الإخفاق الإسرائيلى فى الشرق الأوسط - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 6:00 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإخفاق الإسرائيلى فى الشرق الأوسط

نشر فى : الجمعة 15 سبتمبر 2017 - 10:20 م | آخر تحديث : الجمعة 15 سبتمبر 2017 - 10:20 م
نافذة الفرصة التى انفتحت أمام إسرائيل، والتى تتيح لها أن تكون شريكا فى ائتلاف عربى ــ سنى فى مواجهة خطر التمدد الإيرانى فى سوريا أولا ثم فى الشرق الأوسط، قد أغلقت.

إن الإنجاز السياسى ــ العسكرى الذى حققته روسيا التى نجحت فى تثبيت نظام الأسد، والتمدد الإيرانى نحو المعاقل التى هجرها تنظيم داعش فى سوريا، دفعا العالم العربى ــ السنى إلى إعادة التفكير بكل ما له صلة بعلاقته بالأسد. وتتحدث تقارير علنية عن جهود أردنية للتوصل إلى تفاهمات مع نظام الأسد لتشمل، بين أمور أخرى، مثلا، إعادة فتح المعابر الكبرى بين الأردن وسوريا لأغراض التجارة، بالإضافة إلى استئناف التفاهمات الاستخباراتية بين الدولتين. وهذا أحد انعكاسات الإخفاق الكبير لإسرائيل وللائتلاف الغربى فى سوريا برئاسة الولايات المتحدة.

لكن ليست دولا فقط تبحث عن طريق يوصلها إلى نظام الأسد المؤيد لإيران. فقد تحدث رئيس الشاباك نداف أرغمان هذا الأسبوع فى جلسة الحكومة عن توثيق العلاقات بين إيران وحزب الله و«حماس»، وهذه خطوة يمكن أن تكون لها انعكاسات أمنية بعيدة المدى. وفى الحقيقة، عرفت علاقة الذراع العسكرية فى «حماس» مع حزب الله وإيران صعودا وهبوطا، لكنها لم تنقطع أبدا. لكن حاليا، وعلى خلفية إنجازات إيران فى سورية، تسعى «حماس» فى غزة إلى الانضمام إلى «القوى القيادية الجديدة» فى الشرق الأوسط، وتسمح قيادة الحركة لنفسها بإعلان تأييدها للأسد وللترتيب الجديد الذى قرره الروس والإيرانيون فى سورية. فى مطلع هذا الشهر أعلن زعيم «حماس» فى غزة يحيى السنوار أن علاقة الحركة بإيران لم تعد فقط إلى مسارها بعد سنوات من الصعوبات، بل هى أصبحت أفضل بكثير. وأضاف أن إيران هى اليوم أهم مؤيد للذراع العسكرية فى «حماس».

بالفعل، ووفقا لتقارير أجنبية، تحول إيران نحو 70 مليون دولار سنويا إلى الذراع العسكرية لـ«حماس» فى غزة، وهى تقدم للحركة مساعدة لوجستية وتقنية أيضا. كما يقصد أعضاء «حماس» إيران ودولا أخرى حيث يحصلون على التدريب العسكرى من جانب مدربين إيرانيين. ووفقا للسنوار، فإن هذه العلاقات تتوثق أكثر فأكثر.

إن العلاقة بين «حماس» فى غزة وبين الإيرانيين وحزب الله ليست علاقة طبيعية ولا تقع على خلفية ناضجة. فالرأى العام فى غزة الذى يتابع بقلق العمليات الشيعية ضد السنة فى العراق معاد لإيران، لكن فشل السياسة الأمريكية فى سوريا وتراجع نفوذ الغرب فى الساحة يجبران دول المنطقة، وكذلك تنظيمات مثل «حماس»، على الارتماء فى أحضان إيران أو على الأقل محاولة التحاور معها. 

إن الذى يقود التقارب بين «حماس» وإيران وحزب الله هو رئيس فرع «حماس» فى لبنان صلاح العارورى الذى يعتبر المسئول العسكرى عن إرهاب «حماس» فى الضفة، وهو مقرب من خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسى للحركة، ويشكل الرجلان معارضة لقيادة «حماس» فى غزة برئاسة السنوار. وبرز الخلاف بين الطرفين خلال المؤتمر المنعقد فى القاهرة الذى يشارك فيه أكثر من 20 عضو قيادة فى «حماس». وبينما يشد السنوار فى اتجاه الاعتماد على مصر واتحاد الإمارات، يضغط العارورى ومؤيدوه فى اتجاه الاعتماد على تركيا وقطر وإيران. وأى عودة لـ«حماس» إلى أحضان إيران ستحدث على حساب مصر وستشكل بالتالى انتصارا للمعارضة برئاسة مشعل. ويطالب العارورى حاليا بمنصب نائب إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لـ«حماس».

لم يكن لإسرائيل أدوات، فى الأساس، سياسية لمحاولة التأثير فى ما يحدث فى سورية. لقد اضطرت إلى الموافقة على الائتلاف الأميركى المخيب للأمل. وحاليا بعد خمس سنوات وبعد تمركز الإيرانيين فى سورية بموافقة ائتلاف عربى ــ سنى، هى تسعى إلى تدارك ما يمكن تداركه.

مع الأسف، لقد كان أمام إسرائيل فرصة جيدة للتوصل إلى قاسم مشترك مع دول سنية فى المنطقة بشأن مستقبل الشرق الأوسط ووضعها فيه، بما فى ذلك حل متفق عليه للمشكلة الفلسطينية بالاتفاق مع الدول السنية المؤثرة. لكن هذا الأمر ضاع على الطريق. فهناك من انتظر وقتا طويلا، ولعب مع السعوديين والأردنيين، وكان واثقا بأن «المعجزة» فى سوريا ستستمر وقتا أطول. لكن الأسد لم يسقط، وازدادت قوة الإيرانيين وحزب الله، وبذلك تكون إسرائيل سجلت لنفسها فشلا سياسيا آخر.

يديعوت أحرونوت
أليكس فيشمان
التعليقات