حوار| ميشال عبس أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط: القضية الفلسطينية إنسانية بامتياز.. وفكرة تهجير سكان قطاع غزة مرفوضة - بوابة الشروق
الإثنين 3 مارس 2025 11:22 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

حوار| ميشال عبس أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط: القضية الفلسطينية إنسانية بامتياز.. وفكرة تهجير سكان قطاع غزة مرفوضة

حوار ــ آلاء يوسف:
نشر في: الأحد 2 مارس 2025 - 7:14 م | آخر تحديث: الأحد 2 مارس 2025 - 7:18 م

• أتمنى أن تكون تصريحات ترامب عن التهجير مجرد فكرة وتختفى
• تجربة بيت العائلة المصرية ممتازة.. وأحلم بنقلها إلى لبنان وسوريا
• أبناء الجنوب اللبنانى حملوا سلاحهم ودافعوا عن قراهم قبل «حزب الله» و«أمل»
• مصطلح «الأقليات» نوع من التنميط.. فالمسيحيون مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات


قال الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، إن القضية الفلسطينية هى قضية إنسانية بامتياز، مشيرًا إلى أن عدد المسيحيين فى غزة تراجع إلى 400 فقط وسط الأوضاع المأساوية هناك، مؤكدًا أن فكرة تهجير سكان قطاع غزة غير مقبولة.

وأشاد ميشال عبس فى حواره مع «الشروق»، بتجربة «بيت العائلة المصرية» التى تجمع الأزهر والكنيسة، معبرا عن أمله فى تعميمها على لبنان وسوريا، لافتًا إلى أن عمل المجلس على فتح مكتب فى مصر فى الفترة المقبلة.

وإلى نص الحوار:

< ما تعليقكم على تصريحات ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة؟

ــ لا أدخل فى السياسة؛ لكن أرى أن أى خطوة يجب التفكير فى تبعاتها الإنسانية، فلا يملك أى شخص الحق فى اللعب بمصائر الشعوب وفق هواه؛ لكن هناك عملية هندسة ديموغرافية تُحضر، وأتمنى أن تكون مجرد فكرة بالبال وتختفى.

نحن مؤسسة صغيرة لا نرغب فى الدخول بأى سجال مع أى رئيس مهما كان صغيرًا أو كبيرًا سواء بالبيانات أو المواقف أو غيرها.. لكننا أيضًا لدينا رأينا، ومن غير المقبول إنسانيًا التلاعب بالناس فلديهم حق البقاء فى أرضهم وإعمارها.

< ما دور المجلس فى إعادة إعمار كنائس غزة ودعم المسيحيين فيها؟

ــ غزة يعيش فيها 400 مسيحى، من أصل 950، ونحن لدينا دائرة فلسطين تعمل فى غزة ولم تردنا منها تقارير محدثة؛ لكن لدينا 5 دوائر فرعية إقليمية فى بيروت، وعمان، والناصرة، وغزة، والقدس، لخدمة الفلسطينيين.

وخلال حرب لبنان كنت المدير العام للمجلس فى بيروت، وعندما تراجعت خدمات الأونروا لم يكن لدينا تمويل كبير، ولكن دخلنا المخيمات وساعدناها، ودافعت عن الفلسطينيين فيها؛ وعرضنى ذلك شخصيًا للخطر لأنه أثار اعتراضات بعض جماعات الأمر الواقع.

والقضية الفلسطينية بالنسبة لى وللمجلس مسألة إنسانية.. الفلسطينى شخص مظلوم ومتعثر فى حياته ومهجر، فكيف لنا التفريق بين المسلم والمسيحى فيه أصلا؟!


< كيف ترى الحوار بين الأزهر والمؤسسات المسيحية المختلفة؟

ــ تجربة بيت العائلة ممتازة وأحلم بنقلها للبنان وسوريا، والتقينا خلال زيارتنا للقاهرة بالشيخ محمد أبو زيد الأمير من الأزهر فى بيت العائلة؛ فنحن كنا سننظم حوارا سيكون مع بيت العائلة ومجلس كنائس مصر والأزهر.

والتجربة المصرية مميزة جدًا لأنكم متدينون وغير متعصبين نظرًا لأن طبيعة الشعب منفتحة؛ كما أن السلم الأهلى يجعلنى أبارك للقيادة والدولة فى مصر على العدالة وتطبيق القانون، لأن غياب ذلك يدفع الناس لكراهية بعضهم البعض.

< كيف تُقيم أوضاع المسيحيين فى الشرق الأوسط؟

ــ المسيحيون ليسوا نسيجًا مختلفًا عن المجتمعات؛ فأنا كإنسان لبنانى، ومسيحى، وعربى، وعروبى، لا أميز الناس على أساس انتمائهم الدينى، ولكن أستطيع أن أقيم وضع الناس فى الشرق الأوسط.

وهناك تصنيف يُفرض مثل: الأقليات وما إلى ذلك لكننى لا أنساق إليه. هذه الطريقة من التفكير تؤدى للتنميط وأنا لا أريد الدخول فيه وأرفضه؛ فليس هناك أقليات فى بلادنا سوى الخونة والمجرمين.. نحن شعب واحد، قد تكون هناك فروق بين الدين والآخر والطائفة والأخرى هى مقدرة لكنها لا تمنع حقيقة أننا نسيج واحد. ووضع الشرق الأوسط كله غير مستقر وينعكس سلبًا على الفئات كلها التى لكل منها رد فعل مختلف.

< هل تؤثر بعض القضايا على فئات أكثر من غيرها، مثلا كما يحدث مع المسيحيين فى الجنوب اللبنانى؟

ــ نعم؛ لأن ما يحدث فى الجنوب صراع عسكرى؛ وقد تكون هناك عملية انتقائية بالحرب التى جرت مؤخرًا لأنهم اعتبروا أن مجموعة لبنانية معينة هى البيئة الحاضنة فاستهدفوها وركزوا عليها؛ لكن المسيحيين فى الجنوب تضرروا، وبعضهم هُجر لأن قراهم تلقت تهديد.

وفى الحالات الطبيعية الاحتلال الصهيونى يعتدى على اللبنانيين.. فى اجتياح 1982، وفى هجوم 1996، و 2006 هجموا على الجميع ودمروا جسورا وبنى تحتية للمناطق المسيحية.

< إذن ما يقال عن أن القرى المسيحية أكثر أمانًا غير حقيقى.

ــ ليس لأنها مسيحية بل لأنها لا تضم مقاومين فلو وُجد مقاوم مسيحى واحد سيقصفونها؛ فالمرجع ليس كونها مسيحية أو مسلمة وإنما وجود المقاومين.

< باعتبار عملكم على الأرض؛ أطلعنا على الوضع فى الجنوب.

ــ الجنوب هم أبناء القرى المقاومون من قاتلوا لأجل أرضهم، اتركونا من فكرة حزب الله وإيران والشيعة وغيرها، هنا أبناء القرى التى لها ما يقرب من 30 عامًا تعانى من الصهاينة.

صحيح؛ ثابت أن حركتى حزب الله وأمل كانتا الإطار الناظم لعملية المقاومة، لكن الناس بدونهما أيضًا حملوا سلاحهم وقاوموا ودافعوا عن قراهم هذا هو الشعب اللبنانى.

< هل ترفض فكرة الحديث عبر استخدام مصطلحات وأفكار الأقلية؟

ــ الأقلية نوع من التنميط، وسحبها على الطائفية والدين يجعل المعيار مشبوها، كما يبنى الجدران بين الناس، وحديث الفرد باعتباره أقلية يشعره بالاستضعاف، رغم كونه مواطنًا عليه واجبات وله حقوق مثل الآخر.

المشكلة الحقيقة هى الطائفية السياسية التى جعلت من الحقوق والمصالح معيارا وميزت الناس بناء عليه، وهى ليست إلا وسيلة لتفرقة الناس؛ ففى لبنان عندنا أخوة فى الرضاعة مسلمين ومسيحيين ودروز، وشجر الميلاد يكون فى بيوت المسلمين، كما يحب المسيحيون أجواء رمضان، هذا ما يحفظ السلم الأهلى.

