خالدة جرار معارضة للنظام - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:56 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خالدة جرار معارضة للنظام

نشر فى : الجمعة 5 يناير 2018 - 8:55 م | آخر تحديث : الجمعة 5 يناير 2018 - 8:55 م
يجب أن نسمى الولد باسمه.. الفلسطينيون وحفنة من الإسرائيليين الذين يناضلون ضد الاحتلال هم معارضون للنظام هكذا يجب أن نسميهم. إنهم منشقون معارضون للنظام القائم، هم معارضون للنظام مثل كل الذين ثاروا ضد حكم استبدادى. وهم يستحقون الاحترام والتقدير مثل الذى شعرنا به تجاه منشقين آخرين فى التاريخ، من نيلسون مانديلا إلى أندريه ساخاروف، ومن ليخ فالنسا إلى نتان شارنسكى. إن النظام الذى يناضل هؤلاء ضده ويدعون إلى سقوطه، ليس أقل وحشية من الأنظمة الاستبدادية التى ثار ضدها المنشقون الأكثر شهرة فى العالم. ليس لهذا النظام أى صلة بالديمقراطية التى تتباهى إسرائيل بها ويشيد العالم بها، وكيف يمكن أساسا اعتبار إسرائيل دولة ديمقراطية إذا كان هذا ما يحدث فى باحتها الخلفية؟ 

خالدة جرار هى معارضة للنظام. ويثبت رد فعله حيالها كم هو نظام ديكتاتورى لا روادع له. هى عضو فى البرلمان الفلسطينى، فى الـ54 من عمرها، أم لفتاتين، نائبة انتُخبت فى انتخابات ديمقراطية، ترسَل إلى السجن مرة تلو المرة، وبصورة عامة من دون محاكمة، لم تقتل جرار ذبابة فى حياتها، ولم تسِئ إلى إنسان. هى ناشطة سياسية، وتعرف ذلك أيضا الأجهزة الظلامية المسئولة عن سجنها، لكن جرار معارضة صلبة لذلك فإن مكانها فى السجن، مع محاكمة أو بالأساس من دون محاكمة. 

هكذا تتصرف الأنظمة الاستبدادية التى تدافع عن بقائها. روسيا بوتين أو تركيا أردوغان، إيران، والصين أو كوريا الشمالية، تضع معارضى النظام فى السجن. إن اعتقال جرار وضع إسرائيل فى المكان عينه معهم، وجعلها تبدو فى صورة مختلفة عن صورتها. الديمقراطية الوحيدة ــ كلام تافه. لا يوجد شىء كهذا ــ ديمقراطية ترسل نوابا إلى السجن بسبب نشاطهم السياسى، وتعتقل مئات الناس من دون محاكمة، ونظام يسجن نوابا من دون محاكمة هو نظام ديكتاتورى. 

إن النظام الذى يطلق النار على المتظاهرين هو أيضا نظام غير ديمقراطى. وأى نظام أطلق النار على المتظاهرين أكثر من إسرائيل خلال الـ50 سنة الأخيرة؟ فى شارع روتشيلد التظاهر مسموح، بينما فى وادى عاره يطلقون النار على المتظاهرين فى النبى صالح يطلقون النار دائما وهناك قتلى وجرحى بينهم أطفال، كما فى إيران. التقارير عن التظاهرات فى المناطق «المحتلة» فى وسائل الإعلام الحر فى إسرائيل، بالطبع حر، مشوهة ودعائية يسمونها «أعمال شغب». «اضطرابات». من دون كلمة واحدة عن الأهداف وعن علاقتها بما يجرى. ليس هناك كلمة واحدة عن إطلاق نار وحشى من جانب قناص فى الجيش الإسرائيلى على رأس متظاهر مقطوع الأرجل كان على كرسى متحرك، حمل علم شعبه بالقرب من الجدار الذى يسجن بلده. وليس هناك كلمة واحدة عن اعتقال جرار.

قمة الوقاحة كان تعليق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على التظاهرات فى إيران: «إيرانيون شجعان يندفعون إلى الشوارع يطمحون إلى الحرية والعدالة والحريات الأساسية التى حرموا منها عشرات السنين». ألم يرتجف صوته عندما قال هذا الكلام؟ وكيف لم ترتجف يده عندما كتبه؟ ما الفارق بين طهران والنبى صالح؟ وما الفارق بين معارض للنظام فى طهران وبين عضو البرلمان جرار؟ هل الفلسطينيون الذين يشاركون أسبوعيا فى مسيرات احتجاج ضد جدار الفصل هم أقل شجاعة من المتظاهرين الإيرانيين؟ وأقل صدقا؟ وهل الذين يُطلق عليهم النار أقل وحشية وأكثر ديمقراطية؟ النضال هو من أجل القيم عينها، ومن أجل ما وصفه نتنياهو بـ«الحريات الأساسية التى حرموا منها عشرات السنين». ومن حُرم حقوقه أكثر من أبناء الشعب الفلسطينى.

إيرانيون وفلسطينيون يريدون الحرية بكل بساطة. قوات الأمن الإيرانية والإسرائيلية تطلق عليهم النار وتعتقلهم بكل بساطة وهذا ما يفعله كل نظام استبدادى بمعارضيه. 

جدعون ليفى - محلل سياسى
هاآرتس 
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

 

التعليقات