على ارتفاع 55 مترًا، تتزين سماء شارع سينما ليلى في حي باكوس بالإسكندرية بأطول فانوس في المدينة وربما في مصر، ليصبح معلمًا جديدًا لاحتفالات رمضان، حيث تزدحم الشوارع بالأضواء والزينة كل عام، وعلى رأسها الفانوس بتصاميمه وأشكاله المختلفة، كرمز تقليدي وضيف شرف لا يغيب عن أي منزل أو شارع استعدادا للشهر الكريم.
التقت جريدة "الشروق" بـ أحمد حجو، صاحب فكرة إضاءة الفانوس كل عام كاحتفال مميز بشهر رمضان، ليكون رمزًا للبهجة وإسعاد أهل منطقته وأهالي الإسكندرية.
"عملته عشان عايز أفرح الناس"، بهذه الكلمات بدأ "حجو" مالك إحدى شركات المقاولات، حديثه عن الفانوس العملاق قائلاً: المشروع بدأ مُنذ عام 2015، وكان هدفه الأول هو ترك بصمة خاصة في الاحتفالات الرمضانية، مضيفًا: "تحملت تكلفة الفانوس بالكامل، وتصميمه وكل تفاصيله كانت صعبة جدًا، لكن كان عندي إصرار على تحقيقه".
ويحرص حجو كل عام على إضافة تجديدات إلى الفانوس، مثل إضافة المبخرة لنشر الروائح الجميلة في الشارع، وأيضًا السماعات التي تبث أغاني رمضان وتلاوات للشيخ محمد رفعت وما تيسر من القرآن الكريم، أما عن هذا العام فقد أضاف حجو علم مصر كعنصر جديد ليعبر عن فخره بالوطن واحتفاله بالمناسبة.
وتحدث حجو عن اختيار الخامات التي استخدمها في بناء الفانوس، حيث اعتمد على ويرات الأسانسير، مواتير الرفع، وغيرها من المعدات الثقيلة والمكلفة لضمان قوة الفانوس وثباته، كما يحرص على صيانته بشكل دوري لضمان سلامة المارة، إذ يتم تعليق الفانوس على ارتفاع 16 طابقًا في شارع حيوي يضج بالناس صباحًا ومساء.
لم يكن الفانوس العملاق مجرد إضافة جمالية لشارع سينما ليلى فقط، بل أصبح نقطة جذب كبيرة للزوار على حد سواء، فمنذ إضاءته في بداية شهر رمضان، انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار اهتمام الكثير من الرواد، وفي كل مساء، يتجمع المارة ويلتقطون الصور مع الفانوس في مشهد يعكس الاحتفالات الرمضانية في المدينة.
وفيما تردد عن سعي حجو لإدخال الفانوس إلى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، علق قائلاً: "هدفي الأساسي من الفانوس هو إسعاد أهالي منطقتي، لكن إذا تمكنت من تطويره للدخول به في الموسوعة، فلن أمانع".