عدن كادورى، وليران عنتابى، ومئير إلران
يشكل إطلاق حزب الله المسيرات باتجاه منصة الغاز فى مطلع يوليو 2022 مرحلة جديدة من الحرب على الوعى التى يخوضها حزب الله. يبدو أن الهدف من المسيرات كان تعظيم صورة الحزب وتجسيد قدراته العملياتية فى الوقت الذى تدور مفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن استخراج الغاز من المتوسط. ازدياد استخدام التنظيم للمسيرات يدل على التركيز على هذه الأداة المتعددة المهمات خلال الحرب الشاملة مع إسرائيل، أو خلال المعركة ما بين الحروب. صحيح أن استخدام المسيرات الأساسى يبدو خلال النشاط اليومى أنه يجرى لجمع المعلومات والتأثير فى الوعى، إلا أن الهدف الأساسى من مشروع المسيرات، إلى جانب الصواريخ الدقيقة، هو هجومى.
وعلى الرغم من هذا، فإن مشروع المسيرات الإيرانى هو التهديد المحتمل الأخطر على إسرائيل. إيران تظهر فى الأعوام الأخيرة شجاعة كبيرة إزاء كل ما يخص الهجوم عبر مسيرات على أهداف فى الشرق الأوسط. وفى المقابل، فإنها تساعد أذرعها فى الساحات المتعددة، وتمرر لهم المعرفة بهدف تطوير الأدوات الخاصة بهم.
على إسرائيل أن تفترض أن مكون المسيرات، وخصوصا تلك الهجومية، سيُستعمل إلى جانب الصواريخ المنحنية المسار. هذا التهديد المزدوج يحتاج إلى إجابات تكنولوجية وعملياتية تم تطويرها للاستجابة إلى الخطر المعروف للصواريخ، لكن يجب أن يكون هناك أدوات استجابة خاصة، بالأساس كهذه التى تتطرق إلى سيناريو إطلاق أسراب من المسيرات، التى سيتم تفعيلها فى ذات الوقت، أو بشكل منفرد عن القصف. تحدٍ إضافى هو الحجم الكبير المتوقع للتهديدات الجوية المتعددة، وهو ما سيسمح بتنفيذ هجوم بأدوات مختلفة ضد أهداف حيوية، وقواعد عسكرية وأمنية، وكذلك ضد تجمعات سكنية مدنية. لذلك، يجب بناء قدرات متطورة للدفاع الكثيف فى مقابل احتمالات هجوم واسع، وبصورة خاصة خلال مواجهة شاملة ومستمرة. وفى الوقت ذاته، يجب على أجهزة الأمن التطرق إلى أسئلة معقدة مثل تحديد أولويات مناطق دفاعية، ورفع المخزون الدفاعى للاستجابة إلى التهديد المتزايد، على صعيد عدد الجنود وعلى صعيد أنظمة الدفاع المطلوبة. وفى المقابل، يجب التذكير بأنه لا يوجد رد كافٍ لدفاع كامل، لذلك، يجب تحسين الحلول والدفاعات المطلوبة فى الجبهة الداخلية غير الكافية اليوم فى كثير من البلدات. كما أن التجهيز المستقبلى يجب أن يشمل أبعادا مدنية، وعلى رأسها الملاجئ، وخططا لإخلاء السكان وخططا مرنة تفاضلية وقابلة للتحديث من أجل التوصل إلى السلوك المطلوب لمجموعات مختلفة خلال الحرب.
هناك أهمية خاصة للاختراق الذى حدث فى تطوير منظومات دفاع تستند إلى الليزر، التى من شأنها الوصول إلى المستوى العملياتى خلال الأعوام القريبة، وأن تكون الرد الرخيص نسبيا وبوتيرة عالية. لكن هذه من غير المتوقع أن تحل محل الأنظمة القائمة الأبرز بينها «القبة الحديدية»، إلا أنها ستكون إضافة نوعية لمواجهة المخاطر المتعددة. ومن المهم الإشارة أيضا إلى أن الليزر المتطور اليوم جاء بهدف إحباط الصواريخ والقذائف. فبهدف إسقاط مسيرة، لست بحاجة إلى منظومات ليزر قوية كهذه.
وفى الخلاصة، سيكون من المفيد لإسرائيل أن تقوم بصوغ رؤية شاملة للتعامل مع الخطر الذى يتطور من الطائرات من دون طيار. وعليها أن تشمل ردودا عملياتية مقابل سيناريوهات متطرفة، يمكن أن تبدو الآن كأنها ذات احتمالات منخفضة، لكنها ذات خطورة عالية.