هل يعود التصعيد التجاري بعد انتهاء مهلة رسوم ترامب الجمركية اليوم؟ - بوابة الشروق
الجمعة 1 أغسطس 2025 9:44 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

هل يعود التصعيد التجاري بعد انتهاء مهلة رسوم ترامب الجمركية اليوم؟

محمد المهم
نشر في: الجمعة 1 أغسطس 2025 - 1:03 ص | آخر تحديث: الجمعة 1 أغسطس 2025 - 3:55 ص

الولايات المتحدة توقّع اتفاقات مع أوروبا وبريطانيا وتُبقي على الهدنة مع الصين

الذهب يرتفع والنفط يتراجع وسط ترقب المستثمرين لقرارات ترامب

ترامب يمدد التفاوض مع المكسيك 90 يومًا ويحذر من رسوم بنسبة 30%

في ظل تصاعد سياسات الحماية التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنتهي اليوم الجمعة، الأول من أغسطس، المهلة التي حدّدتها الإدارة الأمريكية لتعليق الرسوم الجمركية على واردات من أكثر من 180 دولة، وسط سباق دولي لإبرام اتفاقات تجارية مع واشنطن قبل انتهاء الموعد المحدد.

وبينما وقّعت الولايات المتحدة بالفعل اتفاقات مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكوريا الجنوبية، لا يزال مصير العلاقات التجارية مع دول كبرى مثل كندا والصين والبرازيل معلّقًا، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان العالم بصدد الدخول في موجة جديدة من التصعيد التجاري.

وفي هذا السياق، برزت تحركات سريعة من عدة دول لتفادي الرسوم المرتفعة التي أقرها ترامب سابقًا، والتي تراوحت بين 10% و40% في أبريل الماضي.

وقبيل انتهاء المهلة، أعلنت الولايات المتحدة إبرام صفقة تجارية مع كوريا الجنوبية، تتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، إلى جانب التزام سيول بضخ 350 مليار دولار في صندوق استثماري داخل الولايات المتحدة.

وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، الأربعاء: "لقد اتفقنا على رسوم بنسبة 15% مع كوريا الجنوبية".

وأكد الرئيس الأمريكي أن المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاقيات تجارية مع عدد من الشركاء التجاريين، والتي تنتهي في الأول من أغسطس، "لن يتم تمديدها".

ويرى ترامب أن الولايات المتحدة منحت الوقت الكافي للتوصل إلى اتفاقيات عادلة تُعيد التوازن التجاري وتحمي الصناعات الأمريكية.

من جانبه، أعلن وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك التوصل إلى اتفاقات تجارية مع كل من كمبوديا وتايلاند.

فيما أشار ترامب إلى أن إبرام اتفاق تجاري مع كندا سيكون "أمرًا صعبًا"، بعد إعلان الأخيرة دعمها لقيام دولة فلسطينية.

أما الصين، فبعد الاتفاق بين الطرفين على هدنة مؤقتة تم خلالها خفض الرسوم إلى 30% على السلع الصينية و10% على السلع الأمريكية، عادت المحادثات مجددًا بعد انتهاء الهدنة، وهذه المرة في العاصمة السويدية ستوكهولم، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة.

واختتم المفاوضون، بقيادة وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني "هِي ليفينغ"، اجتماعهم الذي استمر يومين في ستوكهولم، وهو ثالث لقاء من نوعه خلال أقل من ثلاثة أشهر.

وأشار الجانب الصيني إلى أن الطرفين اتفقا على تمديد المهلة حتى 12 أغسطس لمحاولة حل الخلافات، في حين أوضح مسؤولون أمريكيون أن القرار النهائي بشأن استمرار الهدنة سيكون بيد الرئيس ترامب.

وسبق تلك الاتفاقات صفقة مع الاتحاد الأوروبي، تم بموجبها خفض الرسوم إلى 15% بدلًا من 30%، مع تقليص رسوم السيارات. كما تم الاتفاق مع بريطانيا على فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على البضائع البريطانية، إلى جانب تحديد حصص وإعفاءات لمنتجات مثل السيارات والطائرات.

وكشف البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، عن توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 40% على الواردات من البرازيل، ليرتفع إجمالي الرسوم الأمريكية إلى 50%. وأرجع ترامب قراره إلى "السياسات البرازيلية الأخيرة التي لا تحظى برضا الإدارة الأمريكية".

