نتنياهو يُعد لجولة مقبلة ضد إيران - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:37 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نتنياهو يُعد لجولة مقبلة ضد إيران

نشر فى : الخميس 22 نوفمبر 2018 - 12:00 ص | آخر تحديث : الخميس 22 نوفمبر 2018 - 12:00 ص

إن وقع نهاية الجولة الأخيرة فى مواجهة «حماس» على الآذان كان صعبا، وبالتأكيد فى ضوء تظاهرات سكان الجنوب وانعدام الأمن، يمكن القول إن الواقع الاستراتيجى فى الجنوب إشكالى جدا. لكن قرار نتنياهو عدم الدخول فى هذه المرحلة فى معركة فى مواجهة «حماس» ليس ناجما عن ضعف، بل عن اعتبارات استراتيجية أغلبيتها ليس له علاقة بما يجرى فى قطاع غزة.
فى العقد الأخير تدور معركة دراماتيكية، أغلبها «تحت الرادار» ضد التهديدات الناشئة على حدودنا، خصوصا على الحدود الشمالية. أكثر من مرة جرى الحديث عن عمليات ضد تمركز ميليشيات شيعية على الحدود السورية، وعن الحاجة إلى منع تعاظم حزب الله وحصوله على سلاح «كاسر للتوازن». هذه المعركة هى أهم معركة تدور حاليا على الصعيد الأمنى. القدرة العسكرية لـ«حماس» فى الجنوب تثير القلق، لكن أقل من احتمال اشتعال الشمال.
نتنياهو يفهم جيدا ميزان القوى والمخاطر فى الشمال، لذلك فإن أغلبية الجهود الاستراتيجية موجهة لمعالجة هذه التهديدات التى سببها الأساسى إيران. وهذا أيها السادة، بالتأكيد ليس موضوعا سياسيا. أيضا الجهود السياسية منشغلة فى الأساس بهذا الموضوع، ومرتبطة بالعلاقات مع روسيا وبالتأكيد مع الولايات المتحدة. يدرك جميع اللاعبين جيدا أن تسخين الأجواء فى الشمال لا يخدم أحدا، ويهدد بصورة واضحة استقرار المنطقة كلها.
يجب ألا ننسى أن إيران فى هذه الأيام تعانى من أزمة شديدة فى ضوء العقوبات الأمريكية، ومن الصعب التنبؤ بكيفية تصرف نظام آيات الله الذى وضع على حدودنا الشمالية مئات آلاف الصواريخ، تبدو قدرة «حماس» بسيطة بالمقارنة مع ما يخطط له الإيرانيون. لمواجهة هذا التهديد المطلوب تحرك، جهوزية، واستعداد، وأى انصراف عن هذا الجهد سيلحق ضررا فى القدرة على تقديم رد شامل على هذه «الخطة». وحاليا، فى الوقت الذى يتعرض فيه الإيرانيون إلى الضغط، فإنهم سيحاولون بأى طريقة خلق مصاعب لإسرائيل، ولا نعرف ماذا سيحمل إلينا الغد، ومتى سيقررون استخدام الترسانة التى راكموها.
هذه هى المعركة الأمنية التى قصدها نتنياهو، وأيضا «حماس» هى جزء من الموضوع، مع أنها جزء ثانوى منه. فى ضوء هذا الفهم يمكننا أن ندرك أن خطوة وزير الدفاع المنتهية ولايته أفيغدور ليبرمان كانت بالتأكيد غير مسئولة، وهى بالتأكيد تخل عن المسئولية. ليست هذه هى المرة الأولى التى «يقفز فيها ليبرمان من السفينة». لقد حدث هذا فى ذروة عملية «الجرف الصامد»، عندما قرر فك التحالف بين إسرائيل بيتنا وبين الليكود. لعبة سياسية فى الوقت الذى نواجه فيه تهديدا أمنيا هو أمر مناف للعقل، وهكذا يجب أن ننظر إليه.
لقد قال نتنياهو أيضا: «سنتحرك بقوة عندما نقرر». الرسالة هنا واضحة، إسرائيل لا تنتظر هى تبادر. وهذا تصريح لا يقل دراماتيكية، ويلمح أكثر إلى أنه فى المرة المقبلة التى ستفتح فيها النار فإنها ستكون نيرانا إسرائيلية ستضرب بشدة كبيرة كل من يتحرك من حولنا ولديه نوايا قتالية، وهذه عبارة استراتيجية لها انعكاسات عميقة. بهذا الكلام وضع جهوزية القوى الأمنية تحت شعار: «كونوا مستعدين، أنوى استخدامكم». والسؤال متى وأين؟
لم يكن هذا الخطاب للاستهلاك الداخلى فقط. بل أيضا، وفى الأساس هو موجه إلى جميع من يعتقدون أن نهاية الجولة الأخيرة بوقف إطلاق النار يشكل دليلا على ضعف إسرائيلى. توضح رسالة نتنياهو إلى الذين يحيطون بنا أن إسرائيل تستعد لعمل عنيف، وليس هناك أى وضع سياسى يمنع متخذى القرارات عن العمل بكل ما لديهم من قوة. وسواء كنا نتوجه إلى انتخابات أم لا ــ بشر نتنياهو اليوم الشعب والبيئة المحيطة بنا ــ «كونوا مستعدين، قريبا ستسمعون منا، وهذا سيكون عاصفا جدا».

رونين إيستيك
يسرائيل هيوم

التعليقات