في خطوة وُصفت بالتاريخية، وجه عبد الله أوجلان، الزعيم الكردي المسجون والمؤسس لحزب العمال الكردستاني، دعوة إلى جميع الجماعات المسلحة الكردية لإلقاء السلاح.
وأكد في تصريحه استعداده لتحمل "المسئولية التاريخية" عن هذه الخطوة، في إشارة إلى التزامه بإنهاء عقود من الصراع المسلح بين الأكراد والدولة التركية.
عقود من الصراع المسلح
تأسس حزب العمال الكردستاني (PKK) عام 1978 بزعامة أوجلان، وسعى منذ ذلك الحين إلى تحقيق الحكم الذاتي للأكراد في تركيا.
وفي عام 1984، أعلن الحزب الكفاح المسلح ضد الحكومة التركية، ما أدى إلى نزاع طويل الأمد راح ضحيته أكثر من 40 ألف شخص، بين قتلى وجرحى، وشهد عمليات تهجير ونزوح واسعة.
وعلى مدى العقود الماضية، شهد الصراع فترات تصعيد، كما حدث في التسعينيات، وكذلك محاولات للتهدئة، أبرزها مفاوضات السلام التي بدأت بين الحكومة التركية وأوجلان في عام 2013، لكنها انهارت عام 2015، ما أدى إلى تجدد القتال بين الجيش التركي والمقاتلين الأكراد.
أوجلان: زعيم كردي بين الثورة والمفاوضات
عبد الله أوجلان، المعروف بلقب "آبو"، اعتُقل في عام 1999 في عملية استخباراتية نفذتها تركيا بدعم من قوى دولية، ومنذ ذلك الحين يقبع في سجن إمرالي شديد الحراسة.
ورغم عزله شبه الكامل، لا يزال أوجلان يُعتبر الزعيم الروحي للحركة الكردية، وله تأثير كبير على أنصار حزب العمال الكردستاني.
وعلى مدار سنوات سجنه، تحوّل موقف أوجلان من زعيم ثوري يدعو للكفاح المسلح إلى داعية للسلام والمفاوضات السياسية.
وفي العديد من رسائله، دعا إلى حل سياسي للصراع الكردي - التركي، وهو ما يتماشى مع تصريحه الأخير حول ضرورة إلقاء السلاح.