وكان وزير الخزانة الأمريكي قد صرّح في يوليو الماضي بأن الولايات المتحدة جمعت مؤخرًا ما يقرب من 100 مليار دولار من الرسوم الجمركية، مضيفًا في مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس" الأمريكية: "أعتقد أننا قد نصل إلى معدل سنوي يبلغ 300 مليار دولار".

تمديد مهلة التفاوض مع المكسيك 90 يومًا

وفي وقت متأخر من مساء الخميس، أعلن ترامب تمديد الرسوم الجمركية الحالية على المكسيك لمدة 90 يومًا، لإتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات التجارية مع الجارة الجنوبية للولايات المتحدة.

وكان ترامب قد هدد في وقت سابق من هذا الشهر بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات المكسيك اعتبارًا من الأول من أغسطس، قائلًا إن حكومة الرئيسة كلوديا شينباوم "لم تبذل جهودًا كافية لتأمين الحدود المشتركة بين البلدين".

الرسوم تجعل أمريكا عظيمة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، إن "الرسوم الجمركية تجعل أمريكا عظيمة وغنية مجددًا"، مؤكدًا أن بلاده "تصدت لهجوم شرس وقلبت الأمور لصالحها".

وذكر ترامب في منشور عبر "تروث سوشيال":
"لقد استُخدمت التعريفات الجمركية ضد الولايات المتحدة لعقود، من قبل سياسيين أغبياء وبائسين ومنحرفين، ما تسبب في آثار مدمرة على مستقبل بلادنا، بل وعلى بقائها".
وأضاف: "الآن انقلبت الأمور تمامًا، ونجحت أمريكا في التصدي لهذا الهجوم الشرس، فقبل عام، كانت أمريكا دولة ميتة، والآن أصبحت الأكثر جاذبية في العالم".

التصعيد التجاري وتأثيره على السلع

في حال تصاعد التوترات التجارية بعد انتهاء مهلة الرسوم الجمركية التي حدّدها ترامب، فإن الأسواق العالمية ستتأثر بشكل مباشر، وخاصة في قطاعات النفط والذهب والأسهم.

أسعار النفط

من المعروف أن التصعيد التجاري يزيد من احتمالات تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ما يعني انخفاضًا في الطلب على النفط وبالتالي تراجعًا في الأسعار.

وخلال تعاملات الخميس، تراجعت أسعار النفط مع تقييم المستثمرين للمخاطر المرتبطة بالإمدادات، نتيجة سعي الرئيس ترامب إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر فرض مزيد من التعريفات الجمركية.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 71 سنتًا، أو بنسبة 0.97%، لتسجل 72.53 دولارًا للبرميل عند التسوية، كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بمقدار 74 سنتًا، أو بنسبة 1.06%، لتسجل 69.26 دولارًا للبرميل.

أسعار الذهب

في المقابل، غالبًا ما يتجه المستثمرون إلى الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات والتوترات التجارية، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره.

وقد ارتفعت أسعار المعدن الأصفر خلال التعاملات الآجلة بنسبة 0.50%، ليصل سعر الأوقية عالميًا إلى 3289 دولارًا، وسط تقييم الأسواق لآفاق السياسات التجارية الأمريكية، وتراجع توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بعد أن قام الاحتياطي الفيدرالي بتثبيتها للمرة الخامسة.

في السياق ذاته، ارتفع الطلب العالمي على الذهب، بما في ذلك التداولات خارج البورصة، بنحو 3% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من هذا العام، ليصل إلى مستوى 1248 طنًا متريًا.

تأثير الرسوم على أداء الأسهم

من شأن فرض رسوم جمركية مرتفعة أن يُضر بالشركات، نظرًا لزيادة التكاليف، ما ينعكس سلبًا على أرباحها وأسعار أسهمها، خاصة في القطاعات المرتبطة مباشرة بالتجارة العالمية.

ولذلك، فإن تصاعد التوترات التجارية يجعل المستثمرين أكثر تحفظًا، وهو ما قد يؤدي إلى عمليات بيع واسعة، تتسبب في حدوث انخفاضات حادة في مؤشرات البورصات العالمية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك