كشف عمرو الدجوي تفاصيل جديدة عن واقعة وفاة شقيقه الدكتور أحمد الدجوي، ناسبا بعضها لمعاينة مسرح الحادث والكشف الطبي على الجثمان، والتي نفى من خلالها فكرة الانتحار في وفاة شقيقه وأن السبب وراء الوفاة شبهة جنائية.
وتواصل النيابة العامة بالجيزة التحقيقات في واقعة وفاة أحمد شريف الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، الذي توفي يوم 25 مايو الماضي بطلق ناري داخل شقته بمدينة 6 أكتوبر.
وتنتظر النيابة العامة التقرير النهائي لمصلحة الطب الشرعي، وكذلك التحريات النهائية، لتحديد سبب الوفاة بشكل قاطع، بعدما تسلمت التحريات الأولية للأجهزة الأمنية والتي أفادت بعدم وجود أى شبهة جنائية في الواقعة، وأن المتوفي أطلق النار على نفسه داخل مسكنه.
وذكر عمرو الدجوي، عبر صفحته الشخصية بفيسبوك، أن "المعاينة أثبت أن الباب الخلفي لغرفة الـ(الدريسنج روم) مكان الواقعة، كان مفتوحًا، وهو ما لا يتفق مع سلوك المنتحر الذي عادةً ما يُغلق جميع الأبواب والنوافذ قبل الإقدام على الانتحار".
كما أوضح أن "المعاينة أثبتت وجود بارود على اليد اليسرى، رغم أن المجني عليه لم يكن أعسرا، وبالتالي يستحيل أن يكون مستخدما ليده اليمنى ويُقدم على الانتحار باستخدام يده اليسرى، كما أنه وجد أيضا آثار بارود على اليد اليمنى، مما يثير الشبهة بوجود طرف ثالث ويُعزز احتمال أن الوفاة جنائية".
وأضاف الدجوي، أن المعاينة أثبت وجود ثلاثة فوارغ طلقات نارية بمسرح الحادث، وهو ما ينفي بشكل قاطع أن الوفاة ناتجة عن انتحار، إذ أن الانتحار لا يتم عادةً باستخدام أكثر من طلقة واحدة، بالإضافة إلى وجود كدمات وتورم شديد في اليد اليسرى فقط، مما يشير إلى أن الجانب الأيسر من الرأس هو الذي تأثر بالإصابة النارية، وهو ما لا يتطابق مع استخدام اليد اليسرى في إطلاق النار، خصوصًا أن المجني عليه يستخدم يده اليمنى، بحسب قوله.
وأشار إلى إثبات المعاينة أن القتيل كان بكامل هيئته وملابسه الرسمية، إذ كان يستعد لاجتماع هام، وهو ما يتنافى مع فكرة الانتحار، ولم يثبت أن المجني عليه كان يعاني من أية أعراض أو سلوكيات غير طبيعية في الفترة التي سبقت الوفاة، مما ينفي فرضية الانتحار لأسباب نفسية.
وتابع الدجوي أن المعاينة أوضحت أن الوفاة حدثت في الفترة ما بين الساعة الواحدة والنصف والثالثة عصرًا، ووُجد الباب الرئيسي لغرفة "الدريسنج" مغلقة من الداخل، وهو ما لا يتماشى مع فرضية الانتحار، خاصة وأن المنزل لم يكن به سوى الخادمة وابنته في غرفة منفصلة، فلا توجد حاجة لغلق الباب من الداخل.
وقال الدجوي إن مسافة إطلاق العيار الناري التي توفي به شقيقه كانت ما بين 20 إلى 50 سم، وهي مسافة لا تتوافق مع طبيعة حوادث الانتحار التي تكون الطلقة فيها من مسافة ملاصقة أو قريبة جدًا، كما أن الطلقة النارية كانت داخلة من الفم وخرجت من منتصف الرأس تقريبًا، وهو أسلوب غير معتاد في حالات الانتحار.
كما أوضح أن نتائج تحليل العينة الحشوية المأخوذة من الجثة أكدت أنها تحتوي على آثار مهدئ ومنظم لضربات القلب، دون وجود أي آثار لعلاج نفسي، مما ينفي وجود اضطراب نفسي قد يؤدي إلى الانتحار.
كما أشار أيضا الدجوي إلى أن سيارة كانت تلاحق شقيقه المتوفى في ليلة سابقة على الوفاة، بالإضافة إلى تلقيه تهديد من الخصوم، وسماع أحد الجيران صوت مشاجرة من منزل القتيل رغم أنه لم يكن لديه أحد بالمنزل، بالإضافة إلى اختفاء حقيبة يد شقيقه وبداخلها هواتفه المحمولة، وكذلك اختفاء جهاز "اللاب توب"، بالإضافة إلى وجود أعطال متكررة بجهاز ال دي ڤي ار فى الفترة الأخيرة.
وذكر أن زوجة أحمد الدجوي لاحظت وجود كمية كبيرة من الأدوية المخدرة في مكان الجريمة مع العلم أن شقيقه لم يفتح شنطة السفر ولا يشتري أدوية لكثرة سفره.
- بداية حادث وفاة أحمد الدجوي
وذكرت الداخلية في بيانها عن الواقعة أن قسم شرطة أول أكتوبر بالجيزة تلقى بلاغا من أسرة الراحل يفيد بإطلاق أحمد الدجوي عيارا ناريا على نفسه مستخدماً طبنجة مرخصة خاصة به حال تواجده بمحل إقامته بأحد المنتجعات السكنية بأكتوبر مما أدى إلى وفاته.
وتوصلت التحريات إلى أن أحمد الدجوي كان يعالج فى الفترة الأخيرة من أمراض نفسية وسافر للخارج في رحلة علاجية في هذا الإطار، ثم عاد للبلاد قبل يوم من حدوث الواقعة.
من جهته، نفى محمد حمودة محامي الأسرة، ما نقلته تحريات المباحث بشأن إصابة أحمد الدجوى بأمرضى نفسية، ذاكرا أن أسرة المتوفي لم تصرح بأية معلومات من قريب أو من بعيد للأجهزة المعنية عن تلقى الراحل أحمد الدجوى للعلاج من أية أمراض نفسية، بل كانت سفره للخارج في رحلة عمل وليس للعلاج، بحسب قوله.
تأتي هذه الواقعة بعد أيام من تقديم نوال الدجوي بلاغا ضد الحفيد المتوفي وشقيقه تتهمهما بسرقة مبالغ مالية ضخمة ومجوهرات من منزلها بأكتوبر. في المقابل تقدم الحفيد المتوفي وشقيقه ببلاغ آخر ضد ابنتي عمتهما، في إطار دعاوى قضائية عديدة مرفوعة بين الطرفين بشأن خلافات حول الميراث بالمحاكم المدنية والتجارية والشرعية.
واتهمت نوال الدجوي المتوفى وشقيقه بسرقة مبالغ مالية تقدر بنحو 50 مليون جنيه مصري و3 ملايين دولار، إضافة إلى 15 كيلو مشغولات ذهبية و350 ألف جنيه إسترليني من داخل شقة تملكها في مدينة أكتوبر، وهو ما تحقق فيه النيابة الكلية بالجيزة، بالإضافة إلى فحص باقي القضايا المرفوعة من طرفي الخلاف.