-الصين ترد على رسوم ترامب بجمارك أكبر وتحقيقات وعقوبات على شركات أمريكية
-رئيسة المكسيك تعرض نشر 10 آلاف جندي على الحدود مع واشنطن
-السلفادور تعلن موافقتها على استقبال «المجرمين المرحلين» من أمريكا في سجونها مقابل رسوم

أرجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيل الرسوم الجمركية على الواردات من جارتي بلاده كندا والمكسيك لمدة شهر، بعد محادثات مطولة مع رئيس المكسيك ورئيس وزراء كندا امتدت إلى 11 ساعة تقريبًا، وفق ما أوردته بعض الصحف العالمية.

ووافق ترامب، على وقف الرسوم الجمركية المُعلنة خلال أيامه الأولى في البيت الأبيض، وبنسبة 25% على الواردات من البلدين، لمدة 30 يوما في مقابل تشديد البلدين الرقابة على الحدود مع الولايات المتحدة وتعقب الجريمة المنظمة.

وفي هذا الصدد، عرضت كلوديا شينباوم، رئيسة المكسيك، في مكالمة هاتفية مع ترامب، نشر 10 آلاف جندي على الحدود بين البلدين.

• كندا والمكسيك

وكانت ردود الفعل الأولية على قرارات ترامب، تتمثل في بدء كندا والمكسيك إجراءات مضادة. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يوم السبت إن بلاده ستفرض رسوما جمركية بنسبة 25%على سلع أمريكية قيمتها 155 مليار دولار كندي (106.5 مليار دولار) ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية.

وقال ترودو، في مؤتمر صحفي، إن رسوما جمركية بقيمة 30 مليار دولار كندي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الثلاثاء، ورسوما بقيمة 125 مليار دولار كندي ستدخل حيز التنفيذ بعد 21 يوما.

بدورها قالت رئيسة المكسيك، إنها وجهت وزير اقتصادها لتنفيذ رد يشمل فرض رسوم جمركية انتقامية على الولايات المتحدة وتدابير أخرى دفاعا عن مصالح المكسيك.

وكتبت شينباوم، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "نرفض بشكل قاطع الافتراءات التي أطلقها البيت الأبيض بأن الحكومة المكسيكية لها تحالفات مع المنظمات الإجرامية، وكذلك أي نية للتدخل في أراضينا".

وأضافت: "إذا كانت حكومة الولايات المتحدة ووكالاتها ترغب في معالجة استهلاك الفنتانيل الخطير في بلادهم، فيمكنهم محاربة بيع المخدرات في شوارع مدنهم الكبرى، وهو ما لا يفعلونه، وكذلك غسيل الأموال الذي تنتجه هذه الأنشطة غير القانونية والذي ألحق أضرارا كبيرة بشعبهم".

• الصين

وفي المقابل ردت الصين على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بنسبة 10%، بدءًا من الثلاثاء، بإجراء مشابه، حيث أعلنت عن فرض رسوم تتراوح بين 10% و15% على العديد من السلع القادمة إلى أسواقها من واشنطن، إضافة إلى تحقيقات وعقوبات على شركات من الولايات المتحدة.

وأعلنت بكين في بيان اليوم، بعد سريان تطبيق الرسوم الأمريكية بدقائق، قيامها بإجراء تحقيق في احتمال انتهاك شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة "جوجل" قوانين حماية المنافسة ومكافحة الاحتكار، وفق ما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

فيما أعلنت وزارة التجارة الصينية عن وضع شركتين أمريكيتين في قائمة الكيانات غير الموثوقة، ما يمهد لفرض عقوبات عليهما أو حظرهما.

والشركتان هما "بي في إتش" لصناعة الملابس والتي تمتلك ماركتي "تومي" و"كالفين كلين"، و"إلومينا" للتكنولوجيا الحيوية، والتي أطلقت شراكة مع "نفيديا" في قطاع الصحة المرتبط بالذكاء الاصطناعي.

وقالت الصين، إنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 15% على وارداتها من الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، كما أعلنت وزارة المال في البلاد أنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 10% على وارداتها من النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة والشاحنات الصغيرة من أمريكا.

وأوضحت بكين أن الرسوم الجمركية الجديدة هي بمثابة رد على "زيادة الرسوم الجمركية أحادية الجانب" التي أعلنتها الولايات المتحدة.

وكان ترامب قد ألغى إعفاء على واردات صينية للشحنات التي تقل قيمتها عن 800 دولار، وذلك بسبب استغلال شركات التجزئة الصينية الشهيرة مثل "شين" و "تيمو"، هذا الإعفاء لبيع سلع رخيصة في الولايات المتحدة.

وقال ترامب أمس الاثنين -أيضا- إن صندوق الثروة السيادي الذي أعلن إنشاءه، قد يشتري تطبيق تيك توك الصيني، والذي أوقفته الولايات المتحدة، ويشترك فيه نحو 170 مليون أمريكي، لفترة وجيزة إلا أن ترامب وقع بعد تولي منصبه في 20 يناير، أمراً تنفيذياً أخّر تطبيق القانون لمدة 75 يوماً، والذي يلزم مالكه الصيني شركة "بايت دانس" إما ببيعه لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، أو مواجهة الحظر.

• السلفادور

كما دخلت دول أخرى في دائرة لعبة ترامب، محاولة الاستفادة من هذه القرارات السريعة والعشوائية، وعلى رأسها السلفادور، والتي أعلنت استعدادها إلى استقبال «المجرمين المرحلين» من أمريكا في سجونها، مقابل رسوم.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن السلفادور عرضت إيواء "المجرمين الخطرين" من أي مكان في العالم المرحلين من الولايات المتحدة في سجونها.

جاء ذلك بعد محادثات مطولة عقدها مع نجيب بو كيلة، رئيس الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، أمس الإثنين، في أول جولة خارجية له بعد توليه المنصب، ويسعى خلالها إلى الحصول على دعم من دول المنطقة لمحاولات إدارة الرئيس دونالد ترامب، ترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين.

وقال روبيو: "عرض (رئيس السلفادور) سجونه لإيداع أي مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة وهو مجرم خطير فيها".

وبالإضافة إلى تمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم، يحاول روبيو التوصل لاتفاقيات تستقبل الدول بموجبها مواطني دول أخرى لن تقبل المرحلين.

وأضاف أن بو كيلة عرض إيواء من سماهم "المجرمين الخطرين" الذين هم مواطنون أمريكيون أو مقيمون قانونيون، غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقبل هذا العرض.

ولا يمكن ترحيل المواطنين الأمريكيين قانوناً من الولايات المتحدة.

وقال أبو كيلة في منشور على منصة "إكس" بعد وقت قصير من إعلان روبيو: "نحن على استعداد لاستقبال المجرمين المدانين فقط (بما في ذلك المواطنين الأمريكيين المدانين) في سجننا الضخم.. مقابل رسوم"، في إشارة إلى ما يسمى "مركز احتجاز الإرهاب" في السلفادور.

وأضاف: "ستكون الرسوم منخفضة نسبياً للولايات المتحدة ولكنها مهمة بالنسبة لنا، ما يجعل نظام السجون بأكمله مستداماً".