تحدثت تقارير إسرائيلية عن احتمال موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن مسألة ضم الضفة الغربية مقابل توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية. لكن هذه الترجيحات تأتي في وقت أكدت فيه السعودية أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية ليست محل تفاوض.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مسئولين في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي – لم تسمهم – قولهم إنه من المتوقع أن يوافق نتنياهو على تأجيل ضم الضفة الغربية لصالح التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية.
وعبر المسئولون عن قلقهم من أن نتنياهو قد يستخدم تأجيل الضم كاستراتيجية لتقديم تنازلات للسعودية في محاولات لإقناع الرياض بالتخلي عن مطالبها بشأن إقامة دولة فلسطينية، وهو ما قد يؤثر على الموقف الفلسطيني والعملية السلمية في المنطقة، بحسب ما نقلته وكالة سما الفلسطينية.
ورغم أن نتنياهو كان قد أبدى مراراً رغبته في توسيع اتفاقات التطبيع، فإن المفاوضات مع السعودية تعتبر أمراً معقداً للغاية، إذ تشترط إتمام مسار السلام مع الفلسطينيين لتحقيق التطبيع، بحسب "سما".
وأكد مصدران دبلوماسيان للصحيفة الإسرائيلية أن ذلك يشمل بشكل خاص إنهاء الحرب في غزة، وأيضًا توفير مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.
ويأتي هذا الوضع في الوقت الذي كان فيه نتنياهو يضع آمالًا كبيرة في دعم الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب، لا سيما بعدما أعرب ترامب في محادثات خاصة عن أنه لا يزال يرفض ضم الضفة الغربية في الوقت الحالي.
لكن، في المقابل، كان العديد من العناصر اليمينية في الحكومة الإسرائيلية يأملون أن يتمكن نتنياهو من إقناع واشنطن بالموافقة على خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية.
يُذكر أن فكرة ضم أجزاء من الضفة الغربية كانت مطروحة سابقًا في خطة ترامب للسلام التي قدمها في 2020.
ولكن تلك الخطة فشلت في التنفيذ بعد معارضة شديدة من داخل الإدارة الأمريكية، بما في ذلك من وزير الجيش الاسرائيلي آنذاك بيني جانتس، ما أدّى إلى تأجيل تنفيذ تلك الخطط.
وفي وقت سابق من اليوم، شددت السعودية على أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية "موقف راسخ وثابت ولا يتزعزع"، وأن هذا الموقف الثابت "ليس محل تفاوض أو مزايدات".
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، خلال بيان أصدرته في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، أن "موقف السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع"، بحسب وكالة معا الفلسطينية.
وأضاف البيان أن "الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ 18 سبتمبر 2024، حيث شدد على أن السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".