من بردية إيبرس إلى قاعات المتحف الكبير.. أسرار أول طب في التاريخ على أرض مصر - بوابة الشروق
الأحد 2 نوفمبر 2025 12:33 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

من بردية إيبرس إلى قاعات المتحف الكبير.. أسرار أول طب في التاريخ على أرض مصر

هدى الساعاتي
نشر في: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 9:09 م | آخر تحديث: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 9:09 م

صرحت الدكتورة ميرفت السيد، مدير المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة بالإسكندرية، أنه مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير أمام العالم، فإن المتحف لا يفتح أبوابه لعرض آثار جامدة، بل يعيد إحياء قصة الطب المصري الذي سبق الإنسانية بآلاف السنين.

وأوضحت أن المصري القديم لم يكن فقط باني حضارة، بل كان أول من آمن بأن الصحة أساس الحياة، وأن الطب علم يقوم على التجربة والمعرفة والتوثيق العلمي.

وأضافت أن بردية إيبرس الطبية التي تعود إلى عام 1550 قبل الميلاد تتضمن أكثر من سبعمائة وصفة علاجية لأمراض الجسد والجلد والأسنان والعين، واستخدم فيها الطبيب الفرعوني العسل كمضاد للبكتيريا، والبصل والثوم لدعم المناعة، وزيت الخروع كملين طبيعي، مؤكدة أن كثيرًا من هذه الوصفات تتقاطع اليوم مع مبادئ الطب الحديث وممارسات الوقاية والعلاج.

وأشارت السيد في بيان اليوم الجمعة إلى بردية سميث الجراحية، التي تعد أقدم وثيقة جراحية في العالم، والتي تظهر دقة الطبيب المصري في تشخيص الكسور وتحديد إمكانية العلاج أو عدمه بطريقة تشبه بروتوكولات الطوارئ في المستشفيات الحديثة، مما يؤكد أن المصري القديم مارس الطب المبني على الأدلة قبل آلاف السنين.

ولفتت إلى أن مصر الفرعونية كرّمت الأطباء منذ فجر الحضارة، فـ«إمحوتب» يعد أول طبيب معروف في التاريخ وأول من أسس معبدًا للعلاج في سقارة، كما تعد «بسشيت» أول طبيبة نساء موثقة في التاريخ، ما يعكس تمكين المرأة في مجال الطب منذ آلاف السنين.

وأوضحت ميرفت السيد أن المتحف المصري الكبير سيعرض أدوات الطب الفرعوني مثل المشارط البرونزية والأواني الحجرية لحفظ الوصفات العشبية والأدوات المستخدمة في التحنيط، مشيرة إلى أن التحنيط كان علمًا لحفظ الجسد ومعرفة بوظائف الأعضاء واستخدام مواد مطهرة كالملح والزيوت العطرية.

وأكدت أن المصري القديم اهتم بالنظافة الشخصية والتغذية السليمة والوقاية من العدوى، وهي نفس المبادئ التي تقوم عليها الصحة العامة في العصر الحديث، فشعار «الوقاية خير من العلاج» ليس حديثًا بل هو موروث فرعوني أصيل.

واختتمت قائلة إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس احتفالًا بالماضي فقط، بل رسالة إلى العالم بأن مصر كانت مهد الطب وستظل منارته، وأن الروشتة التي بدأت على ورق البردي لا تزال تكتب اليوم في مبادرات الصحة الحديثة التي تضع الإنسان في قلب الاهتمام.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك