- لا يمكن تقديم أجزاء جديدة من «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» و«فيلم ثقافى»
قال الفنان فتحى عبد الوهاب إنه سيقدم جزءًا جديدًا من مسلسل «المداح»، الذى جسد فيه دور عفريت فى الجزء الرابع منه، مشيرا إلى أنه يعتز دائما بالأدوار التى تتطلب مواصفات خاصة.
وأضاف أن هناك منهجين فى التمثيل الأول يعتمد على الوجدان والثانى يعتمد على العقل ويقترن بتكنيك وحرفية غيرعادية، واستخدمه نجوم كبار فى تاريخنا من بينهم نور الشريف ود. يحيى الفخرانى، بينما كان الفنان أحمد زكى يستخدم المنهج الآخر، وهناك نماذج أخرى لممثلين جمعوا بين المنهجين مثل ميريل ستريب والسندريلا سعاد حسنى، لافتا إلى أنه بالنسبة له الشخصية التى سيلعبها هى التى تفرض اختيار المنهج الذى سيعتمده فى تقديمها.
وأضاف فتحى عبد الوهاب عن أساليب الأداء التمثيلى وكيفية تجسيد الشخصيات، أن هناك فارقا بين أن يؤدى الممثل الشخصية أو أن يكون هو الشخصية، وذلك يرجع إلى الكثير من الأمور، أهمها الخبرة الحياتية، مشيرا الى أنه عندما شارك فى فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» فى بداياته الفنية كان يمثل الشخصية ولم يكن شخصيته، بينما مع شخصية حمزة الحناوى فى مسلسل «لمس أكتاف» تحول إلى الشخصية ولم يكن مجرد مؤد لها، مضيفا أن لديه قناعة أن هناك شيئا مهما جدا يصنع الفارق، وهو أنه كلما كان الإنسان حقيقيا فى حياته بالضرورة سيكون حقيقيا فى عمله، وكلما كانت تجاربنا الإنسانية العادية التى يعيشها أى إنسان حقيقية بداخلنا فهى تساعد الممثل على التعبير بشكل حقيقى، لذلك لا يمكن لشخص كذاب ومنافق و«فهلوى» أن نجده ممثل صادق.
وأشارعبدالوهاب خلال «ماستر كلاس» استضافة مسرح الريحانى ضمن فعاليات مهرجان إيزيس لمسرح المرأة، بحضور رئيسة المهرجان الممثلة والمخرجة عبير لطفى، والفنان أشرف عبد الباقى، إلى أن المخرج دوره أهم من الممثل ولولا المخرج المتميز الذى يرى العمل ككل، لما رأينا الشخصيات الخالدة التى وجدناها على مدار التاريخ الفنى، لأنه لا يوجد ممثل يعمل بمفرده مهما بلغت براعته، المخرج هو الذى يجعل من الممثل إما أداة توصيل جيدة أو رديئة، مشيرة إلى أنه كان محظوظا فى بداياته الفنية بالعمل مع مخرجين متميزين تعلم منهم الكثير، وأصبح يقيس عليهم بعد ذلك جودة المخرج الذى سيعمل معه.
وأكد عبد الوهاب أن السؤال عن أجزاء جديدة من أفلام شارك فيها من قبل سواء «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» أو «سهر الليالى» أو «فيلم ثقافى» هو سؤال إنتاجى يوجه للمنتج والمخرج والمؤلف، بينما بالنسبة له يرى أنه من الصعب جدا تقديمها، مرجعا السبب إلى الظرف الموضوعى، والذى يعنى أن التيمة الدرامية أو العمل تم طرحه فى وقت ما وفى حالة ثقافية واقتصادية وسينمائية واجتماعية ودينية معينة، مشيرا إلى أنه على الرغم من نجاح «فيلم ثقافى» تليفزيونيا إلا أنه لم يحقق نجاحا على المستوى التجارى فى صالات العرض السينمائى، لأن البعض ظن فيه أشياء غير حقيقية، بالاضافة إلى أن عرضه تزامن مع ظروف سياسية صعبة مثل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مؤكدا أن نجاح الفيلم تجاريا أيا كان نوعه دائما يعتمد على الظروف المحيطة عند طرحه.
وأكد فتحى عبد الوهاب أن الفرق بين التمثيل فى المسرح والسينما والتليفزيون فى التكنيك فقط، الفكرة أيضًا فى المسرح متعلقة بالتجهيزات واستخدام الممثل لصوت بطبقة مُعينة تجعل آخر ممثل فى القاعة يسمعه وكأنه يتحدث فى المايك، فرق تقنى وتجهيزات ليس إلا.
واستكمل عبد الوهاب: للأسف هناك مخرجو سينما ودراما تليفزيونية، المسرح عندهم هو «مسرح الأبيض وأسود»، ولا يذهبون لرؤية مسرحيات، وآخرين علاقتهم بالمسرح مسرحية «إلا خمسة»، فالصورة عندهم عن المسرح أن ممثل المسرح يتحدث ويتحرك ويُمثل بشكل مُبالغ فيه، ولكن المخرج يجب أن يكون حريصا، على أن يشاهد أى تجربة جديدة تُقدّم، وخاصة المسرح، سواء مسرح مستقل أو مسرح دولة أو مسرح خاص، مثل المخرجين كريم الشناوى وهانى خليفة، واللذين يحرصان على مشاهدة العديد من التجارب المسرحية الناجحة.
وأكد فتحى عبدالوهاب على أن الفن المصرى قادر على المنافسة ولا يقل جودة عن الأعمال التى تصلنا من الخارج، مشيرا الى أن كل صناعة تمر بمراحل صعود وهبوط وكى تنجح لابد ان تهبط فى مرحلة ما، مشددا على ان الريادة الفنية ستظل لمصر لأنه من المستحيل محو ما تم بناؤه على مدار أكثر من 130 عاما، تاريخ فنى ثرى سواء فى المسرح أو السينما أو الموسيقى والغناء.