في مشهد يفيض بالمشاعر المختلطة، توافدت عشرات الأسر السودانية إلى محطة رمسيس صباح اليوم الإثنين، استعدادًا لمغادرة مصر والعودة إلى السودان بعد أعوام قضوها على أرض مصر بحثا عن الأمان والاستقرار.
حقائب مثقلة بالتجارب، وأطفال يتشبثون بأيدي أمهاتهم، ونظرات وداع بين من غادروا وبين من تبقّوا في مصر، وعيون مخزنة بالدموع، فاليوم محطة رمسيس لم تكن مجرد ممر عبور، بل نقطة تحول لهؤلاء الأشقاء السودانيين، ليعودوا إلى أراضيهم من جديد.
قال موسى عمر أبو القاسم، أحد منظمي عملية تسهيل سفر السودانيين من مصر إلى وطنهم، ويبلغ من العمر 60 عامًا ومن أبناء الخرطوم، إن ترتيبات العودة تتم بالتنسيق مع المبادرة المُعلنة من هيئة الصناعات الدفاعية، حيث يُفتح باب التسجيل للراغبين في السفر، ثم يجري التواصل معهم لإعداد الكشوفات اللازمة، وإخطارهم بموعد التجمع في محطة رمسيس بالقاهرة في تمام الساعة الثامنة صباحا.
وأضاف أبو القاسم، في تصريحات لـ”الشروق”، أن “الأمور تسير بشكل منظم ومرتب، والجميع بحوزتهم تذاكر السفر”، مشيرا إلى أن المشاعر لدى السودانيين مختلطة؛ “فهم يشعرون بالفرح لعودتهم إلى الوطن، وفي الوقت نفسه يشعرون بالحزن لفراق مصر التي أحبوها، وارتبطوا بها وبأهلها”.
وأكد أن فراق مصر ليس بالأمر السهل بالنسبة للسودانيين، الذين وجدوا فيها وطنا ثانيا وشعبا أصيلا تعامل معهم بكل محبة واحترام، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة العودة إلى السودان، مضيفًا: “الوطن وطن، والأرض أرض، وهناك العيشة والحياة التي نعرفها”.
ووجّه أبو القاسم التحية لمصر وشعبها وللرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية، مؤكدا أن السودانيين لمسوا تقديرًا كبيرًا من القيادة المصرية، وقال: “شفنا من الرئيس السيسي كل خير، وكان حريصا دائما على مراعاة ظروف الشعب السوداني، ووجّه بالتعامل مع السودانيين باعتبارهم حالة خاصة نظرا لعلاقة الأخوة بين البلدين، وقد تعاملنا في مصر بكل طيبة وحب، لأنها في النهاية بلدنا التانية والبلدين شعب واحد”