أبو الغيط: تطورات الذكاء الاصطناعي باتت أقرب إلى سباق التسلح - بوابة الشروق
الأحد 2 فبراير 2025 2:38 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أبو الغيط: تطورات الذكاء الاصطناعي باتت أقرب إلى سباق التسلح

ليلى محمد
نشر في: الأحد 2 فبراير 2025 - 11:59 ص | آخر تحديث: الأحد 2 فبراير 2025 - 11:59 ص

شهدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، انطلاق أعمال الجلسة الافتتاحية لدائرة الحوار العربية حول: "الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية"، بحضور أحمـد أبـو الغيـط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا التكنولوجيا و النقل البحري، الدكتور إسماعيل عبد الغفار، ورئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي.

وقال الأمين العام إن هذه الجلسة تأتي تأسيساً على قرار الدورة العادية الأخيرة السادسة والخمسين للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك، معربا عن تقديره لدور كل من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، للتنظيم المتميز لهذه الدائرة المهمة.

وأضاف خلال كلمته أن موضوع الجلسة "الذكاء الاصطناعي" يمثل اليوم من أكثر المجالات حيوية، وذلك لتطوره بوتيرة متسارعة، وبعدما أصبح جزءاً من حياتنا اليومية، ويحقق ثورة في مجالات العمل والتواصل، والدراسة، وكافة مناحي الحياة.

وأوضح أن عدداً كبيراً من الدول العربية تسعى وبقوة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومواكبة تطورات ومتطلبات العصر الحديث في هذا المجال المهم، وأيضاً استغلال الطاقات والفرص الكامنة لديها، وهو ما وضح خلال الفترات الأخيرة، حيث أطلقت العديد من الدول العربية مبادرات لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية، مؤكدا أن جميعنا يتابع التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة على صعيد ما يُعرف بـ "النماذج اللغوية الكبيرة"، والذكاء التوليدي، مشيرا إلى أن المشهد صار أقرب إلى "سباق التسلح" بين القوى الكبرى في ابتداع منظومات وتطبيقات جديدة لهذه التكنولوجيا الخطيرة، بكفاءة وإمكانيات أكبر وتكلفة أقل.

وأشار لما أدى اليه مؤخرا ظهور تطبيق صيني جديد في مجال الذكاء الاصطناعي إلى هزة مفاجئة في الأسواق ولدى الشركات التكنولوجية الكبرى.

وأكد أبو الغيط أن هذه المنافسة الضاربة سوف تزداد حدتها في المرحلة القادمة، فلا أحد يمكنه تحمل تكلفة التخلف في هذا المضمار، لاسيما وأن له انعكاسات عسكرية مباشرة.

وأشار إلى أن ثمة تخوفات واضحة لدى الكثير من الأوساط من تأثير هذه المنافسة على القواعد والقيم الإنسانية والاعتبارات الأخلاقية، وما يمكن أن تفضي إليه من نتائج كارثية على البشرية، موضحا أن هناك بالفعل بعض التطبيقات الشريرة التي استخدمها ووظفها الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الوحشية على غزة، وكان من شأنها -كما رأينا- مضاعفة الخسائر بين المدنيين، وارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين.

وقال الأمين العام: "بينما نُدين هذه الجوانب غير الأخلاقية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونحذر من مخاطرها على مستقبل الإنسانية، إن أُطلقت يد المنافسة والسوق بلا أي ضابط أو كابح، فأننا نشدد في نفس الوقت على ما تتيحه من إمكانيات غير مسبوقة للنمو والازدهار البشري، وإيجاد التوازن المناسب بين المخاطر المحتملة والمنافع المنتظرة".

وتابع : "يتعين أن يكون علماؤنا وسياسيونا ومفكرونا مواكبين لكل ما يدور بشأن الذكاء الاصطناعي في العالم، خاصة وأنه ملف سيشمل كافة جوانب الحياة بلا استثناء، حيث ستعيد هذه التكنولوجيا ذات الأغراض العامة، تشكيل الطريقة التي نعمل ونتفاعل ونعيش بها بشكل يدفع نمط الحياة إلى التغيُّر بوتيرة لم نشهدها منذ انتشار استخدام المطبعة قبل ستة قرون مضت".

واعتبر أنّ الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل هو ثورة في طريقة التفكير والعمل، وهي منصة لإنتاج التكنولوجيا والأفكار الجديدة في كافة المجالات،ويجب استخدامها بِحكمة ومسئولية في جميع المناحي التي أصبحت تتأثر بالذكاء الاصطناعي بما في ذلك مجال الدبلوماسية، والتي كُرس لها حيز في برنامج العمل ضمن دائرة الحوار الثانية، بعنوان: "الذكاء الاصطناعي في خدمة الدبلوماسية وحفظ السلام: آفاق التعاون الدولي ودوره في منع النزاعات".

وقال أبو الغيط: دعونا نتخيل معاً عالماً دبلوماسياً تُدار فيه المهام الروتينية بكفاءة عالية ومبتكرة، ويتفرغ فيه الدبلوماسيون للتركيز على القضايا الإستراتيجية، ويُعزز فيه التواصل بين مختلف الثقافات، ويتم فيه اتخاذ القرارات بدقة وسرعة فائقة، عالماً يمكن فيه استباق الأزمات واستكشاف بؤر التوتر المحتملة قبل انفجارها، وتقديم حلول وبرامج للتسويات المطلوبة، مشيرا إلى أن هذا هو العالم الذي يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساهم في بنائه.

وأضاف أن التحديات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تتطلب تضافر الجهود لتطوير أطر تشريعية تضمن حماية حقوق الأفراد، وتضمن الحفاظ على القيم الإنسانية والأخلاق، ولن يكون الوصول إلى هذا الهدف ممكناً إلا من خلال التعاون البناء بين جميع مكونات المجتمع، وعلى كافة المستويات،فضلاً عن تعاون عالمي ندعو إليه وننشده من أجل إدخال الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل متعدد الأطراف وعدم تركه لقوى المنافسة العالمية، معربا عن ثقته بأن دائرة الحوار اليوم ستضع أول بذور هذا التعاون.

ودعا أبو الغيط إلى صياغة وثيقة تاريخية تدعو إلى الحفاظ على الهوية العربية في ظل التقدم التكنولوجي السريع، والذي يبدو -حتى الآن- منفلتاً ومنذراً بالخطر.

وأضاف أن هذه الوثيقة، التي نأمل أن تكون نبراساً لنا في المستقبل، سوف ترصد الفرص والتحديات، وستقترح تشريعات وأطر عمل أساسية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع القيم العربية والمصالح العربية، وبما يضمن احترام تراثنا الثقافي وإثراءه.

في السياق ذاته، أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أهمية تعزيز التعاون العربي والدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال إنشاء شبكات بحثية ومراكز متخصصة لدعم تبادل الخبرات والتجارب، ووضع إطار أخلاقي وتشريعي يضمن الاستخدام المسئول للذكاء الاصطناعي.


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك