قبلة وداع على جبين بارد.. أطفال رُضّع ولدوا تحت الحصار الإسرائيلي وانضموا إلى شهداء الجوع - بوابة الشروق
الأربعاء 30 يوليه 2025 2:45 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

قبلة وداع على جبين بارد.. أطفال رُضّع ولدوا تحت الحصار الإسرائيلي وانضموا إلى شهداء الجوع

غزة
غزة
غزة - الأناضول
نشر في: الثلاثاء 29 يوليه 2025 - 2:49 م | آخر تحديث: الثلاثاء 29 يوليه 2025 - 3:00 م

- والدة الطفل ياسمين النمس: بعد شهرين من انجاب طفلي تم اكتشاف إصابته بتضخم الكبد وتطلب خروجه للعلاج خارج غزة، لكن الحصار الإسرائيلي حال دون ذلك
- والد الطفل منعم أبو محسن: على العالم الالتفات لمعاناة الفلسطينيين في غزة، الذين يواجهون القتل والتجويع ونقص الرعاية الصحية في ظل الحصار

قبل خمسة أشهر، احتضنت الفلسطينية ياسمين النمس طفلها الأول عبد السلام أبو محسن، بعد سنوات من الانتظار والأمل، دون أن تدرك أن هذا الحضن سيكون قصير الأمد في قطاع غزة المنهك من الحصار والمثقل بحرب الإبادة الإسرائيلية.

ولد عبد السلام بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وسط ظروف إنسانية قاسية، وبدأ منذ أسابيعه الأولى يعاني من تضخم في الكبد، ما استدعى علاجا عاجلا وحليبا طبيا لم يكن متوفرا بمستشفيات القطاع المحاصر.

**معابر موصدة

حاولت عائلته، بكل ما أوتيت من جهد، تأمين العلاج والغذاء، ووجهت مناشدات متكررة للسماح بخروجه من غزة، لكن جميع المعابر بقيت موصدة في وجه الرضيع.

في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، لفظ الرضيع أنفاسه الأخيرة بعد أيام قضاها في غيبوبة مؤلمة، نتيجة غياب العلاج والحليب العلاجي لحالته، وسط حصار إسرائيلي خانق يحرم الأطفال من أبسط مقومات البقاء، في مشهد يتكرر يوميا في القطاع.

في تلك اللحظة، خيمت على عائلته الصدمة والحسرة بعد العجز والانتظار الطويل في البحث عن دواء وحليب، واستقبلت والدته ووالده نبأ وفاة فلذة كبدهما، وطفلهما الوحيد، بالدموع.

وفي أروقة المستشفى، احتضنت الأم جسده الصغير للمرة الأخيرة، وطبعت قبلة وداع على جبينه البارد، وكأنها تحاول أن تزرع فيه الحياة، قبل أن يصلى عليه ويوارى الثرى في تراب خان يونس.

**موت جماعي يقترب

والسبت، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع جراء نفاد الحليب والمكملات الغذائية في ظل استمرار سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل والتي تتزامن مع حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرا.

وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الاثنين نحو 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر 2023.

وقالت والدته ياسمين النمس للأناضول: "بعد شهرين من ولادته، تم اكتشاف مرضه، وتطلب خروجه للعلاج خارج غزة، لكن الحصار الإسرائيلي حال دون ذلك جراء إغلاق المعابر".

وتابعت: "خلال تلك المدة كان يتعذب، وكنت أناشد كل العالم، لكن دون استجابة، ما دفعه للموت"، مضيفة: "ذهبت لأدفن فلذة كبدي وابني الوحيد".

وشرحت الأم مأساة الأيام الأخيرة لطفلها قائلة: "كان مرضه بسيطا، لكن حالته تدهورت بسبب عدم توفر علاج بغزة و أصبح عمره 5 شهور، لكن نقص العلاج والحليب تسبب في وفاته".

وأضافت: "كنت أبحث عن حليب علاجي قبل أسبوع، لكنه غير متوفر بالقطاع بسبب الحصار، ما تسبب بدخوله في غيبوبة، وأصبح يعيش على أجهزة التنفس الاصطناعي".

من جهته، أوضح والد الطفل، منعم أبو محسن، لمراسل الأناضول، أن طفله كان يعاني من تضخم بالكبد، وكانت هناك إمكانية لنقله للعلاج خارج غزة، غير أن الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر حالا دون ذلك.

وأشار إلى أنه توجه بمناشدات متكررة إلى منظمة الصحة العالمية، دون أن يتلقى أي استجابة تذكر.

ودعا أبو محسن المجتمع الدولي إلى الالتفات لمعاناة الفلسطينيين في غزة، الذين يواجهون القتل والتجويع ونقص الرعاية الصحية في ظل الحصار المتواصل.

**مأساة تتسع

وتحذر منظمات أممية ومؤسسات محلية من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل.

ومنذ 2 مارس الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك