البابا فرنسيس وكسر التقاليد: ما قصة اختياره بازيليكا سانتا ماريا ماجوري مثواه الأخير؟ - بوابة الشروق
السبت 26 أبريل 2025 10:45 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

البابا فرنسيس وكسر التقاليد: ما قصة اختياره بازيليكا سانتا ماريا ماجوري مثواه الأخير؟

هايدي صبري
نشر في: السبت 26 أبريل 2025 - 5:00 م | آخر تحديث: السبت 26 أبريل 2025 - 5:02 م

في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 3 قرون، اختار البابا فرنسيس أن يكسر التقاليد الفاتيكانية حتى بعد وفاته، مفضّلًا أن يرقد إلى الأبد في أحضان بازيليكا "سانتا ماريا ماجوري" العريقة بدلًا من القبو التقليدي لكنيسة القديس بطرس.

وذكرت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، أن قرار البابا فرنسيس يحمل بين طياته معاني البساطة والوفاء لروح التقشف التي لطالما ميّزت حبريته، ويطرح سؤالًا عميقًا: لماذا هذه الكنيسة بالذات، ولماذا الآن؟

وفقًا لوصيته الأخيرة، سيتم دفن البابا فرنسيس في بازيليكا "سانتا ماريا ماجوري" بروما، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ دفن البابا كليمنت التاسع عام 1669، لكن، لماذا قرر الحبر الأعظم كسر التقاليد؟.

في 12 أبريل الجاري، شوهد البابا فرنسيس يصلي في بازيليكا "سانتا ماريا ماجوري" بروما، عشية بدء احتفالات أسبوع الآلام.

وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أنه على مدى 12 عامًا قضاها على رأس الكنيسة الكاثوليكية، لم يتوقف البابا فرنسيس عن التأكيد على رغبته في تبني المزيد من البساطة والتقشف، ولو تطلّب الأمر الابتعاد عن الأعراف التقليدية، وظل هذا النهج يرافقه حتى في وصيته الأخيرة.

ففي وصية كتبها عام 2022 وكُشف عنها عقب وفاته يوم الاثنين، عبّر البابا فرنسيس عن رغبته في أن يُدفن في بازيليكا "سانتا ماريا ماجوري"، عوضًا عن القبو التقليدي لكنيسة القديس بطرس، في قرار غير مسبوق منذ أكثر من 3 قرون.

وصرّح البابا خلال مقابلة أجراها مع الفاتيكاني الإسباني خافيير مارتينيز-بروكال، نُشرت في كتابه "الخَلَف" (El Sucesor) الصادر عام 2024 قائلاً: "بعد تمثال ملكة السلام (السيدة العذراء)، يوجد تجويف صغير، وباب يؤدي إلى غرفة كانت تُخزن فيها الشمعدانات، عندما رأيتها، قلت لنفسي: "هذا هو المكان المناسب"، وبالفعل تجهيز المكان للدفن، وأكدوا لي أنه أصبح جاهزًا".

-كنيسة مكرسة للعذراء مريم


تقع بازيليكا "سانتا ماريا ماجوري" شامخةً فوق تلة الإسكويلين، وهي واحدة من بين 4 بازيليكات بابوية كبرى في روما.


يُذكر أن 7 باباوات دُفنوا فيها، وكان آخرهم البابا كليمنت التاسع عام 1669، كما اختارها العديد من الشخصيات الشهيرة مكانًا لراحتهم الأبدية، من أبرزهم المعماري والنحات الإيطالي الشهير برنيني، الملقب بـ"ميكيلانجيلو الثاني".

وتُعدّ هذه البازيليكا أقدم كنيسة رومانية كُرست للعذراء مريم، وهي البازيليكا الباليو، مسيحية الوحيدة في روما التي حافظت على هيكلها الأصلي، حيث تعود فسيفساء الممر الرئيسي وقوس النصر إلى عهد البابا سيكستوس الثالث "432–440"، كما تُعتبر هذه الكنيسة أكبر نصب ديني مكرس لمريم العذراء في العالم المسيحي الغربي.

وبحسب التقليد الكنسي، فقد ظهرت ملكة السلام في حلم للثري الروماني يوحنا وللبابا لايبر "352–366"، وطلبت منهما بناء كنيسة على تلة الإسكويلين تكريمًا لها، ورغم الجهود الأثرية المتعددة، لم يتم العثور على بقايا ذلك المعبد الأصلي.

وتم بناء البازيليكا الحالية حوالي عام 432 بأمر من البابا سيكستوس الثالث، وهي تحتضن أيقونة "خلاص الشعب الروماني" (Salus Populi Romani)، التي تُعدّ أهم أيقونة للعذراء مريم في الغرب المسيحي.


ويُقال إن هذه الأيقونة، المنسوبة للقديس لوقا الإنجيلي، تُصور مريم العذراء حاملة الطفل يسوع بين ذراعيها، كما يحتفظ الفاتيكان داخل البازيليكا بتابوت بلوري على هيئة مهد، يضم قطعًا من الخشب يُعتقد أنها من المزود الذي وُضع فيه الطفل يسوع.

-مكان صلاة البابا المفضل

وصرح البابا فرنسيس سابقًا للتلفزيون المكسيكي "NMás أرغب في أن أُدفن في "سانتا ماريا ماجوري، وبالرغم من أن قرار الدفن في هذه البازيليكا يُعدّ خرقًا واضحًا للتقاليد الفاتيكانية، إلا أنه لم يكن مفاجئًا بالكامل.

فرغم موقعها في قلب روما، فإن البازيليكا تتبع من الناحية الإدارية للكرسي الرسولي، وتديرها جماعة الإخوة الفرنسيسكان التابعين للطهارة، وهم يعيشون وفق تعاليم القديس فرنسيس الأسيزي، الذي اختار خورخي ماريو برجوليو اسمه تكريمًا له عند توليه منصب الحبر الأعظم.

علاوة على ذلك، لطالما أظهر البابا فرنسيس ارتباطًا عميقًا بالعذراء مريم، فعقب انتخابه في مارس 2013، كانت زيارته الأولى خارج الفاتيكان إلى بازيليكا "سانتا ماريا ماجوري" للصلاة، ومنذ ذلك الحين، دأب على التوجه إليها قبل كل رحلة خارجية وبعد عودته.

وفي مطلع عام 2024، أشرف البابا بنفسه على حفر قبره بالقرب من إحدى الأيقونات المريمية، واضعًا لمثواه الأخير طابع البساطة التي تميزت بها حياته، حيث طلب أن تكون القبر بلا زخارف، ولا يحمل سوى اسمه مكتوبًا باللاتينية: Franciscus.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك