قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة، إن مقبرة الملك توت عنخ آمون احتوت على نحو 80 زوجًا من الصنادل، صُنعت من مواد مختلفة بينها البردي والجلد والذهب، مؤكدًا أن هذا التنوع في الخامات يعكس الرفاهية والدقة الفنية في صناعة الأحذية لدى المصريين القدماء.
وأضاف شاكر، خلال لقائه على قناة "ON E"، أن تلك الصنادل كانت مخصصة للاستخدام في الحياة الدنيا والعالم الآخر، موضحًا أن من بينها "الصنادل الجنائزية" التي لا يتناسب حجمها مع قدم الملك لأنها صُممت لأغراض رمزية، و"الصنادل الطقسية" التي نُقشت عليها صور الأعداء ليدوسها الملك في إشارة رمزية للسيطرة والانتصار، وهي ما عُرفت في النصوص القديمة بـ"الأقواس التسعة".
وأوضح كبير الأثريين أن المثل الشعبي الشهير "بحطه تحت رجلي" يعود في أصله إلى تلك الصنادل الطقسية التي كان الملوك المصريون يطأون بها رموز أعدائهم. وأضاف قائلًا: "الملك توت كان بيلبس 80 صندل من أكتر من 3100 سنة، في الوقت اللي كانت فيه دول من 70 أو 80 سنة ما عندهاش حضارة"، في إشارة إلى عمق التاريخ المصري وتفرده الحضاري.
وتأتي هذه التصريحات تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير مساء السبت، في حدث استثنائي يمثل علامة فارقة في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، بمشاركة 79 وفدًا رسميًا، بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، في تأكيد على المكانة العالمية لمصر وريادتها الحضارية.
ويُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من أبرزها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة مجتمعة. ويمتد المتحف على مساحة تقترب من 500 ألف متر مربع، أي ما يعادل مساحة 70 ملعب كرة قدم أو ضعف مساحة متحف اللوفر، ليُصبح أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم.