لى ابنة لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها - فى الثانية الإعدادية - متفوقة دائما محبوبة من كل من يراها مهتمة بمظهرها ما ساعدها كثيرا على شراء كل ما تتمناه من مقتضيات أناقة من فى سنها. لاحظت أنها تمتنع الآن عن الطعام بزعم الحفاظ على وزنها والتشبه بالموديلات انخفض وزنها إلى حد كبير ومعه حيويتها ونشاطها وتفوقها وأراها الآن فى حالة هزال شديد وقد تأخر ترتيبها كثيرا وقد نحصتنى مدرسة الفصل بعرضها على طبيب نفسى فهل فى الأمر خطورة متوقعة؟
أم حائرة ــ بريد إلكترونى
<<< أصابت معلمة الفصل فقد تكون وهو الاحتمال الأغلب تعانى من أعراض أحد اضطرابات التغذية المعروف باسم Anorecia Nervosa مع بدايات سن المراهقة قد تتعرض الفتيات خاصة لبعض الاضطرابات الغذائية. دون وعى يبدأن فى محاولة التشبه بفتيات الإعلان والموديلات النحيفات للغاية فيمتنعن عن الطعام ويبذلن جهدا خارقا فى التخلص من وزن يتخيلن أنه زائد بممارسة الرياضة العنيفة أو تناول الأدوية التى تحد من الشهية أو التى تساعد على التخلص من الماء وإدرار البول. وكلما نقص الوزن اشتعلت فى صدورهن رغبة فى تحقيق المزيد مما يتوهمن أنه الجمال المثالى.
يقل بالطبع معامل كتلة الوزن (الوزن/ الطول٢): وهو المعامل الذى يحدد الوزن المثالى لكل عمر فإذا سجل مقياس أقل من ١٧٫٥ كان إشارة تنذر بخطر قادم وإذا سجل قراءة أقل من ١٥ تبدأ وظائف الجسم فى التدهور وأولها القدرات العقلية ووظائف المخ والدورة الدموية مما يؤدى لعواقب وخيمة قد لا تتراجع أو يضمن لها شفاء. لذا فمراجعة طبيب أمراض نفسية أمر واجب وأظن ابنتك والحمد لله فى موقف يسمح لها بالتراجع إلى الحدود الطبيعية بمعاونة طبيب الأمراض النفسية. راجعى كل معلوماتك عن بدايات الحالة والظروف المحيطة بها فإن فى تلك المعلومات بدايات العلاج الشافى إن شاء الله. ولا تفزعيها بفكرة زيارة الطبيب النفسى واحتفظى بالأمر فى حدود الكتمان فكلما قصرت مدة معاناتها كان شفاؤها أسهل إذ إن المدة كلما طالت وتدهورت وظائف المخ كان من الصعب استعادة حالتها النفسية والعقلية إلى ما كانت عليه من قبل.