قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون راتكليف، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة علقت مشاركة المعلومات مع أوكرانيا وسط توترات بين البلدين بعد مشادة بين زعيمي البلدين في البيت الأبيض.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس اليوم، أكد راتكليف أن هناك "تعليقا" في الدعم "على الجبهة العسكرية وجبهة الاستخبارات".
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنت يوم الاثنين تعليق تسليم جميع المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا.
يشار إلى أن أوكرانيا تتصدى منذ أكثر من ثلاث سنوات لهجوم شامل من روسيا.
وفي الوقت نفسه، منح راتكليف لأوكرانيا الأمل في أن الدعم قد يستأنف قريبا بعد الإشارات التصالحية الصادرة عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مايك والتز، بشكل منفصل على شبكة فوكس نيوز "إذا كانت كييف مستعدة لتقديم "تدابير لبناء الثقة" فإن ترامب "سينظر بجدية في رفع هذا التوقف" عن الدعم.
وقال زيلينسكي يوم الثلاثاء إنه مستعد للعمل تحت "القيادة القوية" لترامب من أجل تحقيق سلام دائم في أوكرانيا، بعد أيام من اجتماعهما المشحون في المكتب البيضاوي الذي وصف فيه زيلينسكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "القاتل والإرهابي".
وقد أدت هذه المناقشة، التي تم خلالها انتقاد زيلينسكي على كونه غير ممتن ويبحث عن إطالة أمد الحرب، إلى قيام ترامب بتعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا كوسيلة ضغط لدفعه نحو طاولة المفاوضات.
وترى روسيا أن القانون الأوكراني يمثل عائقا أمام المحادثات.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن استعداد زيلينسكي للتفاوض من أجل السلام هو "خطوة إيجابية"، لكنه قال إن الزعيم الأوكراني فرض حظرا قانونيا على مثل هذه المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال مرسوم وقع عليه في عام 2022.
وأضاف بيسكوف:"بشكل عام، النهج إيجابي، ولكن التفاصيل لم تتغير بعد. حتى الآن، لا يزال هناك حظر قانوني على الرئيس الأوكراني للتفاوض مع الجانب الروسي".
واقترح زيلينسكي إطارا جديدا لوقف جزئي لإطلاق النار، يشمل "حظر إطلاق الصواريخ والمسيرات بعيدة المدى، والقنابل على منشآت الطاقة والبنية التحتية المدنية الأخرى".
وأكد مستشار بارز لزيلينسكي اليوم الأربعاء أن موسكو يجب أن توقف هجماتها المستمرة إذا كانت مهتمة حقا بالتوصل لاتفاقية سلام.
وكتب رئيس المكتب الرئاسي، أندريه يرماك، على تليجرام: "يجب على روسيا التوقف فورا عن القصف اليومي لأوكرانيا إذا كانت تريد حقا إنهاء الحرب".
وشنت روسيا هجوما على أوكرانيا في الليل باستخدام 181 مسيرة وأربعة صواريخ، حسبما أفادت السلطات في كييف اليوم الأربعاء.
رد بيسكوف أيضا على عرض الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو استضافة المفاوضات في مينسك، معتبرا أنه "أفضل مكان" نظرا لأن بيلاروس هي "أهم حليف" لروسيا.
ومع ذلك، تعتبر أوكرانيا بيلاروس طرفا مشاركا في الحرب، نظرا لدورها في تسهيل العمليات العسكرية الروسية، مما يجعل هذا المكان غير محتمل.
ومن جانبها، اعتبرت ألمانيا أن الخطوة الأولى قد تكون وقف الهجمات الجوية والبحرية.
وتحدث المستشار الألماني أولاف شولتس مع زيلينسكي عبر الهاتف اليوم وأشاد باستعداد الزعيم الأوكراني للحديث عن السلام، وفقا للمتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبسترايت.
واتفق الزعيمان على أهمية قيادة ترامب للتوصل إلى وقف إطلاق نار مبكر وسلام دائم في أوكرانيا.
وأضاف أن الخطوة الأولى قد تكون إنهاء الهجمات الجوية والبحرية والهجمات على البنية التحتية المدنية للطاقة.
وستجرى مناقشة رد فعل ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى يوم الخميس في قمة الاتحاد الأوروبي. ألمانيا هي ثاني أكبر مزود للأسلحة إلى أوكرانيا بعد الولايات المتحدة.
وفي غضون ذلك، يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإلقاء خطاب طال انتظاره مساء الأربعاء يركز على أوكرانيا - كما سيتناول أيضا سياسات ترامب التجارية وحرب تجارية محتملة.
ونفى المتحدث باسم ماكرون التكهنات بأن ماكرون سيسافر إلى واشنطن مع زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وقال إن رحلة الثلاثي "محتملة" لكن لا يوجد "تخطيط" لذلك.
وفي المملكة المتحدة، كان هناك دفع دبلوماسي من أجل تحقيق السلام حيث توجه وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إلى واشنطن اليوم الأربعاء. من المقرر أن يلتقي هيلي يوم الخميس مع نظيره الأمريكي بيت هيجسيث، وهو مذيع سابق في شبكة فوكس نيوز.