في الآونة الأخيرة تعرضت مصر لعدة هزات أرضية متكررة، كان آخرها فجر اليوم الثلاثاء، في تمام الساعة 2 و17 دقيقة صباحا بقوة 6.2 على مقياس ريختر.
ووفقا لرئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، الدكتور شريف الهادي، في تصريحات لـ"الشروق، فإن مركز الزلزال - الذي شعر بها سكان مصر وعدد من الدول المجاورة- في تركيا، وأوضح أن عمق الزلزال كان كبيرا وهو ما أدى للشعور به في مصر.
كما أضاف طه توفيق رابح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد" - أن الزلزال الذي وقع فجر اليوم في جنوب تركيا يعتبر من الزلازل المتوسطة وليس القوية، مؤكدًا أن تأثيره على بعض الدول المجاورة مثل مصر، اليونان، وقبرص كان محدودًا ولم يتسبب في دمار ، ولا خسائر بالأرواح
ونشر معهد الفلك، خريطة توضح مركز الزلازل الذي شعر به سكان القاهرة الكبرى، ومدى تأثيره على دول المنطقة والمحافظات المصرية.
وتظهر الخريطة تأثير واضح على مدن مصرية عدة مقارنة بباقي دول المنطقة.

هذا التكرار خلق مخاوف كبيرة من دخول مصر منطقة حزام الزلازل؛ نتيجة التعرض لسلسلة من الهزات الأرضية.
• هل دخلت مصر منطقة حزام الزلازل؟
الدكتور طه توفيق رابح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أكد أن تكرار الزلازل والهزات الأرضية في مصر خلال الفترة الأخيرة يعد أمرا طبيعيا.
وأوضح أن ذلك يعود إلى التطور الكبير الذي شهدته محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد، ما جعلها قادرة على رصد الزلازل بدقة وعلى مدار الساعة، وفقا لتصريحات صحفية.
وشدد على أن الزلازل ظاهرة طبيعية، ومصر لم تدخل حزام الزلازل، موضحا أن مركز الزلزال الأخير يقع في دولة تركيا، وهي مناطق تلاقي الألواح التكتونية، وهذا أمر معتاد في علم الزلازل.
وأضاف أن الزلازل التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة لم تمثل تهديدًا كبيرًا لمصر، قائلا إن البلاد تظل بعيدة عن "حزام الزلازل"، وأن الوضع الحالي طبيعي، حيث تعتبر الزلازل ظاهرة طبيعية تهدف إلى استعادة توازن الأرض.
ومن جهته، أكد الدكتور شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، في تصريحات لـ"الشروق"، عدم تأثر أية بنية تحتية في مصر جراء زلزال تركيا.
• هل يمكن التنبؤ بالزلزال؟
أكد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أنه لا يمكن التنبؤ بموعد حدوث الزلازل، موضحا أن جميع مراكز الزلازل التي سُجلت مؤخرًا بعيدة تماما عن السواحل المصرية، ولم يتم رصد أي آثار تدميرية على الأراضي المصرية.
وأضاف أن درجة إحساس المواطن بالزلزال تعتمد على بعده من المركز وعمق الزلزال، ووضع الشخص (مستيقظ أو نائم، وواقف أو جالس، وثابت أو متحرك، وفي طابق أرضي أو طابق مرتفع).
• متابعة ورصد الزلازل
أضاف رئيس معهد البحوث الفلكية، أن الشبكة القومية لرصد الزلازل تتابع النشاط الزلزالي في مصر على مدار الساعة يوميا من خلال التحليل الفوري للبيانات وتحديد التوزيع الجغرافي للزلازل وقوتها، ويتم الإعلان عن هذه البيانات بشكل لحظي.
وأشار إلى أن مصر أنشأت الشبكة القومية للزلازل عقب زلزال 12 أكتوبر عام 1992، بهدف متابعة النشاط الزلزالي والحد من مخاطره، وتتكون الشبكة من 88 محطة زلازل حقلية تغطي جميع أنحاء الجمهورية، وتعمل بالطاقة الشمسية، وترسل بياناتها لحظيًا عبر الأقمار الصناعية إلى المركز الرئيسي للمعهد، بالإضافة إلى خمس مراكز فرعية في أسوان، وبرج العرب، والغردقة، ومرسى علم، والواحات، كما تم تركيب أكثر من 17 جهازًا داخل أنفاق السد العالي وعلى جسم خزان أسوان وفي المناطق المحيطة به، لقياس عجلة الزلازل بدقة.
• زلازل صغيرة غير محسوسة
وفي وقت سابق، كان الدكتور شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، قال إن «المعهد يسجل بعض الهزات يوميًا؛ ولكن لا يشعر بها أي أحد من المواطنين».
وناشد خلال تصريحات تلفزيونية، المواطنين بعدم الانسياق وراء تفسيرات غير دقيقة تؤدي للقلق، معقبا: «نحن لا نعلن في بيان رسمي عن زلازل إلا في حال شعور بعض المواطنين بها بالفعل؛ بهدف طمأنة الناس والتأكيد على عدم وجود أي ضرر بالبنية التحتية أو أي أذى».
وعلق على تساؤل حول طبيعية تسجيل مصر لهزات متكررة، قائلا: «شيء طبيعي في دولة مساحتها مليون كيلومتر مربع وتغطيها محطات رصد الهيئة بجميع أنحاء الجمهورية، تسجل 10 زلازل في اليوم ما المشكلة لكن كلها غير محسوسة وأقل بكثير من المتوسط».
وضرب مثالا بزلزال جزيرة كريت الذي وقع على بعد 450 كيلومترًا من مرسى مطروح في البحر، مؤكدا أن «الطبيعي في أي دولة أن تسجل زلازل يوميا كنشاط طبيعي للأرض، ولكن لا علاقة له بالبنية التحتية أو بإزعاج حتى المواطنين».