< ألا ترى أن المنطقة يُسيطر عليها صراعات الدين؟

ــ بالطبع؛ وعد بلفور مثلا هو وعد سياسى قائم على نص دينى مشبوه وملتبس استعمله لأنه أراد أن يزرع هذا الكيان الذى خرب بيوتنا وهجر الناس وقتلها. وعند الجد يتبين أن الدين كان وسيلة للسيطرة على عقول الناس وجرها لما لا تريد؛ فليس هناك مؤمن حقيقى يستطيع استخدام الدين فى التسويق لنفسه.

< فى رأيكم أين تكمن خطورة استغلال الدين؟

- تتمثل الخطورة الشديدة فى استغلال الدين فى عدم وجود مُساءلة عليه؛ فالسياسى إذا لم يُنفذ وعوده يُحاسب بالمجالس الانتخابية أو غيرها، ولا ينتخبه الناس ثانية، إلا أن مستغل الدين كلما سألته يَعتبر أن الأمر بينه وبين الله فقط!

لكن الحقيقة كيف تكون العلاقة بين الله والشخص فقط إذا كان يستخدم الدين لقتل الناس، ودفعهم للتفرقة.. هذا استغلال واضح؛ حتى فى حالات خطئهم لا نقول إلا «الله يسامحهم».

< فى رأيكم كيف يكون العمل فى هذا السياق؟

ــ الحوار الفعال يكون على مستويين؛ الأول: الدينى، ممنوع يخوضه العامة سواء كان حوارا (مسيحيا ـ مسيحيا) أو (مسلما ـ مسيحيا)، فيقصر على المتخصصين الذين قرأوا النصوص الدينية ودرسوها، لكن انتقال هذا الحوار للعامة سيقود لمجازر.

أما المستوى الثانى من الحوار؛ هو نقاش الحياة أن نُعلم الناس كيف يتحاورون ويستمعون لبعضهم بعضًا ويقبلون الرأى النقيض لرأيهم ويناقشونه دون نزاع؛ فالحوار ليس تقنية مرحلية، ولكن مسارا مستمرا. ويُوجه هذا المستوى للقطاع المجتمعى سواء النخب الوسيطة، أو الشعبى من خلال لجان القرى، ومراكز الشباب وغير ذلك.

< كيف تمارس هذه الفلسفة تطبيقيًا فى مجلس الكنائس؟

ــ عبر مشاريع تنمية، وندوات حوارية، وثقافية ومشاريع مشتركة؛ فالناس عندما يشتركون فى العمل سيقومون بالحوار تلقائيًا؛ وخلال حرب لبنان 1991، أرادوا إعادة المهجرين للقرى، قدمت مذكرة للدولة أوصت بإشراكهم فى مشاريع تنموية يعملون فيها معًا، فتوحيد الهدف يجمع الناس.

< وكيف تطبقون ذلك على المستوى الإقليمى والدولى؟

ــ نحن أكثر مؤسسة مسيحية نعمل مع غير المسلمين؛ من خلال الدفاع عن القضية الفلسطينية ومناصرتها وإسماع صوتها للعالم، كما أن كل لجاننا فيها غير المسيحيين، فلابد من التعامل مع الأنا الآخر فى المجتمع وفى إطار هذا السياق يأتى عملنا موجه للناس كلها بالتنمية والمساعدات الإنسانية.

< هل لكم مكاتب وتواجد فعلى فى مصر؟

ــ نعمل فى مصر؛ وليس لدينا مكتب الآن ونعمل حاليًا على فتحه؛ لكن مصر تمثل قوة مسيحية كبيرة، فعدد المسيحيين فيها يفوق بلاد الشام والمشرق، إذا اعتبرنا أن حوض النيل ليس مشرقا.

< ما معايير عملكم سواء مع الجهات المانحة أو الدول والمناطق التى تعملون فيها؟

ــ بالنسبة للمانحين، أن تكون الخدمة ثقافية تربوية إنمائية وثقافية، ولا يكون فيها مساس بالسلم الأهلى أو سيادة الدولة. أما بالنسبة للمناطق التى نعمل فيها دائمًا فتكون أولويتنا للأكثر تضررًا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك