ترأس الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، اجتماع الجمعية العمومية السادسة والثمانين لشركة الجسر العربي للملاحة، وذلك تزامنا مع انطلاق الدورة السادسة من معرض ومؤتمر النقل الذكي واللوجستيات والصناعة "TransMEA 2025"، واجتماع المكتب التنفيذي لوزراء النقل العرب.
وشارك في الاجتماع نضال القطامين وزير النقل الأردني، وحازم الحفاظي ممثلا عن الأستاذ رزاق السعداوي وزير النقل العراقي.
في بداية الاجتماع، قدم عدنان العبادلة، مدير عام شركة الجسر العربي للملاحة، عرضا تفصيليا حول خطط عمل الشركة لعام 2026، والتي تأتي استكمالا لمسيرة التطوير والتحديث والتوسع في أعمال الشركة، وتنويع أنشطتها بما يعكس المكانة المرموقة التي وصلت إليها في صناعة النقل البحري.
وأوضح، بحسب بيان الوزارة اليوم الأحد، أن الخطط تشمل مجموعة من المشروعات الاستراتيجية والاستثمارية في البنية التحتية والفوقية، بما يخدم مصالح الدول المؤسسة (مصر – الأردن – العراق)، ويساهم في رفع جودة الخدمات وتنوع مصادر الدخل.
وأشار العبادلة إلى أن استراتيجية الشركة للسنوات المقبلة تقوم على محورين رئيسيين:
الأول هو تطوير البنية التحتية البحرية من خلال مشاريع استراتيجية مثل مشروع إنشاء ترسانة لبناء وصيانة السفن في سفاجا، ومشروع تطوير محطة الركاب في ميناء العقبة بالتعاون مع شركة تطوير العقبة، ودراسة الاستثمار في تطوير منشأة لصيانة القوارب السياحية والخاصة في شرم الشيخ بالشراكة مع هيئة موانئ البحر الأحمر، إلى جانب إطلاق مبادرات جديدة لربط الموانئ العربية في البحر الأحمر ضمن منظومة متكاملة للنقل والسياحة البحرية.
أما المحور الثاني، فيتمثل في تحديث وتوسيع أسطول الشركة عبر برنامج شامل لتطوير السفن القائمة ورفع كفاءتها التشغيلية، بالإضافة إلى إدخال أنواع جديدة من الوحدات البحرية مثل بواخر الحاويات الصغيرة وبواخر البضائع العامة، بما يواكب متطلبات السوق ويُسهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز مرونة التشغيل.
وبيّن العبادلة أن النتائج الإيجابية المحققة خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2025، والتي شهدت نقل أكثر من 59 ألف شاحنة و8 آلاف سيارة وباص و256 ألف مسافر عبر الخط البحري نويبع – العقبة، و96 ألف سائح على الخط السياحي العقبة – طابا، تعكس النمو المستدام في أعمال الشركة والدور المحوري الذي تلعبه كبوابة رئيسية لحركة التبادل التجاري بين دول شمال إفريقيا وآسيا العربية، حيث ارتفعت أرباح الشركة بنسبة 10% مقارنة بعام 2024.
وعبّر في ختام كلمته عن تقديره الكبير لدعم وزراء النقل في الدول المؤسسة، وللتعاون المثمر مع الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر وشركة تطوير العقبة، مؤكدًا أن هذه المشاريع تمثل نموذجًا ناجحًا للشراكات الاستثمارية العربية في المجال البحري، وأن الشركة ماضية في تنفيذ استراتيجيتها لتكون نموذجا عربيا للتكامل البحري المستدام.
وخلال الاجتماع، أكد الفريق كامل الوزير على عمق العلاقات التاريخية التي تربط مصر بأشقائها في الأردن والعراق، منوها إلى أهمية التعاون المشترك في مجالات النقل المختلفة.
وأوضح أن شركة الجسر العربي تمثل نموذجا ناجحا للشراكة العربية، وتؤدي دورا كبيرا في تعزيز التجارة البينية وزيادة حجم المبادلات التجارية العربية – الآسيوية – الإفريقية، لافتا إلى أنها من الشركات البحرية الرائدة في منطقة البحر الأحمر.
كما أشاد الوزير بما حققته الشركة من نتائج متميزة، مثمنا جهود إدارتها التي حولت التحديات إلى فرص نجاح، واتخذت إجراءات سريعة وفعّالة لمواجهة الظروف المستجدة، مما أسهم في تحقيق هذه النتائج الإيجابية الكبيرة.
وأكد ضرورة استمرار الشركة في نهج التطوير والتحديث لأسطولها وخدماتها لما له من أثر مباشر في تنويع وزيادة الإيرادات، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على هذا الصرح العربي المميز الذي يمثل محركًا اقتصاديًا وتنمويًا لمنطقتي نويبع والعقبة.
من جانبه، أعرب وزير النقل الأردني الدكتور نضال القطامين عن فخره بما وصلت إليه شركة الجسر العربي من إنجازات غير مسبوقة، مؤكدا أن ما تحققه اليوم من توسع استثماري يتماشى مع رؤية المملكة الأردنية الهاشمية لتطوير منظومة النقل البحري وتعزيز الشراكات الاستثمارية الإقليمية، وأن المشاريع التي تعمل عليها الشركة تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل الاقتصادي العربي.
كما أكد الأستاذ حازم الحفاظي أن التطور الذي تشهده الشركة هو ترجمة عملية للرؤية التي أقرتها الجمعية العمومية في فبراير الماضي، بتوسيع استثماراتها لتشمل مشروعات البنية التحتية والصناعات البحرية المساندة، لافتا إلى أن مشروع سفاجا يعد ركيزة تنموية كبرى ستحوّل البحر الأحمر إلى مركز إقليمي لصيانة السفن والخدمات اللوجستية، وتخلق فرص عمل جديدة وتنقل المعرفة الفنية إلى المنطقة.
وفي ختام الاجتماعات، أشاد وزراء النقل بأداء الشركة ومجلس إدارتها وإدارتها التنفيذية، مؤكدين دعمهم الكامل لاستراتيجياتها ومشروعاتها المستقبلية، وخاصة مشروع تطوير محطة الركاب في العقبة، الذي يُكمل سلسلة التكامل العربي بين الموانئ المصرية والأردنية.