عدم الاكتفاء بتوجيه اللوم إلى الساسة في بروكسل أو في بلدانهم.
وقال:"إذا لم نبادر نحن جميعًا في هذه القاعة – ونحن من الفئة الميسورة التي تتمتع بتعليم جيد ووضع مالي مريح – إلى دعم القيادات السياسية، فلن يحدث أي تغيير".
ورأى أوبرمان، أن الكثير من الأمور أصبحت على المحك في ظل التحديات الراهنة، وتساءل: "كيف يمكننا أن ننتظر من الناس العاديين الذين لا يملكون هذا المستوى المالي، ألا يصوتوا للمتطرفين من اليمين أو اليسار؟ وكيف يمكن أن نتوقع ذلك إذا لم تكن لديهم قيادة جيدة ولا قدوات صالحة؟".
وكشف أوبرمان، أن كثيرين من أفراد النخبة قالوا له إن لديهم منزلا ثانيا في جنوب أفريقيا أو كندا أو نيوزيلندا تحسبا لاحتمال تدهور الأوضاع في أوروبا أو ألمانيا أو برلين.
وتساءل غاضبا:"كيف لنا بحق السماء أن نتوقع من جنودنا أن يكونوا وقودا للمدافع وأن يقاتلوا من أجل حريتنا إذا ساءت الأوضاع، مقابل ثلاثة آلاف يورو شهريًا؟".
واختتم كلامه قائلا:"إذا كان هذا هو موقفنا نحن النخبة، فإن الأمر يثير في نفسي الغثيان".