قال مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة الدكتور محمد أبو عفش، إن الاحتلال الإسرائيلي طلب من كل المؤسسات الصحية والطبية والعاملين فيها الخروج الفوري من مدينة غزة التي تشهد عدوانا واسعا وغارات عنيفة في أنحائها كافة.
وأكد أبو عفش، لوكالة الأنباء القطرية، أن توقف المؤسسات الصحية في مدينة غزة، وخاصة الدولية منها، يعتبر ضربة كبيرة للنظام الصحي المنهك أصلاً في قطاع غزة من جراء القصف والتدمير والاستهداف الممنهج للمنظومة الصحية منذ بداية حرب الإبادة الجماعية.
وشدد على أن الإغاثة الطبية ستواصل عملها في مدينة غزة رغم تهديدات الاحتلال ومنع دخول الأدوية، موضحاً أن الاحتلال ارتكب جريمة مركبة عبر تدمير المقر الرئيسي للجمعية في شارع عمر المختار بحي الرمال وسط مدينة غزة، ومقر آخر لها في حي تل الهوى جنوبي المدينة.
وأوضح أن الاحتلال ارتكب ما يقارب 1600 حالة قتل لعاملين في المجالين الإنساني والطبي منذ بداية الحرب على غزة، داعياً إلى محاسبة الكيان الإسرائيلي على جرائمه بحق الكوادر والمؤسسات الطبية والعاملين فيها.
وأشار إلى أن القصف والاستهداف الإسرائيليين المكثفين شمالي قطاع غزة أجبرا أربعة مستشفيات على الإغلاق منذ بداية الشهر الجاري، والتوقف عن تقديم الخدمات لآلاف الجرحى والمرضى والمصابين الذين تتزايد أعدادهم شمالي القطاع بفعل العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال على مدينة غزة.
وأكد مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة أن أوامر الإخلاء والنزوح القسري، واستخدام القوة النارية المفرطة بالقصف الجوي والمدفعي، وتفجير المدرعات المفخخة بين الأحياء السكنية وتدميرها أثرت بشكل كامل على المرافق الصحية الأساسية في مدينة غزة، وأجبرت الكثير منها على الإخلاء، وما تبقى منها خرج فعلياً عن الخدمة؛ بسبب الحصار وصعوبة تحرك الكوادر والعاملين وتنقلهم، واستهداف المرافق أو محيطها بالقصف والغارات العنيفة.
وأوضح أبو عفش، أن ما يزيد عن 15 ألف مصاب ومريض بفعل العدوان بحاجة إلى إجلاء طبي وضمان تقديم العلاج والخدمات الطبية المناسبة، لكن عمليات الإجلاء تسير ببطء شديد جداً، ولا تفي بالغرض أمام الكم الهائل من المصابين خاصة مع توسع العدوان على مدينة غزة.
وطالب الجهات الدولية والأممية كافة بالعمل على وقف إطلاق النار في غزة، وضمان وصول غير مقيد لتتمكن الجهات الطبية المختصة من دعم ما تبقى من النظام الصحي ووقف الانهيار الشامل في منظومة الصحة.