محمد عوض يحذر من المسخ المعماري ويدعو لفتح مقابر الشاطبي والحضرة أمام الزوار - بوابة الشروق
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 6:44 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

محمد عوض يحذر من المسخ المعماري ويدعو لفتح مقابر الشاطبي والحضرة أمام الزوار

المعماري والمؤرخ السكندري الدكتور محمد عوض
المعماري والمؤرخ السكندري الدكتور محمد عوض
هدى الساعاتي
نشر في: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 5:25 م | آخر تحديث: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 5:25 م

- ندوة بمسرح المعهد الفرنسي ضمن فعاليات أيام التراث السكندري


شدد المعماري والمؤرخ السكندري الدكتور محمد عوض على ضرورة الحفاظ على التراث السكندري المهدد بالاندثار، محذرا مما أسماه بـ "المسخ المعماري" الذي تتعرض له المدينة نتيجة غياب الإدارة التخصصية وزيادة الكثافة السكانية، وهو ما أفقد الإسكندرية الكثير من ملامحها الأصيلة.

وأكد عوض خلال ندوة استضافها مسرح المعهد الفرنسي بالإسكندرية ضمن فعاليات أيام التراث السكندري، وأدارها توما فوشيه مدير مركز الدراسات السكندري الفرنسي، أن الإسكندرية تمتلك "DNA خاص" يجعلها مختلفة عن باقي المدن المصرية، ليس فقط في عمارتها، بل في تاريخها الاجتماعي والثقافي.

وأضاف أن التراث السكندري لا يقتصر على المباني التاريخية، بل يشمل أيضاً المقابر والمناطق التراثية التي تحمل شواهد تاريخية لا تقدر بثمن، مشيراً إلى أهمية مقابر الشاطبي و الحضرة التي تضم طبقات من تاريخ المدينة المتعاقب، وداعيا إلى فتحها أمام الزوار والباحثين للاستفادة منها سياحياً وثقافياً قائلاً: "لدينا مقابر تكشف تاريخ المدينة العميق، لكنها مغلقة و مهملة، و يجب أن تتحول إلى مواقع للزيارة والتعلم، وليس إلى أماكن منسية".

وتحدث عوض عن التحولات العمرانية والاجتماعية التي شهدتها أحياء الإسكندرية، موضحا أن منطقة محرم بك كانت في الماضي حيا راقيا تسكنه العائلات اليهودية، بينما استقرت العائلات المصرية على جانبي ترعة المحمودية وسط مساحات واسعة من الأشجار والخضرة، قبل أن تتغير ملامح المكان مع السنوات.

كما تناول تاريخ العلاقات المصرية الفرنسية من منظور معماري وثقافي، مشيراً إلى أن الوجود الفرنسي في الإسكندرية لم يبدأ مع الحملة الفرنسية، بل سبقها بقرون؛ حيث شهدت المدينة أول فندق للفرنسيين في مصر، وأول قنصلية فرنسية في العالم عام 1563 تقريباً، وتطرق إلى انتقال رموز من الحضارة المصرية إلى أوروبا، موضحاً أن اسم "باريس" يُقال إنه مشتق من عبارة "بار إيزيس" بمعنى "بجوار معبد إيزيس".

وأوضح عوض أن الحملة الفرنسية، رغم مقاومتها الشعبية، جاءت بعلماء وثقافة، فأصدروا كتاب "وصف مصر" عام 1805، وبرز اكتشاف حجر رشيد الذي حاول العلماء الفرنسيون نقله إلى باريس قبل أن يستولي عليه الإنجليز. وكشف عن دور الراهب المصري "شفتشي" في تعليم شامبليون اللغة القبطية، الأمر الذي ساعده على فك رموز حجر رشيد.

وتطرق أيضا إلى عصر محمد علي، الذي أسس قواعد الإدارة الحضرية الحديثة في الإسكندرية، فأنشأ قصر رأس التين، وظهر مجلس بلدية الإسكندرية والمحاكم المختلطة، كما مثلت بورصة الأوراق المالية في ميناء البصل قوة دفع لتجارة البحر المتوسط.

واختتم الدكتور محمد عوض حديثه مؤكدا أن الحملة الفرنسية لم تُجهض نهضة كانت قائمة، بل ساهمت في تأسيس نهضة مصر الحديثة من خلال البعثات العلمية، وإنشاء مدارس الحقوق والهندسة، ودعم الفكر التجديدي بقيادة الإمام محمد عبده، بالإضافة إلى أن رموزا وطنية درست في فرنسا مثل مصطفى كامل وسعد زغلول ومحمد فريد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك