التوصل لاتفاق نووى جديد قد يثير قلقًا عميقًا فى إسرائيل - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 18 أبريل 2025 1:09 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

التوصل لاتفاق نووى جديد قد يثير قلقًا عميقًا فى إسرائيل

نشر فى : الأربعاء 9 أبريل 2025 - 8:55 م | آخر تحديث : الأربعاء 9 أبريل 2025 - 8:55 م

كانت والدتى تقول، وهى المُعالجة العائلية المخضرمة: «المشكلة الظاهرية ليست هى المشكلة الحقيقية». أى إن الأمور التى تبدو أكثر إلحاحًا تُستخدم أحيانًا كثيرة للتغطية على مشكلة أعمق وأكثر تهديدًا. كذلك هى القمة الطارئة التى عُقدت بسرعة بين الرئيس ترامب ورئيس الحكومة نتنياهو.

 

 

كانت المشكلة الظاهرية الرسوم التجارية التى فرضتها الولايات المتحدة على إسرائيل. صحيح أنها مشكلة خطِرة ويمكن أن تؤدى إلى خسارة إسرائيل أكثر من مليارَى دولار فى مرحلة لا يمكن أن تسمح لنفسها بمثل هذه الخسائر. مع ذلك، فإن الرسوم لم تكن هى السبب الذى سارع نتنياهو إلى واشنطن من أجله، المشكلة الحقيقية هى إيران.
خلال المؤتمر الصحفى المشترك للزعيمين يوم الإثنين الماضى فى المكتب البيضاوى، فاجأ ترامب ضيفه بإعلان قصير: «نحن نُجرى محادثات مباشرة مع إيران». من المهم الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكى لم يخفِ قط رغبته فى إجراء محادثات مع إيران. وفى الواقع، فور عودته إلى البيت الأبيض فى يناير الماضى، بعث برسالة إلى المرشد الأعلى فى إيران على الخامنئى، دعاه فيها الى المحادثات من جديد. لكن ترامب كشف الآن أن المحادثات فى ذروتها، وأعلن أنه سيُعقد اجتماع كبير جدًا يوم السبت المقبل، والأكثر إثارةً للمفاجأة أن هذه المحادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.
هذه الخطوة لم يجرؤ على القيام بها الرئيس بايدن الذى كان يأمل بإعادة إحياء اتفاق سنة 2015. لقد امتنع طاقم بايدن للمفاوضات من الاجتماع مباشرة بالإيرانيين، واستعان بالوسطاء لنقل الرسائل.
من شبه المرجح أن إسرائيل كان تعلم بهذه المحادثات المباشرة، ولم يقف نتنياهو ضدها علنًا فى تصريحاته فى المكتب البيضاوى. مع ذلك، فإن احتمال التوصل إلى اتفاق نووى جديد يثير قلقًا عميقًا فى القدس. والأسئلة المركزية هي: كم ستستغرق المحادثات من وقت؟ وما هدفها النهائى؟ هل الهدف هو التوصل إلى اتفاق يكون أفضل قليلًا من الاتفاق الموقّع فى سنة 2015، ويكتفى بتجميد موقت للبرنامج النووى الإيرانى؟ وفى النهاية، ما موقف الولايات المتحدة إذا فشلت المحادثات؟
هذه الأسئلة ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى أمن إسرائيل. الإيرانيون خبراء فى المفاوضات، ومن المؤكد أنهم سيحاولون تمديدها أطول وقت ممكن من أجل إفساح المجال أمام روسيا لترميم وتحسين منظومات دفاعاتهم الجوية التى دمرها سلاح الجو الإسرائيلى. ومن المحتمل أن يوافقوا على اتفاق أفضل قليلًا من اتفاق سنة 2015، لكنهم سيحتفظون بالبنية التحتية النووية، وبمفاعلاتهم. وسيطالبون برفع العقوبات القاسية التى فرضها ترامب من جديد، وإلغاء التهديد العسكرى المؤكد الذى أُعيدَ طرحه على الطاولة.
وبينما تعمل إسرائيل على حلّ المشكلة الظاهرة للعيان بشأن الرسوم، عليها أن تركز على الحصول على أجوبة عن المشكلة الحقيقة: تجدّد المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران. يجب علينا الحصول على ضمانات واضحة بشأن المحادثات وأهدافها النهائية. ويجب أن نوضح أن الاتفاق الوحيد الذى تقبله إسرائيل هو الذى سيفكك البنية التحتية النووية الإيرانية، لا الذى يجمّدها فقط.
وحده مثل هذا الاتفاق يمكن أن يضمن المصالح الأمنية الحيوية لإسرائيل، ويعزز الإنجازات العسكرية التى حققتها فى المنطقة. ويجب التشديد على أن هذا الاتفاق وحده يخدم مصالح إسرائيل والشرق الأوسط كله، وأيضًا مصالح الولايات المتحدة نفسها.

 

ميخائيل أورن
يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات